2021/09/23 | 0 | 2434
بناء الذاكرة الوطنية
اليوم الوطني ليس شعارا للاحتفال وإقامة المهرجانات فقط، هو خطوة للتقدم، للبناء للشروع في تكريس الروابط والوشائج التي تشد الفرد السعودي بنظيره من أفراد المجتمع، مما يؤدي بالتالي إلى ذاكرة وطنية يشترك في تأسيسها أبناء الوطن بمختلف فئاته ومناطقه.
وإذا كان الاحتفال بهذا اليوم يفضي إلى ترسيخ مثل هذه الذاكرة، وإذا كان هذا بدوره له أهميته القصوى في إعطاء الذاكرة قيمة مشتركة يعلي بها الإنسان وطنه ويضعه موضع الاعتزاز والفخر، فإن بناء ذاكرة المجتمعات في ارتباطها بأوطانها لا ينهض في يوم أو ليلة، ولا يقوم بتدبيج الأشعار القائمة على الفخر والمدح والشجاعة والكرم... إلخ من القيم الموروثة، أو التغني به، وإن كانت هذه الأمور لا تتعارض مع هذا النهوض أو البناء.
لكن بناء الذاكرة لأجل تعزيز الهوية الوطنية هو في عمقه بناء الإنسان السعودي والحفاظ على آثاره الإنسانية والثقافية والتاريخية التي في المكان، وتكريمها وذلك بإعطائها قيمة تاريخية يعتز بها الوطن وأبناؤه.
لكن ما الذي نقصده بهذا الكلام؟
أولا- الذاكرة في سياق الوطن هي مجموعة من الأحداث الكبرى التي أفضت إلى وحدة الجزيرة العربية وترابطها، وقد كان الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود فتح للذاكرة بابا يصعب على غيره أن يقوم بالأدوار التي قام بها، ففي العصر الحديث لم تتوحد الجزيرة العربية بهذه الكيفية إلا على يد المؤسس وتحت ظل الدولة السعودية. فحدث التأسيس وما تلاه من أحداث في إطار توحيد المملكة وهو الأنموذج الأكثر مثالية في بناء ذاكرة للمواطن يتمثلها في حياته كقيمة مشتركة.
ثانيا- وإذا كان الملك المؤسس فتح بابا للذاكرة، فإن إحياءها وبناء جدرانها وأسقفها منوط بالإنسان السعودي نفسه، وهذا يعني فيما يعنيه أن الإنسان السعودي حين يترك آثاره على هذه الأرض ثم يمضي، فهذه الآثار ليست سوى جزء من ذاكرة المكان التي هي في مجموعها ذاكرة الوطن، حيث هذه الآثار بما تحمله من قيم وموروثات من عادات وتقاليد وصروح مكانية، هي بالتالي إحدى الطرق في ترسيخ الذاكرة الوطنية.
والمملكة بما تشتمل عليه من كثرة هذه الآثار وتنوعها في مختلف مدن المملكة، فهذا ما يعطي غنى وثراء وعمقا تاريخيا للإعلاء من شأنها وتحويلها بالتالي إلى معالم سياحية لا تنفك مع الوقت تكون رموزا مقدسة وطنية.
لذلك الاحتفاء السياحي بالمعالم الإنسانية والثقافية والتاريخية التي ارتبطت بإنسان هذه الأرض مطلب مهم، لا يمكن إغفاله على الإطلاق. فتعزيز الانتماء والانفتاح على الآخر في الوطن ذاته، وتوثيق الروابط والعلاقات في سبيل دعم الاستقرار والأمن والاقتصاد هو ما يفضي بالنهاية إلى رسوخ هذه الذاكرة في أذهان الناس.
لكن من جهة أخرى قد تتنوع طرق بناء هذه الذاكرة أيضا بإقامة المتاحف في شتى مدن المملكة، التي تعتني بالموروث الشعبي والغنائي وعادات وتقاليد الحياة اليومية للجماعات التي عاشت في هذه المنطقة أو تلك، ورغم وجود بعضها في المدن. لكنها تحتاج إلى تفعيل أكثر وربطها بمؤسسات الدولة من منظور الشركات، وهذا في ظني ما هو مخطط له في الهيئات والقطاعات التي تشرف عليها وزارة الثقافة. لكن الوعي بأهمية هذا التوجه في بناء ذاكرة وطنية لا يكتمل إلا إذا شارك المواطن في تأسيسها أيضا، وهو عمل تكاملي بين الدولة من جهة بما تقوم به من مشاريع تعزز من حضورها، وبين المواطن بما يحمله من وعي جمالي وتاريخي واجتماعي، وبالتالي يعزز هذا العمل مكتسبات الوطن ويدعم إنجازاته.
جديد الموقع
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)