2021/07/07 | 0 | 4727
مقابلة مع الحاج علي الشواف
الحاج علي بن الشيخ حسين بن عبد الله بن عيسى الشواف ، من مواليد مدينة النجف الأشرف عام 1364هـ ، نشأ في بيت العلم والفضل تحت كنف والده الشيخ حسين الشواف - قُدس سره – وتعلّم القرآن الكريم في النجف الأشرف على يدي المرحوم الشيخ الملا سلمان الدلال ، وأكمل تعلّم القرآن الكريم في الأحساء على يدي الملا موسى الرمضان ، والملا عبد الله العامر ، والملا موسى البراهيم ، والملا سلمان المرهون ، ثم درس المبادئ الأساسية للعلوم الشرعية مثل : الرسالة العملية للمقدس السيد محسن الحكيم ، والآجرومية ، وقطر الندى على يد المرحوم السيد عبد الله الحمد الحاجي - والد السيد حافظ الحاجي عمدة التويثير آنذاك - ثم أكمل الدراسة عند المرحوم الشيخ أحمد البوعلي ، وكان من زملائه ورفاقه في الدراسة وطلب العلم الشيخ علي بن شبيث وابنه الشيخ حسين ( رحمهما الله ) ، حيث درسوا الألفية والشرائع واللمعة ، ونتيجة للمتطلبات المعيشية حينها ، فقد اتجه إلى الدراسة النظامية ، ثم التحق بالمعهد الزراعي ليتخرج ويعمل موظفاً بوزارة الزراعة .
وقد تولى الإشراف على أوقاف أسرة الشواف والتي كُتبت باسم والده الشيخ حسين الشواف - قُدس سره - فقام مع أبناء عمومته من العائلة بالإشراف على أوقاف العائلة ، وعلى بناء حسينية الشواف في موقعها الجديد في حي الأندلس في الهفوف ، واهتموا بإعمارها حتى اكتملت وبدأت في أداء دورها التثقيفي والتعليمي ، وأشرف مع أبناء عمومته على بناء مسجد الشواف ( مسجد النبي محمد (صلى الله عليه وآله ) ) في موقعه الجديد في حي الأندلس بالهفوف ، حتى تم واكتمل وأصبح عامراً بأداء الصلاة جماعة .
والحاج علي بن العلامة الشيخ حسين الشواف هو أحد كبار عائلة الشواف ، ومن المقدّمين فيهم والذين تم الاحتفاء بهم بحفل تكريم مشائخ وكبار العائلة في عام 1430هـ ، وحتى نتعرف بتفصيل على أسرة الشواف ، وما في جعبته من معلومات تاريخية لنتابع معه نص اللقاء :
نسب آل الشواف :
يرجع نسب عائلة الشواف إلى جدهم الأعلى فارس بن سلمان الخزاعي والذي يرجع نسبه إلى دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت (عليهم السلام ) ( انظر كتاب " آل الشواف أبناء دعبل بن علي شاعر الإمام الرضا ( عليه السلام ) " ، وكتاب " دعبل الخزاعي وأبناؤه في الأحساء ودول الخليج " ج2 ص 364 ، وكتاب " أربعة قرون من تاريخ الأحساء " ص 491) .
وقد هاجر فارس الخزاعي مع أخويه رمضان وجويخ من العراق إلى الأحساء والبحرين عام 1050 هـ ( انظر كتاب " تاريخ قبيلة خزاعة " للمؤرخ الأستاذ حميد بن رحيم الخزاعي ص 402 الى ص410 ، ومخطوطة كتاب "المذكرات في الأنساب و المشجرات" للمؤرخ النسابة الحاج سعدون ابن الحاج مصطفى الخزاعي ، وانظر التعريف بعشيرة الرمضان للنسابة المؤرخ الأديب الحاج محمد بن حسين آل رمضان في موقع " عشيرة آل رمضان ") .
