2021/09/14 | 0 | 3435
الاستاذ :عبادالعباد (1376_1407) والسمعة الطيبة
غالبا مايحتفي التاريخ بذكر المشاهير والقادة، ويحرم الأجيال القادمة من معرفة بعض الشخصيات العظيمة التي لاتحرص على الأضواء والشهرة، ومن هؤلاء العظماء في أخلاقهم ونفسياتهم الأستاذ : عباد العباد. وحين أكتب عنه، فلأنني اقتربت منه، فعرفته جيدا. بدأ حياته طالبا في المدرسة الأولى بالمبرز وحين تخرج منها صار معلما للمرحلة الابتدائية، بعد ذلك أتم دراسته في معهد المعلمين بالهفوف ، ثم ذهب إلى الرياض ليدرس في الكلية المتوسطة بمركز الدراسات التكميلية. وحين عاد إلى الاحساء أصبح معلما في ابتدائية بلاط الشهداء. ثم صار وكيلا للمدرسة بعد ذلك. كان مثقفا بثقافة جيل الستينات من القرن العشرين، حيث حرص على اقتناء كتب التفسير مثل (تفسير ابن كثير) و(رياض الصالحين) للنووي و كتاب (أدب الدنيا والدين) للماوردي (فقه السنه) للسيد سابق وكتاب (المنجد) في اللغة والأدب. وكان يحرص كغيره من أبناء جيله على مجلة( القافلة) و(العربي) الكويتية. كان لبقا في حديثه ، وله نبرة صوت مميزة لاتخطؤها الأذن. بذل وقته وجهده لخدمة أقاربه ومعارفه. فكان يصحو في الصباح الباكر، ويفاجئ أقاربه بهداياه الرمزية التي تبين مدى حبه واهتنامه بهم. كان محبوبا من الصغير والكبير، وماقصده شخص في حاجة يقدر عليها إلا قضاها له. وكان طلاب المدرسة يحبونه ويحترمونه، رغم ممازحته لهم لاسيما حين تكون المباراة بين المعلمين والطلاب. وكان يلعب حارس مرمى للمعلمين، وكان مشجعا كبيرا لنادي الاتفاق، وأتذكر عام ١٩٨٢ أخذنا نحن الصبية الصغار مع أبنائه في سيارته(كروسيدا بكس) وذهب بنا إلى مدينة الدمام لنحضر مباراة الاتفاق ضد نادي الاتحاد، وانتهت المباراة بالتعادل: ٢/٢. وكان يحب أن يفرح الأطفال ولاسيما في الأعياد فكان يجزل لهم العطاء في العيدية ويقابلهم بوجه ها باش. وكان يحب الرحلات البحرية فإدا خرج مع أقاربه أضفى على الرحلة طابع المرح الجميل، وكان متواضعا مع الصغير والكبير. ويملك شخصية حازمة عند الضرورة فلايرض بالخطأ أو التهاون بحقوق الآخرين. كان رجلا كريما جدا، محبا لفعل الخير بشكل لايصدق ولايتحمله الكثيرون. وكان يختم القرآن الكريم في شهر رمضان عدة ختمات وينوي ثوابها لأقاربه من الموتى. باختصار كان شخصا كما وصف أبوتمام القائد المسلم : محمد بن حميد الطوسي :
فتى كان عذب الروح لامن غضاضة/ ولكن كبرا أن يقال به كبر !!
وقد أنجب من الأولاد الكثير، كل واحد منهم شابه أباه في بعض أخلاقه الطيبة. رحم الله تعالى الأستاذ عباد العباد، فحين مات بسكتة قلبية حزن عليه الصغير والكبير. وامتلأت المقبرة بمحبيه ومعارفه. ولازال يذكر فيشكر رحمه الله تعالى رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
جديد الموقع
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يدشّن مهرجان "ليالي القيصرية"
- 2025-02-07 سمو محافظ الأحساء يكرّم مدير شرطة المحافظة بمناسبة نقله
- 2025-02-07 دار التربية الاجتماعية للبنات بالأحساء تكرم الزميل زهير الغزال
- 2025-02-07 أحسائية المغلوث تكرم المرشدين السياحيين ,والسياحة محرك اقتصادي
- 2025-02-07 الايروسية في أغنيات عيسى الاحسائي
- 2025-02-07 سادة الهاشم بالمطيرفي تحتفي بزفاف إبنها "السيد محمد " تهانينا
- 2025-02-06 قراءة في رواية مرآة تطلق الرصاص
- 2025-02-06 هل غمر الجسم في الماء البارد مفيد صحيًا؟
- 2025-02-06 م ق ج عن القراءة
- 2025-02-06 الكتب ومهارة الانتقاء