2022/05/27 | 0 | 1658
تمنيّات ما بعد كورونا!!
اليمامة
عشنا خلال الفترة الماضية بما يسمى مرحلة كورونا التي لم تترك أحداً من البشرية إلا وتأثر بها، وظهر هذا التأثير جلياً من الناحيتين الصحية والاقتصادية إذ أودت بحياة الملايين وتوقفت كافة المشاريع الكبيرة والصغيرة في ربوع الكرة الأرضية، ومن الناحية السياسية والاجتماعية، فقد تم فرض الكثير من القيود والإجراءات من أجل الحد من انتشار هذا الفيروس الذي تحوّل فيما بعد إلى جائحة تم تصنيفها من قبل منظمة الصحة العالمية كوباء. جميع دول العالم ولأول مرة اتحدت في مواجهتها، كل دولة حسب طريقتها في اتخاذ الإجراءات المناسبة. فأصبحت المجتمعات مقيّدة في حركتها، وتنقلّها، ولا يستطيع أحد أن يتجاوز أي بروتوكول أو قرارات إدارية لضبط الوضع الصحي للحد من انتشار هذا الوباء. فتوقفت الحركة الاقتصادية، وتجمدت حركة الطيران، وتوقفت مداخن المصانع عن العمل، وتم تسريح الكثير من الموظفين في الكثير من الشركات حول العالم، ودخل العالم في حالة ركود اقتصادي أقوى من تلك الأزمة التي ضربت الأسواق العالمية في نيويورك عام 1929م، إضافة إلى السماح للعاملين وموظفي الشركات بالعمل في منازلهم، منعاً للاختلاط وللحد من انتشار العدوى، وقدّرت خسائر كورونا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، بحسب مقال منشور على موقع صندوق النقد الدولي الإلكتروني بأنه منذ مارس 2020 أنفقت الحكومات 16 تريليون دولار لتقديم الدعم المالي أثناء الجائحة، وزادت البنوك العالمية المركزية ميزانياتها العمومية بقيمة مجمعة قدرها 7,5 تريليون دولار. أما على الصعيد الإعلامي فقد تحولت كافة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة إلى نشرة أخبار عن الوباء في مختلف الأوقات والأماكن. وكأن العالم وصل إلى حافة الانهيار. هذه التداعيات والتبعات التي تركها هذا الوباء، والتي لم يسلم منها شعب أو مجتمع أو عائلة إلا وترك فيها ندباً لا يمكن نسيانه، وسوف تبقى سنوات (كورونا) في الذاكرة الإنسانية راسخة ومتجذّرة في عقول البشرية والضمير الإنساني، من الصعب نسيانها، كسابقتها من الأزمات والأوبئة التي مرّت على البشرية والعالم. نحن في مجتمعنا السعودي حدث لدينا تغيير في سلوكنا الاجتماعي وتصحيح في عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية بسبب كورونا. فالأزمات تعطينا دروساً في التفكير ومراجعة حساباتنا وأمورنا في مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فمن العادات الاجتماعية التي كانت سائدة في المجتمع، التكلّف والإسراف في الدعوات بمختلف أشكالها، سواء في الأعراس أو الولائم أو الدعوات الشخصية، في أثناء الأزمة ونتيجة للإجراءات والاحترازات التي فرضتها الدولة بتقنين الأعداد في المناسبات سواء في الزيجات أو العزاء والالتزام بعدم التقارب ودون مصافحة، وتأدية الواجب بسهولة وخفّة دون تكلّف يثقل ظهر أصحاب الزواج أو أهل العزاء، والاكتفاء بإرسال الرسائل عبر الواتس آب والحضور العددي المعتدل. كذلك نظام التباعد في الطوابير وخلق المسافات المطلوبة والالتزام بالعادات الصحية من لبس الكمامة في المواقع المغلقة. أما في الجانب الاقتصادي، فأصبحت الأسرة تقوم بترشيد نفقاتها بعيداً عن «الهياط»، هذا على الصعيد الشخصي، أما على صعيد الأعمال، ففكرة الدوام عن بُعد لم تكن متعارف عليها ومعتمدة في قاموس الأعمال العامة والخاصة. إلا أن هذه الظاهرة أصبحت عالمية، ولعل الإحصائيات من خلال رصد الإنتاجية للعاملين في العالم من خلال منازلهم تشهد لهم. فقد أظهرت الجائحة أن العمل عن بعد يعزز مرونة العمل ويزيد استخدام التكنولوجيا إلى أقصى حد. وذلك من أجل وقاية وحماية صحة العمال ولضمان استمرارية الخدمات العامة. دراسة أجرتها شركة أميركية متخصصة في اتجاهات العمل والإنتاجية في العام 2019 الماضي وتناولت 1004 موظف وموظفة (505 منهم يعملون من خارج مكاتب الشركة) تبين بوضوح أن الذين يعملون عن بعد هم أكثر إنتاجية من الذين يعملون في مكاتب الشركة.
ونحن في نهاية الجائحة، أتمنى أن نستفيد من دروس هذه الأزمة وأن نلتزم بالإرشادات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة والجهات الرسمية.
جديد الموقع
- 2024-03-28 نادي الباحة الأدبي يناقش (كينونه) كأول تجربة عربية لمسرح الكهف.
- 2024-03-28 البيئة تطلق خدمة الحصاد المجاني للقمح لمساحات 30 هكتارًا
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تطلق مشروع الحديقة المركزية على مساحة 15 ألف متر مربع السعودية الخضراء .. مبادرة تاريخية ملهمة لتحقيق المستقبل الأخضر العالمي
- 2024-03-28 جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تتصدر المؤشر الوطني للتعليم الرقمي في فئة (الابتكار)
- 2024-03-28 رئيس جمعيــة المتقاعديــن بالمنطقة الشرقية يقدم الشكر والتقدير لرواد ديوانية المتقاعدين
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تعافي
- 2024-03-28 نائب أمير الشرقية يطلع على برامج جمعية ترابط
- 2024-03-28 احتفاء جمعية كيان باليوم العربي لليتيم في عيونهم 2/2
- 2024-03-28 دراسة تربط بين السجائر الإلكترونية والسرطان .. واستشاري يعّلق
- 2024-03-28 مداد السلسبيل