وقد كان فارس وأخواه رمضان وجويخ أبناء سلمان الخزاعي من أمراء قبيلة خزاعة ( الخزاعل ) ، والتي كان لها الحكم والإمارة في جنوب العراق ، وكان رئيسها في ذلك الوقت الشيخ مهنا الحيس بن سلمان الخزاعي ( وهو الأخ الأكبر لفارس الخزاعي جد آل الشواف ) ، وقد عيّن الشاه عباس الأول الصفوي الشيخ مهنا الخزاعي خاناً ورئيساً عاماً للفرات سنة 1032هـ ، وبعد سنتين من فوز الدولة العثمانية على الدولة الصفوية واحتلالها للعراق ( و الذي حدث في عام 1048هـ ) وقعت معركة السماوة التي حصلت بين الجيش العثماني وبين قبيلة الخزاعل ( خزاعة ) و ذلك في سنة 1050هـ ، وفي هذه الحرب عمد الجيش التركي إلى قتل عدد كبير من قواد وفرسان القبيلة ، وقام بإرسال ستمائة من قبيلة خزاعة الأزدية إلى الحاكم في بغداد ( كما ذكر المستر هيمسلي لونكريك في كتابه " أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث " ترجمة جعفر الخياط ص 107 ) .
وقد هاجر قسم كبير من قبيلة الخزاعل من العراق ، البعض منهم اتجه إلى إيران بقيادة مهنا بن سلمان الخزاعي ، أما فارس وأخواه رمضان وجويخ فكانت هجرتهم إلى الأحساء والبحرين ( انظر كتاب " تاريخ قبيلة خزاعة " للمؤرخ الأستاذ حميد بن رحيم الخزاعي ص 402 الى ص410 ) .
أما فارس بن سلمان الخزاعي فقد استقر لسنوات عديدة في الأحساء ، في القسم الشمالي من حي الرفعة ، والذي سُمي تالياً بحي الفوارس نسبة إليه وإلى أبنائه ، وقد ذكر استقرار فارس في الرفعة الشمالية النسابة المؤرخ الحاج سعدون ابن الحاج مصطفى الخزاعي في كتابه المخطوط "المذكرات في الأنساب والمشجرات" والذي بدأ في كتابته قبل عام 1968 م , إذ يقول :
" أما الحاج رمضان بن سلمان بن عباس الخزاعي فإنه هاجر من الديوانية بعد أن مات أبوه سلمان ، وقد جاءت الحكومة التركية على الخزاعل وأخذوا أراضيهم ...هاجر الحاج رمضان ( وأخواه ) فارس وجويخ للحجاز ... وأما فارس أخو الحاج رمضان فإنّ أسرته تقطن القسم الشمالي من محلة الرفعة في مدينة الهفوف ، وقد يطلق على المحلة محلة الفوارس أو آل فارس ، ولهم هناك المكانة الراقية ، وهم أسر وأفخاذ كثيرة جداً " ( انظر صورة المخطوطة في كتاب " دعبل الخزاعي وأبناؤه في الأحساء ودول الخليج " ج2 ص 348 ) .
وقد أنجب فارس عدة أبناء ، هم : حسن ، وحمد ، وإبراهيم ، وراشد ، وناصر .
ومن هؤلاء الأبناء تأسست أفرع وعشائر متعددة لآل بن فارس انتشروا في الأحساء والكويت والقطيف و البحرين والإمارات ، وهذه العشائر هي : الشواف ، والأمير ، والتحو ، والهاجري ، والمحمد سالم ، وغيرهم .
ويذكر المؤرخ الأستاذ حميد الخزاعي في كتابه " تاريخ قبيلة خزاعة " ص402 أن " فارساً " له ابن أيضاً في العراق وهو " عبد السادة بن فارس بن سلمان الخزاعي " ، وهو الجد الأعلى لعشيرتي أبي موزة وأبي طالب .
