2021/01/18 | 0 | 1980
قراءة لرواية مقهى دويستويفسكي
الكاتب :صلاح بن عبدالله بن هندي
طباعة ونشر وتوزيع : مكتبة المتنبي
الطبعة الأولى عام 1441 هجرية/ 2020 ميلادية
عدد صفحات الرواية: 167 صفحة
عند اشتعال ذلك العود برائحته الطيبة، ممتزجاً بموسيقى العازف المبدع عمر خيرت في معزوفته "خلي بالك من عقلك" وأنا أقول خلي بالك من قلبك عند قراءتك هذه الرواية
عندما تلامس أصابعك وريقات الرواية إلا وتدغدك كهرباء القلب موصلة تيار الحب لكل أطراف جسدك المنهك من مطارق الحياة، فستجد نفسك تلتهم كلمات الرواية مبتهجا تارة و باكياً تارة أخرى، ومع كل همس تجد القلب والعقل يتجادلون بينهما أيهما الذي يقود القارئ لمواصلة الغور في أعماق الرواية.
الرواية عبارة عن وجبة دسمة من الفكر والأدب الروسي القديم وتحوي على كثير من الأسماء والأفكار لهذا الفكر والأدب الروسي لتفتح لنا الرواية نافذة على عظمة مفكري وأدباء ذلك العصر بشتى مشاربه ومعارفه، أتقن الراوي لنا في روايته بوضعنا في حقبة مفكري روسيا والذي عنون بها روايته "دويستويفسكي" فهو يمر بنا عبر هذا المفكر للفكر الروسي وأدبه وفنه، كل ذلك عبر القلب المحب ونقاشات بطلي الرواية فارس ومنى الذي الهمته الحب والحياه والهمها الحب والدفئ والحنان، بعد معاناة في كسب قلبها في ذلك المقهى المفعم برائحة الأدب والفن والثقافة مقدماً على طبق العشق بينهما يلتهمونه التهاماً.
فالكاتب هنا ابدع في لفت انتباه القارئ إلى الحراك الثقافي والأدبي والفلسفي للأدب الروسي حاثاً القارئ بمواصلة القراءة وذلك بعنصر التشويق الأدبي في جعل حرارة الحب المشتعلة بين فارس ومنى هي المحور التي تدفع القارئ بعدم الانقطاع عن القراءة لأن الكاتب مبدع فخاطب العقل عن طريق القلب فجعل التشويق هو الدافع للقارئ للاستزادة من نهر المعرفة والفكر الروسي الذي كان هو محور النقاش في تلك الرواية اللذيذة.
عندما تقترب من الربع الأخير تصاب بالغضب من الكاتب لأنه يصدمك بأحداث غير متوقعة في شخصية منى المعشوقة والتي تترك فارس بدون أدنى سبب واضح، وبهذا الفن المشوق يجعلك تأبى إلا أن تتابع سير الأحداث وفي أثناءه يقدم لك وجبة معرفية عن الحب والنساء في الأدب الروسي.
كم هو فنان هذا الراوي الذي يسير بك حثيثاً في التهام تلك الوجبات المعرفية دون شعورك بالملل ، فهو يطوف بك في دروب الفن التشكيلي مع فارس وصديقه الشلهوب الفنان التشكيلي الذي يهيم بفنه ليصارع فارس ومشاكساته عن الفن والفنانين وصورة الفنان في الروايات الأدبية.
تستحثك الرواية بأحداثها لتواصل القراءة للبحث عن مصير العشاق إلى أين وصلت بهم الحال، تنقلك الأحداث مرة أخرى لمركز العاشقين في المقهى بعدما افترقا التقيا مرة أخرى مفعمين بالشوق والوله والحب، تسير بك الرواية الى قمم الحب معهما ، وترميك مرة أخرى من أعلى قمم الحب إلى وديان الفراق الأبدي محطمة فؤادك قبل فؤاد أبطال الرواية وعشاقها.
ومع كل نقلة في مفصليات الأحداث مع هذه الرواية تجد نفسك تتذوق الفن الروسي بهمومه وأحزانه وفلسفته.
حقاً إن تلك الرواية خلطة فلسفية ومعرفية ممتزجة بعذوبة العشق والحب وفرحة لقاء المحبين وألم فراقهما.
وفي نهاية الأسطر لاتجد إلا الشكر للكاتب لما ابدعته أنامله، ولكن قلب القارئ مرهف الحس ليس له الا أن يربط على قلبه حزام السلامة حتى لا يقتلع قلبه من مكانه من شدة الألم من فراق المحبين ، والذي فرقتهم اختلاف الأديان بينهما ، فبدل أن تكون الأديان عامل حب وسلام باتت عامل حرب وفراق.
جديد الموقع
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
- 2024-04-24 في أسبوعه العالمي .. خوجة : التطعيمات واجهت عبر التاريخ شراسة الفيروسات
- 2024-04-24 صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز ال سعود يفتتح مستشفى الموسى للتأهيل بالاحساء
- 2024-04-24 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية