2021/05/04 | 0 | 1776
الوعي سيد الحياة بأجمعها ، لا الأخلاق فقط .
حفظنا هذا المثل القائل : الحلم سيد الأخلاق ، و نقشناه في ذاكرتنا نقشا لا يدرس مع توالي الأيام و السنين ،
لكن هل بالفعل كسبنا من هذا المثل ، في حقيقة الأمر نحن لا نحلم عندنا نتصدام مع الآخرين ، نظن انفسنا تحلم ساعتئذ ، و لكننا في الحقيقة ندفن هذا الخلاف و هذه المشكلة في مستودع اللاوعي لدينا ،
إننا لم نتبصر الامر ، هل الحق لنا ام علينا ، نعم ندفنه في هذا المستودع و لا يزال ينمو و يتصاعد حتى ينقض علينا في وحش لا يرحم في مرض عضوي او اكتئاب و وحدة ،
في حديث قصة المرأة التي كانت تبكي صبيا لها فنصحها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له :
إليك عني ، فأخبرت انه رسول الله ، فذهبت الى بيته و اخبرته انها لم تعرفه فقال:
إنما الصبر عند الصدمة الأولى ،
نعم لقد كانت هذه المرأة مستغرقة في التفكير بابنها و غير واعية لمن يخاطبها لذا قالت للنبي : إليك عني ،
نحن بالفعل لم ندرك المقصود بالحلم في هذا المثل الرائع ، و في الحديث أيضا : رب مبلغ أوعى من سامع ، الحفظ ليس دليل وعي و إدراك ، و لنعد إلى هذا المثل الجميل : الحلم سبد الأخلاق .
فأي فضل و سيادة لحلم يجر علينا الكثير من الأمراض العضوية و النفسية و الروحية ....الخ
لقد عشنا على مبدأ ديني صنعناه بأنفسنا و بفهمنا الخاطئ البسيط الساذج ، فجعلنا من الحلم طيبة و سذاجة و تحملا لأخطاء الآخرين علينا ، و لست بهذا اذم الطيبة و العفو لكن ربما لبس هذا محلها ، فنحن نعفو و نصفح ما دمنا سنثاب على هذا الصبر بالأجر العظيم من الله ، من قال لك ان تقصيرك في حق نفسك و ظلمها ستنال عليه الأجر ، إن عنايتك بنفسيك و صحتك مطلب ديني رفيع ، فإياك و إياك أن تظلم نفسك هذا الظلم الكبير ، لأنك ستصطلى بنار هذا الظلم في مستقبل حياتك ، و الحق أحق ان يتبع ،
إن فهمناهذا مغلوط جدا ، و الفهم الصحيح لهذا المثل موجود بالتفصيل في الوعي ، الوعي الذي تنادي به الثقافة الشرقية القديمة ، نعم ، فانت لو استبدلت كلمة حلم بكلمة وعي لوضحت لك الحقائق ، فقلت : الوعي سيد الأخلاق ، لتلافيت الكثير من الأخطاء في حياتك ،
فأنت عندما تحلم فانت تسترخي جسديا و نفسيا و ستكون على بصيرة من امرك ، و سوف تتصرف بما يملي عليك به الوعي ، فهذا الحلم وعي و إدراك للحظة الراهنة التي ستقدم فيها امر خطير ،
إذن الحلم هو الهدوء و السكينة و التأني في اتخاذ القرارات الصائبة ، و ليس معناه التسامح و الصفح و المغفرة ، فليس كل الناس ينفع معه التسامح و الصفح ، لأنه سوف يستمرئ هذا الصفح و يعتاده منك ، فكان عليك أن تتروى و تتأنى لتكون على وعي تام و انت تتخذ قراراتك ، كم من قرارات كان الصفح و العفو فيها خطأ فادحا جر علينا الويلات تلك الويلات ، و حاشا الحلم ان يجر علينا ويلات الدهر ، لكنها غشاوة اللحظة
فأفضل توضيح لهذا الحلم هو الوعي ،
نعم الوعي ، الذي لم نسلط عليه الضوء ، فدائما ما نلجأ الى العفو و التسامح و الصفح و ربما كان ناجحا و ربما اخفق ،
لكي تكون واعيا عليك أن تتجنب ضوضاء التفكير ، نحن كثيرا ما تأخذ منا مشكلة بسيطة وقتا كثيرا في التفكير ، و نعيدها في اكثر من مجلس و نفكر فيها مع انفسنا و هي لا تحتاج منا ذلك ، فكان عليك لزاما ان تترك التفكير فيها .
و لا يكون ذلك إلا بالتأمل ، أن تشغل نفسك بأمر ربما تراه تافها لكنه خير من هذا التفكير المستهلك لطاقتك و حيويتك ، اقرأ قصصا قصيرة مضحكة ، شاهد الرسوم المتحركة ، العب مع أطفالك ، استمتعت بمسرحية مضحكة ، كل هذه الأمور عندما تستغرق معها ستنسى مشاكلك و همومك ، و سيصفو ذهنك و يصحو وعيك شيئا فشيئا ، و عندما يصحو الوعي ستكون على يقظة تامة ، و لن تدخل في مشاكل مع الآخرين ، و إن فرضت عليك ستنجو منها ، إن أعزَّ ما نملك في هذه الحياة الوعي ، لكننا خدرناه بمشاكلنا التافة فوقغنا
في مشاكل لا حصر لها ، لاننا نمشي في هذه الحياة كالمخدرين و المنومين مغناطيسيا .
جديد الموقع
- 2024-04-20 إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالشعر
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"