وقد وثقت قبيلة خزاعة نسب فارس وجويخ إلى أبيهم سلمان الخزاعي في مشجرة نسبية وثقتها في موقع القبيلة على الشبكة العنكبوتية ( وصورة المشجرة النسبية تجدها في كتاب " دعبل الخزاعي وأبناؤه في الأحساء و دول الخليج " وفي كتاب " أربعة قرون من تاريخ الأحساء " ) .
ومن جانب آخر ، وبالنظر إلى ما أفرزه العلم الحديث من علوم واختبارات حديثة في الموروثات والجينات ، فقد قام بعض الإخوة من عشائر آل بن فارس ( الأمير ، والتحو ، والشواف ، والهاجري ، والمحمد سالم ، والبن شيخ ، وغيرهم ) بعمل دراسة للجينات الوراثية ، وكذلك قام بعض الإخوة من قبيلة الخزاعل في العراق بعمل هذه الدراسات الجينية ، والتي بينت توافقهم جميعاً على وجود الموروث الأزدي الخزاعي z644 (انظر الموقع :
https://www.familytreedna.com/public/Beladurrafidayn-Mesopotamia/default.aspx?section=yresults
والموقع :
https://www.familytreedna.com/public/EasternCoast?iframe=yresults ) .
من أعلام عائلة الشواف :
1- ومن رجال العائلة المبرزين في عصره هو العالم الفاضل الشيخ علي بن حمد بن حسن بن فارس لم نقف على تاريخ ولادته إلا أنه كان معاصراً للشيخ علي بن الشيخ إبراهيم العيثان ، وفضيلة الشيخ علي بن عبد المهدي البحراني وذلك في سنة 1148 هـ ، وقد عثرنا على بعض الوثائق لشراء عقارات قد اشتراها لنفسه ولأخيه وهو من الموسرين جداً وقد عثر على جزء من قسامية لأبنائه وهما : محمد وأخوه الشيخ حسين ابنا الشيخ علي ، وبين عمهما الحاج حسن ، وذلك بعد وفاة الشيخ علي ( رحمه الله تعالى ) في سنة 1158 هـ وهي مبتورة من الجزء العلوي ، وقد تم إحصاء ما تبقى من القسامية فبلغ مجموع العقارات من منازل ومزارع وضواحي للأرز فبلغت عددها 129 عقاراً .
2- الشيخ حسين الشواف بن الشيخ علي بن حمد بن حسن بن فارس المولود سنة 1150 هـ تقريباً وذلك طبقاً لوثيقة قسامية قد ذكر فيها قسمة كانت بين أبناء الشيخ علي وعمهم حيث ذكر فيها ما نصه : فباع القائم مقام لزوجة علي وأولادها الذكور لولايتها عليهم من جهة أبيهم وقصورهم عن رتبة البلوغ ) وهم : محمد وحسن وحسين أولاد علي بن حمد بن حسن بن فارس ، ويعود تاريخ هذه الوثيقة إلى سنة 1160 هـ ،
وكان الشيخ ( رحمه الله تعالى ) من المعاصرين للمشائخ التالية أسمائهم :
1- الشيخ حسن بن علي بن ناصر الأشقر البلادي .
2- الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي .
3- الشيخ عيسى بن محمد البلادي .
4-الشيخ موسى بن محمد الصائغ .
5-الشيخ محمد بن حسن بن سلمان الصائغ .
6-الشيخ عبد الإمام بن محمد بن فارس .
وهؤلاء العلماء الأجلاء قد ذكروا في وثيقة هبة من والدة الشيخ حسين وأخيه محمد وقد أوهبتهما الثمار الحاصلة من نماء عقارها وقد أوهبتهما كذلك العين الواقعة بأيديها من الثمار المعلومة لديها ، وهذه الوثيقة ترجع إلى سنة 1198هـ ، وكان هؤلاء المشايخ الفضلاء قد شهدوا على هذه الهبة . ولعل الشيخ حسين ( رحمه الله تعالى ) تتلمذ على بعضهم ، وكان يعد من العلماء الأجلاء البارزين والمعروفين وله الكلمة النافذة .
ولم يعرف تاريخ وفاته بالضبط ، إلا أنه من المحتمل أن يكون قد توفي في سنة 1215 هـ ( فرحمه الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته ) .
3- الشيخ محمد بن حمد بن فارس الملقب بالعابد قد ورد ذكره في بعض الوثائق التابعة للشيخ علي بن حمد بن حسن بن فارس شاهداً عليها ، كان ( رحمه الله ) معاصراً للشيخ علي بن حمد بن فارس ، والشيخ علي بن الشيخ إبراهيم بن عيثان ، والشيخ علي بن عبد المهدي البحراني ، وقد وافاه الأجل في حدود سنة 1160هجرية ( رحمه الله تعالى ) .
4- الشيخ عبد الإمام بن محمد بن حسين بن فارس عالم فاضل ، وهو من المعاصرين للشيخ حسين بن الشيخ علي ، وله بعض الشهادات على وثائق تخص عائلة الشواف منها وثيقة تعود لسنة 1186 هـ ، و قد ألف الابن الدكتور حسن كتابا مستقلاً بعنوان " المفتي الأحسائي : الشيخ عبد الإمام بن فارس تلميذ المقدس الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي " ، وقد ترجم فيه للشيخ عبد الإمام بن فارس وكذلك لابنه الشيخ علي ، وكلاهما كانا من تلامذة المقدس الشيخ الأوحد .
5- العالم الفاضل والشيخ الهمام الشيخ عيسى بن الحاج عبد الله بن الحاج عيسى بن حسن بن الشيخ حسين الشواف ، ولد ( رحمه الله تعالى ) في مدينة الهفوف حيث قال على هوامش أحد مؤلفاته : ولد مؤلف هذا الكتاب عيسى بن عبد الله الشواف في الخامس أو السادس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1305هـ ، فقد نشأ وترعرع في كنف والديه وأعمامه نشأة صالحة كريمة ، وبان عليه النبوغ المبكر من سنيه الأولى ، فتتلمذ في البداية على يد الفقيه والعالم الفاضل الشيخ أحمد بن عبد العزيز آل سعد الأحسائي المبرزي حتى تاريخ 1319هـ ، وبعد ذلك تتلمذ على يد العالم الجهبذ سمي الكليم الشيخ موسى آل أبي خمسين ( قدس سره ) مدة من الزمن ، وقد نقل الشيخ عيسى عنه بعض المكرمات التي شاهدها للأئمة الأطهار ( عليهم صلوات الله أجمعين ) ، وذلك في كتابه المسمى ( جامع الكرامات الصادرة لسادات البريات ) .
وتتلمذ أيضاً على يد الشيخ المعظم محمد نجل المقدس عبد الله العيثان أثناء زيارته لخدمة الأئمة الأطهار ( ع ) . وقد كتب الشيخ عيسى إلى الشيخ محمد رسالة يخبره بأنه عازم على تأليف كتابه ( منهاج الكرامات .
وتتلمذ أيضا على يد العالم الفقيه الشيخ حبيب بن قرين أثناء تواجده عند الشيخ موسى آل أبي خمسين وإلقاء بعض الدروس في مجلسه . وكذلك حضر عند العالم الجليل الشيخ محمد بن المقدس حسين آل خليفة ( قدس سره ) ، وتابع دروسه على يد المرحوم الميرزا موسى بن محمد باقر بن سليم الحائري ( قدس سره ) ، وله منه إجازة رواية حيث أثنى عليه في هذه الإجازة بالأخ المؤمن والعالم الفاضل المتقن الحائز بعض درجات الكمال والفائق على الأقران والأمثال المتأسى لرجال الأعراف شيخنا الشيخ عيسى الشواف إلى أخر كلامه ( قدس سره) وسوف نورد نص الإجازة فيما بعد .
