زاد معدل انتشار السمنة لدى الأطفال والبالغين بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الماضية. بحث جديد يثبت أن هناك علاقة بين الاصابة بالسمنة خلال مرحلة الرشد (20 - 40 سنة) واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) لدى الأطفال. قاد باحثو مايو كلينيك Mayo Clinic دراسة متعددة المواقع (1) منشورة في وقائع مايو كلينيك Mayo Clinic Proceedings (انظر 2).
على الرغم من أن الدراسات المختلفة تقترح وجود علاقة بين اضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة في مرحلة الطفولة والسمنة ، "هذه الدراسة هي أول دراسة طولية تُجرى على مجموعة كبيرة [المترجم: الدراسات الطولية على مجموعات كبيرة من الناس تتتبع صحتهم على مدي فترة زمنية، بحسب 3] . لاختبار العلاقة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والاصابة بالسمنة باستخدام حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ومجموعة ضابطة لكلا الجنسين مستمدة من نفس مجموعة الأتراب [المترجم: مجموعة الأتراب هم مجموعة أطفال ولدوا في نفس الفترة من السنة]"، كما تقول المؤلفة التي قادت الدراسة سيما كومار Seema Kumar، دكتوراه في الطب وطبيبة أطفال وباحثة في مركز أبحاث الأطفال في مايو كلينيك Mayo Clinic.
. شملت الدراسة 336 طفلًا يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من مواليد 1976 إلى 1982 وقارنهم الباحثون مع مجموعة ضابطة مكونة من 665 طفلًا من نفس الفئة العمرية والجنس غير مشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة . أخذت قياسات الوزن والطول والعلاج بالمنشطات من السجلات الطبية التي توضح بالتفصيل الرعاية المقدمة لهم من 1 يناير 1976 حتى 31 أغسطس 2010. استخدمت نماذج كوكس (Cox Regression ، انظر 4) لتقييم العلاقة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وبين السمنة (4).
وجد الباحثون أن الاناث المشخصات باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في مرحلة الطفولة معرضات لاحتمال الإصابة بالسمنة أثناء الطفولة وفي مرحلة الرشد بمقدار الضعف مقارنة بالإناث غير المشخصات باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. السمنة ليست لها علاقة بالعلاج بالمنشطات في أوساط حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في مرحلة الطفولة. "الإناث المشخصات باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة معرضات لاحتمال الإصابة بالسمنة خلال مرحلة البلوغ، ولا يبدو أن الأدوية المنشطة المستخدمة لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة تغير من مدى هذا الاحتمال،" كما تقول الدكتورة كومار.
وتضيف الدكتورة كومار أن هناك حاجة لمزيد من الوعي في أوساط المرضى ومقدمي الرعاية [ أولياء الأمور] ومقدمي الرعاية الصحية فيما يتعلق بالعلاقة بين اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وبين السمنة لدى الإناث .
تشجع هذه الدراسة جميع المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على الانخراط في تدابير وقائية، وخاصة الاهتمام بالأكل الصحي ونمط حياة نشط، كجزء من الرعاية الروتينية للوقاية من السمنة.
نتيجة لهذه الدراسة ، تقوم الدكتورة كومار وفريقها بالبحث عن تأثير أمراض نفسية مصاحبة معينة شائعة لدى المشخصين باضطراب نقص الانتباه و فرط الحركة في الاصابة بالسمنة.