2022/07/30 | 0 | 3608
التحول سنه اجتماعيه استقبلها الأئمه الهداه
سماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد محرم 1444هــ ( فريق صدى المنبر -تحرير: حكيمة آل حماد)
محاضرة الليلة الأولى. (التحول سنة اجتماعية استقبلها الأئمة الهداة.)
قال تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ ۚ)
مدار الحديث سنة من السنن الاجتماعية، وهي سنة التحول والتقلب في أحوال الإنسان المعنوية والفكرية.
العنصر الأول/ الكلمة المفتاحية:
الحديث هذ العام عن التحول في عالم البشرية؛ قضايا وهموم هذا التحول، ويمتزج الحديث بنداء حسيني يلامس بشكل مباشر أو غير مباشر قضايا المتحولين فكريا وروحيا وغريزيا.
العنصر الثاني/نظرة في التحول البعيد الذي جرى في التاريخ السحيق:
هل التحول لدى البشر غريب على التاريخ أم أنه من صميم التاريخ؟
التاريخ شاهد أمين على أن التحول قد نخر في كل الأديان وكل الثورات؛ فما من ديانة إلا وعاشت مشكلة التحولات العجيبة، وما من ثورة إلا وكانت نهايتها على تلك التحولات المفاجئة وغير المفاجئة،
القرآن يؤكد ذلك في موضع وموضع: ( أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ)
ولئن كان هذا هو حظ الإسلام والمسلمين كشف عنه القرآن، فإنه أيضا كشف عن نفس الحظ للديانات الأخرى:
(وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)
الاختلاف، التحول، الانزلاق، الانقلاب، هي سنة نخرت في جميع الأديان والمذاهب والتيارات والثورات؛
لذلك استرعى هذا الحال بعض العقول الأجنبية التي اهتمت وبرزت في المحافل العلمية والمنصات النفسية والاجتماعية مثل (غوستاف لوبون) الذي قدم دراسات كثيرة ليكشف عن روح هذا الانقلاب والتحول سواء كان سياسيا اقتصاديا اجتماعيا.........
التحول من صميم التاريخ والتاريخ لا ينكر في شي من هذ التحول.
العنصر الثالث/نظرة على التحولات القريبة والمعاصرة.
يوعز بعض الباحثين أن التحولات التي نراها -سريعة متتالية متقاربة متعاضدة، متشابهة وغير متشابهة على كل الأصعدة ومع كل كائن ( الرجل ، المرأة، الطفل ،الأسرة ) ومع كل قاعدة اجتماعية -إلى مبررات وأحداث وهزات جعلت الوعي في ديناميكية متغيرة متقلبة:
الهزة الأولى: الثورات
بدءاً من الثورة البرجوازية ضد الاقطاعيين، فالثورة الصناعية، فغيرها من الثورات التي غرست هذا الأمر في روح المجتمع، فأصبح المجتمع ميالا إلى الثورة.
الهزة الثانية: نظرية دارون (نظرية التطور)
هذه النظرية ضربت في صميم الرؤية الكونية، ولذلك يوعز إليها طمع المثقفين في التغيير وطمع النخبويين في التبديل وميل إنسان هذا العصر إلى الانقلاب والتجديد.
الهزة الثالثة: الكوبرنيكية
وهو شعار واسم للثورة العلمية فأصبح المنطق منطق العلم.
هذه الهزات هي التي كونت روح التجديد والتغيير والانقلاب والثورة المستمرة.
هنالك هزات كثيرة، ولكن هذه تعتبر من أهم الهزات التي رُصدت، ويعتقد الناقدون أن لها مساس مباشر فيما نراه من نزعة التحول لدى البشرية اليوم.
ونحن في فرصة عاشورائية نؤكد على أن الحسين فجر منابع فكرية وروحية تهدف لتقوية وتعزيز إرادة التغيير والثورة والتحول عند الناس، لكن التحول الصاعد وليس التحول النازل والهابط.
فثورة الحسين ليست بأقل من الثورة الفرنسية، بل لا وجه مقارنة بينهما، فهي قادرة على إعطاء الرؤية الكونية أكثر من الدارونية.
ثورة الحسين لم تهضم علما؛ وماذل علم وثقافة صحيحة بين يديه، وهو الذي كان يمارس التثقيف في أبناء مجتمعه، وإذا سمع ناطق ينطق بمنطق غير دقيق صحح له وهذا يكشف عن احترام العلم، فنهضة العلم في احترام العقول.
العنصر الرابع/ أضواء على التسنين لظاهرة التبدل والتحول.
لماذا تعد سنة؟
السنة تدعونا لأن نمر بإضاءات:
أ – ما يتكون عن الدافع الغريزي:
دافع الأبوة والأمومة عند الإنسان أعطى للمجتمع صبغة أو سنة، وهي سنة الزواج، فالزواج سنة اجتماعية ناتج عن غريزة.
ب- ومما يشير إليه كلمة سنة أحيانا التقابلات بين الأحوال التي نعيشها كالمرض والصحة:
الطب نشأ من التقابل بين المرض والصحة، ولولا التقابل بين الصحة والمرض لما ظهر الطب وتعلم الطب.
ج - السنة مخلوقة للصراع؛ والصراع على شكلين داخلي وخارجي:
الصراع الخارجي أوجب حربا سُميت سنة تاريخية ناتجة من الصراعات؛ بين طامع وقانع.
الصراع الداخلي النفس:
هناك عدة أنفس في داخل الإنسان تتصارع (أمارة، لوامة، مطمئنة)
التحكم في هذه النفوس وإدارة هذا الصراع يتطلب أن تفتح قلبك وسمعك على الموعظة وتتروض برياضة الانقياد إلى كل صيحة وكلمة تدعوك للاستقامة.
▫️التحولات كيف حصلت ونشأت وسارت في تاريخ أهل البيت؟▫️
لم تكن التحولات بسيطة، بل كانت قوية مؤثرة ومزلزلة.
أول أمر دعا به رسول الله (ص) هو محبة علي (ع) وهذه كافية للتأمل.
حديث الدار أقوى مشهد للدعوة في بداية الرسالة؛ نادى بالتوحيد والولاية.
القرشيون انقلبوا على علي ونفضوا يدهم ونزعوها من الإمام الحسين.
لقد انقلبت الأمة بعد وفاة رسول الله، ونهشت في لحمه ودمه المتمثل في الحسين، فتلك الرماح إنما شُرعت لتمزق كرامة رسول، وتلك السيوف إنما جُردت لتبضع كرامة رسول الله، ولذلك المعزى رسول الله(ص).
جديد الموقع
- 2024-11-24 التفوق العلمي طريق الى التقدم والازدهار
- 2024-11-24 قافية أيوب الأخرس
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل
- 2024-11-23 جمعية الكشافة تُشارك في الاحتفاء باليوم العالمي للجودة
- 2024-11-23 العرابي يتوّج في الاحساء بطلاً للجولة الثالثة والأخيرة لمنافسات بطولة السعودية تويوتا الدرفت 2024
- 2024-11-23 الفتح يتصدر ترتيب الأندية في الدوري المشترك للبلياردو
- 2024-11-23 ذاكرة القلم عن ملتقى الفريج الشمالي
- 2024-11-23 الأدلجة السلوكية
- 2024-11-23 في يومين : الأدباء الشباب في ضيافة ابن المقرب
- 2024-11-23 أفراح الملفي و الفليو تهانينا