كان شغف الشيخ ( رحمه الله تعالى ) بالعلم والتدوين المستمر والبحث المتواصل بدون كلل أو ملل ، وقد بدأ بالتأليف وهو في سن الرابعة عشرة من عمره وبالتدوين لكل ما رآه وعاصره في أوقاته مع مواصلة الدراسة عند المشايخ ( رحمهم الله تعالى ) .
وقد سافر إلى المشاهد المشرفة لخدمة الأئمة الأطهار ( ع ) والتزود بالعلم والمعرفة من العلماء الأبرار المتواجدين هناك ، وذلك في شهر شوال سنة 1330هجري حيث يقول :
بيان الكتب التي خرجت بها من الإحساء :
لمعة مجلدين ، قوانين مجلدين ، صافي مجمع البحرين ، شرح عرشية ، مجلد ثاني من جوامع الكلم ، مطول ، مختصر التلخيص ، رسائل معالم ، مغني ، تصريح نهج البلاغة ، مكاسب ، عدة الداعي ، حاشية محمد طه نجف ، منية المريد ، تيسير في القراءة ، جامع الأخبار ، حاشية ملا عبد الله ، سيوطي ابن الناظم ، مجموعة فيها حاشية ملا عبد الله وشرح أخر على متن الحاشية ومنظومة في المنطق ، شرح شميني ، كتاب في الرجال تصنيف الشيخ عبد المحسن اللويمي ( رحمه الله تعالى ) ، الوجيزة ومعها رسالة ابن المتوج في الناسخ والمنسوخ ، رسالة في بيان كليات العوالم ، كتاب مدائن العلوم ، نظام ، مضامين في المنطق ، شرح جمعيني في الهيئة ، فوائد مصباح الكفعمي ، مفتاح الفلاح ، السجادية ، مختصر سيد مهدي ، شرح الشيخ محمد بن عيثان على رسالة مهدي القزويني في الميراث ، رسالة مقلدي شيخ محمد العيثان ، مكاتبة شيخ محمد العيثان مع شيخ محمد الخليفة ، رسالة رد شيخ حبيب بن قرين على رسالة الشيخ أحمد بن عبد الرضا البحراني في الاستدلال على جواز تقليد الأموات ولم يكمل استنساخ لهذه الرسالة .
وفي أواخر سنة ١٣٣٦ وبداية ١٣٣٧هـ انتشر وباء
مرضي اجتاح مناطق كثيرة من الجزيرة العربية والعراق ، وانتشر في الأحساء ، وتقول الروايات الشفهية التي تناقلها الآباء عن الأجداد أن أعداد الموتى فاق المئات ووصل إلى الألوف حتى أنه أباد قرى بأكملها ، لدرجة أن النعوش تكسرت من كثرة الموتى ، واستعدوا بأبواب المنازل والبسط في نقل الموتى إلى المقابر ، وكان شغل الناس في ذلك الوقت حفر القبور ودفن الموتى بعد غسلهم وتكفينهم ، والتجأ الناس فيها إلى الدعاء والصلاة لرفع هذا البلاء ، وكان العم الشيخ عيسى الشواف ( قدس سره ) من المشائخ الذين اتجه إليهم الناس في حي الفوارس بالأحساء ، فكان مما رواه الآباء عن الشيخ عيسى الشواف أنه كان يرسل الطعام ويجهز الذبائح والأطعمة للمرضى ومن يعتني بهم وإلى العوائل والأسر من الفقراء والمساكين بعد أن يقرأ
عليه هذا الدعاء الذي نقله الآباء عنهم ، حيث كان يقرأ سورة التوحيد سبع مرات ثم يقرأ الدعاء التالي :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، اللهم أني أسالك بأسمائك ، يا مؤمن يا مهيمن يا قريب ، خلصنا من الوباء والطاعون ، يا الله الأمان ، يا الله الأمان ، يا الله الأمان ، يا ذا النعمة السابغة ، يا ذا الكرامة الظاهرة ، يا ذا الحجة البالغة ، خلصنا من الوباء والطاعون ، يا الله الأمان ، يا الله الأمان ، يا الله الأمان .
يا قائم لا يزول ، يا عالم لا ينسى ، يا باقي لا يفنى ، خلصنا من الوباء والطاعون ، يالله الأمان ، يالله الأمان ، يا الله الأمان .
وصل اللهم على محمد و آل محمد ) .
ولم تمض الأيام حتى ارتفع الوباء ، وعم الأمان ، وقد
سمى الناس تلك السنة بـ ( سنة الرحمة ) ، وقد انتهت تلك الجائحة في ربيع الأول سنة 1337هـ .
مؤلفاته :
1- منهاج الكرامات الصادرة لسادات البريات .
2- كشكول وقد جمع فيه طرائف ونوادر مما قرأه أو شاهده أو سمع به .
3- إيقاظ القلوب لعبادة علام الغيوب ( وقد ذكر في مقدمة الكتاب رسالة في التقوى والحث عليها ) .
4- تعليقة على مقدمة كتاب المعالم .
5- منحة الأخوان الدالة على طريق الغفران .
6- تحفة الوداد في الحث على طلب الأولاد ( الفصل الأخير لم يكتمل ) .
7- ترجمان الأدب في بيان كلام العرب .
8- بعض البحوث التي كان يحضرها بين العلماء الأعلام المتعلقة في اللغة العربية ، وقد كتب تقريراً في بيان المعنى الحقيقي والمجازي حيث يقول رحمه الله تعالى : ما حثني على تحرير هذا البحث هو أني اجتمعتُ مع شيخيّ العالمين الفاضلين شيخنا الشيخ حبيب بن قرين والشيخ موسى آل أبي خمسين ، فجرى الكلام بينهما في هذا البحث وتكلمتُ معهما أيضاً .
9- وقد ترك الشيخ ( رحمه الله ) الكثير من الأسئلة والتي كان يرسلها لبعض العلماء وبالأخص الشيخ محمد العيثان ( قدس سره ) ويتلقى الأجوبة عليها ، ويتعلق بعضها في البحوث الفقهية والعقائدية وعلى الأخص الشيخ محمد العيثان ( قدس سره ) لكن قد تلف الكثير منها بسبب قدمها وضياع بعض منها ولم يتبق إلا القليل من تلك المكاتبات التي جرت بينه وبين الشيخ ( قدس سره ) .
10- وترك أيضاً بعض الخطب والرسائل .
11- وله أيضاً رسالة في تحقيق المدغم من المضاعف من الكلمات في الإعراب والصيغة .
12- رسائل وبيانات إيضاحية من ضمنها بيان الحاجة في بعث الأنبياء والحكمة في ذلك .
13- رسالة في استحباب أصل السلام بين أهل الإسلام من الخاص والعام وحقيقة الاختلاف فيه بين العلماء الأعلام .
أقول : - هكذا كان ديدنه ( رحمه الله تعالى ) في جميع رسائله بأنه يعترف بالتقصير والعجز ، وفي الحقيقة غير ذلك بل أنه أجل شأناً وأطهر سريرة وأزكى نفساً مما وصف نفسه به وما ذلك إلا لتواضعه ( قدس الله نفسه ) ، وكما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : - ( من طلب العلم لله لم يصب منه باباً إلا ازداد في نفسه ذلاً ، وفي الله تواضعاً ، ولله خوفاً ، وفي الدين اجتهاداً فذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه ) وهو ( رحمه الله تعالى ) ممن تحققت فيه هذه الصفات .
14- رسالة في عقود البيع .
15- مسألة في بـ ( أن من ملك شيئاً ملك قراره ) والحديث عنها وتفصيلاتها وشرحها ) .
16- رسالة في عبادة المخالف .
17- رسالة في وجوه الاختلاف على العمل بفتوى الميت .
18- وله أيضاً رسالة قد جمعها وهي مختصرة في فوائد الطب .
أقول :- وهذا مما يدل على سعة اطلاعه وكثرة قراءته في جميع مجالات العلوم المختلفة وذلك نابع عن محبته للعلم والعلماء ومجالستهم والاستئناس إليهم والتخلق بأخلاق رسول الله وأهل بيته الطاهرين ( صلوات الله عليهم ) والاقتداء بهم والتمسك بحبل ولائهم ، وذلك ما جعله ( رحمه الله تعالى ) شغوفاً بشراء الكتب واقتنائها وبسبب ندرة الكتب في تلك الفترة كان يستعير النادر منها وينسخها بخط يده حتى أصبحت لديه مكتبة قيمة وثمينة وبذل الجهود المضنية للمحافظة عليها ، لكن بعد وفاته وسفر أخيه الشيخ حسين إلى العتبات المقدسة طلباً للعلم الشرعي ، ضاع الكثير مما كتبه وخطه بيمينه ولم يبق إلا النزر اليسير منها ، ولذلك عندما رجع أخوه الشيخ حسين إلى مسقط رأسه اعتنى بما تبقى من هذه الكتب .
وفاته :
وقد وافاه الأجل وهو في عنفوان الشباب وزهرته ، عن عمر لم يتجاوز الرابعة والثلاثين في سنة 1338هـ ، ولم يعقب وذلك لموت ابنيه وابنته الذين وافاهم الأجل قبله بسنوات قليلة ، كما قيل لي ، فكان صابراً محتسباً متأسياً بأهل البيت ( عليهم السلام ) ، رحم الله الشيخ برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته بحق محمد وآله .
وقد عزم الشيخ عيسى على تأليف كتابه ( منهاج الكرامات الصادرة لسادات البريات ) ولكنه لم يستطع الانتهاء منه إذ وافته المنية ( رحمه الله تعالى ) ، وله أيضاً من المخطوطات 18 كتاباً .
وبعض هذه المخطوطات والكتب موجودة في مكتبة الشيخ حسين الشواف ( قدس سره) ، عمد إلى تنسيقها وضبطها الأخ محمد ( أبي عبد القدوس) بن الشيخ حسين الشواف ، والتي نرجو أن نراها مطبوعة في كتاب خاص بها .
6- الوالد العلامة الفاضل والتقي العارف الزاهد الشيخ حسين بن الحاج عبد الله بن الحاج عيسى بن الحاج حسن بن الشيخ حسين الشواف الأحسائي : ولد ( رحمه الله ) في مدينة الهفوف في سنة 1318هـ ، نشأ ( رحمه الله تعالى ) بين والديه وفي كنفهما مع أخيه الشيخ عيسى ( رحمه الله ) ، نشأ نشأة صالحة كريمة وعلى حب العلم والمعرفة ، فكان من الطلبة المنتظمين الذين تتلمذوا على يد أخيه الشيخ عيسى الشواف ( قدس سره ) ، وبعد ذلك عند الشيخ موسى بن عبد الله آل أبي خمسين الأحسائي المتوفى سنة 1353هـ ، وعند الميرزا علي بن موسى الحائري الأسكوئي المتوفى عام 1386هـ ( قدس الله سرهما ) .
اتجه أيضاً إلى العراق للدراسة في حوزاتها العلمية
العامرة لينهل من فيض الإمامين الكاظميين ( ع ) ، فاستوطن مدينة الكاظمية دارساً ومدرساً في حلقاتها ومدارسها الدينية .
وكان لوالدي الشيخ حسين إجازة من السيد محمود الشاهرودي في القبض والإقباض وإبراء الذمة في المشكوكات وفي أخذ الحقوق الشرعية كرد المظالم ومجهول المالك والزكاوات والنذروات وصرفها في الموارد الشرعية المقررة الشرعية ( عام 1390هـ ) ، وله إجازة أيضاً من السيد محسن الحكيم .
وكان ( رحمه الله ) فقيهاً كما ينقل الشيخ علي الشبيث والشيخ حسن آل أبي خمسين ( رحمهما الله تعالى ) .
ولما عاد إلى الأحساء استمر في طلب العلم والعمل ، وكانت له حوزة ومدرسة علمية يدرس فيها المشائخ وطلبة العلم ، وكان مقرها في بيت الشيخ عبد الله الدويل في حي الرفعة ، ومن تلاميذه : الشيخ عبد الوهاب الغريري ، والشيخ علي بن شبيث ، والسيد محمد الشخص ، والسيد عبد الله الشخص ، والسيد عبد الله الحاجي ، والشيخ عبد الله الشواف ، والسيد عبد الله الهاشم ( الصفوى ) ، والشيخ أحمد الطويل .
وكان ( رحمه الله ) إماماً للجماعة في مسجد آل أبي بوخمسين ، ومسجد الشواف ، كما أنه كان أحد أعضاء الهيئة القضائية العليا وهيئة التمييز القضائية الجعفرية في الأحساء .
توفى ( رحمه الله تعالى ) في الأحساء سنة 1403 هـ .
7- الشيخ حسن بن الفاضل الحاج علي بن فضيلة العلامة الشيخ حسين الشواف ، وُلد عام 1388 هـ بمدينة الهفوف ، ودرس في مدارسها النظامية حتى تخرج من الثانوية بمرتبة الشرف سنة 1405 هـ ، واتجه بعدها إلى مدينة مشهد المقدسة ، حيث استقر فيها عدة سنوات لتحصيل العلوم الدينية الشرعية ، وعاد إلى الأحساء عام 1410 هـ شيخاً وخطيباً ، ومع مواصلته للدراسة الشرعية وإلقائه للخطب والمحاضرات الدينية فقد سعى للالتحاق بكلية الطب حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة العامة سنة 1420 هـ ثم حصل على الدكتوراه في تخصص طب المخ والأعصاب سنة 1428هـ .
وشغل منصب مدير برنامج الزمالة ( الدكتوراه ) للباطنية بالأحساء ، ومنصب رئيس قسم المخ والأعصاب بقسم الباطنية بالهفوف ، وكان عضواً في كل من لجنة البحث العلمي ولجنة الترقيات ولجنة التقارير الطبية العامة بالإضافة إلى عضويته في مجموعات طبية مختلفة على مستوى البلاد في تخصص المخ والأعصاب ، كما شغل منصب مدير برنامج الزمالة ( الدكتوراه ) في المخ والأعصاب في مستشفى الدمام المركزي ، إضافة إلى رئاسته لقسم المخ والأعصاب هناك .
وقد كان أحد المشائخ القائمين على صلاة الجماعة في مسجد النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( مسجد الشواف ) بالأحساء ، وهو من أعضاء مجلس مشائخ وكبار عائلة الشواف ، وكان القائم على اجتماعه في عام 1430هـ ، ولديه من الكتب المطبوعة كتاب " التغذية والرياضة في علاج الضغط والسكري والبدانة" ، وكتاب " كيف خُلقنا ؟ ولماذا؟ " ، وكتاب " أربعة قرون من تاريخ الأحساء عبر الوثائق " ، وكتاب " دعبل الخزاعي وأبناؤه في الأحساء ودول الخليج " ، وكتاب " المفتي الأحسائي الشيخ عبد الإمام بن فارس تلميذ المقدس الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي " ، وكتاب " آل الشواف أبناء دعبل ابن علي شاعر الامام الرضا (عليه السلام ) " ، ومن الكتب التي بدأ بكتابتها وهي تحت المراجعة والإعداد كتاب " من أسرار الصلاة " وكتاب " تاريخ الحج وأسراره " وسلسلة كتب في التدبر والتفسير لبعض السور القرآنية .
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .