2020/08/13 | 0 | 2632
الشيخ جواد بن حسين الرمضان نموذج السخاء بالمعلومة، وفعاليات غير مسبوقة
أبوحسن، جواد بن حسين الرمضان، هو شيخ المؤرخين الأحسائيين، أديب، كاتب، ولد عام 1355هـ، في مدينة الهفوف، بالأحساء شرق المملكة العربية السعودية، عاش يتيماً، كادحاً في مجال خياطة البشوت، ولكن هذه الظروف لم تمنعه من تحقيق ذاته في مجال كتابة ورواية التاريخ -عبر جهد ذاتي- لا سيما حياة العلماء والأدباء في الخليج العربي، حتى اكتسب محبة في قلوب من تعرفوا عليه، إعجاباً، وتقديراً، وإكباراً لتجربته ولمنجزاته، وإذ أود أن أسجل مشاهداتي عنه بمناسبة تكريمه في النادي الأدبي في الأحساء؛ أخشى أن يرتج علي البيان وأنا في هذه العجالة من الوقت، والمساحة من الورق.
فالكلام عنه يطول اذا كان عن خلقه، وأريحيته، وترابيته، حيث إن لي مشاهدات عنه دامت لي عنه قد بدأت منذ عام 1413هـ، وحتى تاريخ كتابة هذه السطور، أي: خمسة وعشرون سنة، ولكني أجد في الكتابة عنه- من حيث سعة إحاطة وسخائه بمعلوماته، وأبرز الإنجازات التي تحسب له- أمرا نافعا للاطلاع على جانب من تجربته، وسيرته، كدرس مستفاد لمن أراد أن يمتشق حسام القلم، ويحترف الكلمة؛ خدمة للإنسانية.
وجدت في (أبي حسن) الترابي الأحسائي، الذي احتفظ به الزمان لنا كمخضرم سجل في ذاكرته النقية الصافية أحداثاً ومواقف وتواريخ قلما تجدها في الوقت الراهن عند غيره، فحينما تستمع إليه كأنك تقرأ كتاباً مفتوحاً، يطل بك على نافذة أغلقها الزمان ولن تعود، وربما لن تجد نافذة أخرى تشتمل على نفس الإحاطة والتفصيل إلا في النزر اليسير من أقرانه، وإن توفرت فلن تكون بمستوى المساحة والتنوع المعرفي الذي تجاوز تاريخ منطقة الخليج العربي، بل امتدت ثقافته لتشمل بلاد الشام، وإيران، لا سيما العرب الساكنين في ايران، هذا فضلا عن الأريحية و الانضباط في موعد اللقاء، ونخبوية الحضور والاهتمام، يبذل ماعنده من معلومات جمعها بعصامية منقطعة النظير، فهو الحرفي المجهد الأنامل بفعل طبيعة المهنة، وجهد السنين، لم تتح له فرصة التفرغ للدراسة بشكل كاف، لا في المدارس النظامية، ولا في الحواضر العلمية الدينية، عدا دروس ليلية في المدراس النظامية في البحرين، وحلقات علم في مقدمات العلوم الدينية بشكل متفرق، ولكنه بفضل حراكه الدؤوب تحول إلى مرجعية هامة لكلا الصنفين: الأكاديمي والحوزوي، وذلك عندما يكون الكلام حول تاريخ منطقة الخليج، وعلمائها، وأدبائها، وحرفييها، وعِدَدِها، وعملاتها، وعاداتها، وتقاليدها، وجغرافيتها، وعيون مائها، وحيازاتها الزراعية، بل كل مفردات ثقافتها وحضارتها لجميع طيفها الاجتماعي: الغني والفقير، والمذهبي بكامل طيفه: الإمامي والحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، بيتاً بيتاً، عالماً عالماً، يحصيهم عن ظهر قلب: نشأة، وأستاذة، وتلاميذاً، ومؤلفات، ومشارب عقائدية، إلا ما شاء الله، تفاصيل عجيبة تجدها في صدره عنهم، ولا أعلم كيف يجمع معلوماته عنهم ويحافظ عليها عن الضياع؟ بل كيف يقرأ فيعي؟ فلعله يتمتع بذاكرة تصويرية تجعله في هذه الدرجة من الاستحضار العجيب، ودون سابق إعداد، وكأن لسان حاله يقول([1]):
علمي معي حيثما يممت يتبعـني *** بطني وعاء له لا جوف صندوق إن كنت في البـــيت كان العلم فيه معي*** وإن كنت في السوق كان العلم في السوق
ولعل من المفاجأة أن تمتد معرفته إلى تاريخ ديانة الصابئة المندنائية في العراق، وتاريخ الدروز في بلاد الشام، فقد وقفت على هذا الإستحضار في إحدى زياراتي له في صيف عام 1437هـ في مجلسه المنعقد كل يوم جمعة، وقد كانت بالنسبة لي مفاجأة كشفت عن سعة احاطته وقدرته على التصنيف للشخصيات، واستحضار الكتب والتواريخ لهذه الديانات، وقد ضمت الجلسة الكاشفة المبهرة في استطراده لفيفاً من الكتاب المهتمين بتاريخ الخليج العربي منهم: المهندس عبدالله الشايب، والأستاذ أحمد البقشي، والأستاذ حسين الملاك، والأستاذ سلمان الحجي، ولما انفتح هذا الموضوع اتضح سعة اطلاعه ومعرفته، وكان المحرك الباعث على بروز هذه الجنبة الجديدة لدى الشيخ، عدة أسئلة بحثية تقدم بها الأستاذ صلاح الهندي إليه، فحولت المجلس إلى ندوة حول هذه المشارب العقائدية.
لقد وقفت بشكل تفصيلي على سعة إحاطته من خلال أول بحث قمت به في تاريخ الأحساء بعنوان: (تاريخ تطور الأغراض الخطابية في المنبر الحسيني: الأحساء حالة دراسية ([2])، استهدفت فيه بحث تاريخ الخطابة الحسينية عبر التاريخ بشكل عام، ودور المجالس الخطابية في الأحساء في هذه الفعالية العالمية، وبالتحديد ماذا قدمت الأحساء في هذا الحراك؟ وماذا أخذت؟ وما الأدوار التي مرت بها الخطابة الحسينية في الأحساء؟ وإن كان هناك أدوار، ترى هل انبثقت فيها مدارس؟ وماهي تلك إن وجدت؟ وماهي خصائص كل دور وكل مدرسة؟ ومن أبرز خطباء كل دور بشكل عام؟ والأحساء بشكل خاص؟ وكيف انتقلت خصائص الأدور إلى الأحساء إن كان منشؤها من الخارج ؟ ومن الذي نقلها؟ ومن أبرز من تميز في معاطاة خصائصها؟
هذه تساؤلات تفصيلية اهتم البحث المذكور بالإجابة عليه ، ومن أجل إنجازه كان من الضرورة بمكان أن أحصل على تراجم واسعة حول الخطباء البارزين في هذا المجال بشكل عام وليس الأحساء فقط، وقد أسعفتني في هذا المجال دراسة للشيخ محمد مهدي شمس الدين، حول طبيعة الأدوار، ونهضة الإمام الحسين في الوجدان الشعبي، ولكن بقي أمر مهم ألا وهي الكتب التي ستساعدني في رسم ملامح الأدوار بشكل ميداني، وهي أدوار لم أعشها، ولن استطيع أن أعيد عقارب الأيام إلى الوراء، لكن مكتبة الخطيب الشيخ سعيد أبو المكارم في القطيف (ولد عام 1356هـ)، أنجزت هذه المهمة بشكل جيد، فقد استطعت أن أصل إلى مكتبته عبر الأديب الأستاذ عبدالله بن محمد بن أحمد بوخمسين، حيث كانت تربطه علاقة متينة بالشيخ، وقد سمح لي بالاستعارة لمدة أيام قلائل خلال شهر رمضان عام 1413هـ، وكان الشيخ سعيد هو الآخر أذهلني بكثرة استحضاراته، وشواهده، ومعرفته بعناوين الكتب التي تضمها مكتبته وما تحويها، لا سيما التاريخية منها، على الرغم من كثرة كتبها، حتى إنها تعد من أكبر المكتبات الشخصية في المنطقة الشرقية، وقد وجدت الشيخ على فضله العلمي، في غاية الأريحية، وطيب النفس والعشرة، طوى فارق السن الذي بيننا حتى كأننا أصحاب قد درجنا في مهد واحد، وذلك خلال الدقائق الأولى من لقائه.
أما الشق الآخر والمتعلق بالأحساء من حيث تصنيف الخطباء على الأدوار التاريخية، وأبرز الخطباء في كل دور، ومن أولئك الخطباء؟ فهنا استلزم الأمر (أبا حسن الرمضان) فهو العلامة بتراجم علماء الأحساء والقطيف والبحرين، ولكن كيف الوصول إليه؟ والحال أن فارق السن هو الآخر كاد أن يحجبني عنه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لعلمي بأن مادته غير منشورة حتى تاريخ اللقاء به حيث قام بالنشر عام 1419هـ/1999م أي بعد ست سنوات من مقابلته، وأنه قد جمعها بجهد اسطوري سأتحدث عنه لاحقا- فهذا قد شَكَّل عندي حالة من التردد في طلب مُفاتَحتِه في أخذ بعض تراجمه عن الخطباء الأحسائيين؛ لأنها كانت بالنسبة للوسط المهتم بتاريخ الأحساء أشبه بـ (الأبكار) من المعلومات كما الأبكار من الفتيات، ولكن بحمد الله استطعت الوصول إليه عن طريق الأديب الفاضل الملا محمد صالح المطر، فهو بالنسبة لي أخ كبير، وصديق فاضل، تجمعنا بين الفينة والأخرى لقاءات عابرة، ولكنها ثمينة، وعميقة، قاسمها المشترك: الاهتمام بتاريخ الأحساء وعلمائها وأدبائها، والخطابة الحسينية، ولما عرضت عليه حاجتي، قام بوساطة ثمينة؛ لأنها عرفتني بشيخ المؤرخين في وقت مبكر من تجربتي الكتابية في مجال التراث الأحسائي، وذلك في شتاء عام 1413هـ حيث كان الإتفاق معه أن لا يعطيني تراجم مكتوبة، وإنما يملي علي شطراً من ترجمة كل خطيب بما يكفي المقام، وفي غلس الليل طاولت معه عدة جلسات، استمر بعضها أكثر من ثلاث ساعات، وخلالها كان الكريم بعلمه، وخبرته، وخلقه، ومائدته.
و قد صحبنا في بعض الليالي ابنه الأستاذ حسين، و كان في حداثة من سنه ولكن لفت انتباهي وعيه بما يقوم به والده من خدمة جليلة للتراث الأحسائي بشكل خاص والمعرفة العربية بشك عام، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أبان لي أن المعلومات التي يمليها علي والده لها أهمية من حيث كونها غير منشورة-وهي معلومة ليست بالجديدة علي- ولكن لها أهمية مضافة إذا ضمت إلى بعض التراجم الأحسائية، فهي تشكل شطرا مهما في إجمالي ما قام بجمعه والده في ظروف وجهود صعبة بعض منها كان نحتاً من صدور كبار السن وذاكرتهم، وأخرى عبر مشاهداته من رجال العلم والأدب، ومطالعته في بطون كتب التاريخ ومصادره الأولية، والثانوية، وأخرى كان يجمعها من خلال بحثه في مساجد مدينة الهفوف والقرى الأحسائية ومغارة جبل القارة، وهذا ما سأذكره لاحقا، والحق يقال أن هناك نقطة مهمة، تعد في عرف الباحثين مغامرة أو -على أقل تقدير- تفريطاً في نتائج بحثية ستخرج عن طريق باحثين آخرين، و (أبو حسن) هو الأولى بها دون غيره، لكن الأمر واضح أنها ليست بذات أهمية قصوى لديه، مادامت في خدمة تاريخ المنطقة، وقد صرح الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي بهذا الفضل في مقدمته لكتاب (مطلع البدرين) بقوله: "وقد رجع إلى هذا الكتاب مخطوطاً واستُقى منه باعتباره مصدراً موثقاً غير واحد ممن كتبوا عن أعلام هذا المثلث البلداني، ومنهم العلامة السيد الشخص، في كتابه (أعلام هجر)، والخطيب الشيخ الهلالي في كتابه (معجم شعراء الحسين)"([3]) وقد نشر الأخير بعض التراجم في مجلة (تراثنا) الصادرة عن مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، تحت عنوان من التراث الأدبي المنسي في الأحساء، وذلك من عام 1406هـ، كما نشر العلامة السيد هاشم الشخص باكورة أعماله في عام 1410هـ، وقد أشار في مقدمة كتابه أن كتاب (مطلع البدرين) أحد مصادره([4])، بينما (الرمضان) لم ينشر إلا في تاريخ 1419هـ.
فتحت أمثال هذه العناوين من صداقة، أو توقف باحث على معلومة، تجده يسخو بما لديه من معلومات، لا لشيء إلا لدعم المعرفة الإنسانية.
ويزداد الواحد منا إعجابا بسخائه إذا علم كيف جمع مادته التاريخية في بيئة لم يكن من عرفها أن تسجل تاريخها، على الرغم من جماله، وتالقه، وعلى أقل تقدير لن يكون ما تم رصده وتأريخه لدى العديد من الحواضر العربية -في بعض منه- بأجمل مما لدى الأحسائيين، كما يقول في ذلك الأديب القاضي الشيخ باقر بوخمسين في مقدمة ديوان قلائد وفرائد للشيخ كاظم المطر، وهو يعتب على المؤرخين حين أهملوا تاريخ الأحساء: "أعتقد -كما يعتقد الكثيرون غيري- أن التاريخ لم يغفل في سجلاته كما أغفل هذه الرقعة من الأرض، التي كانت تسمى (البحرين) مرة، وباسم (هجر) مرة أخرى، واستقرت أخيراً باسم (الأحساء)، فإذا جئت تبحث في صفحاتها فلا تجد ما يروي ظمأك، ولا يبل صداك، وليس حظك من كتب التراجم والأدب بأحسن من حظك من صفحات التاريخ([5])"
ويقول أيضاً:
"هل أساءت إلى التاريخ بشيء حتى نسيها وجعلها في سلة المهملات؟! أو أن الشمس أشرقت عليها من حين أمرها الله أن تشرق على هذا الكوكب ولم يدرج فيها كائن حي فيحق للمؤرخ أن يقول ما الذي أذكره وليس فيها سوى الرمال وسقي الأعاصير؟! وهل أن هذه الرقعة أساءت إلى أعلام التراجم بإساءة ساكنيها معهم؟! أو أنهم لم يحملوا من المعارف والآداب كما حمل غيرهم فلم يشاركوا في علم أو يساهموا في أدب، ولم يقرضوا شعراً، ولم تبرز قرائحهم ولم تسجل أقلامهم وما أنتجته أفكارهم من شعر ونثر فيقول الكاتب: وما عسى أن أكتب عن أمة صم بكم عمي؟!([6])".
إن هذا الحس الوطني الذي عاشه الشيخ باقر رحمه الله، وغيره من العلماء والأدباء بضرورة أن يكون هناك حراكاً نحو رصد تاريخ الأحساء والشيخ-باقر- من أوائل من كتبوا في هذا المضمار، قد سايره جهد من أدباء وعلماء شمروا عن ساعد الجد، وسعوا إلى استنقاذ ما مضى من ارث علمي وأدبي، ورصد الجديد من إنتاج الجيل المعاصر، ولعل في طليعتهم الشيخ جواد الرمضان، من خلال ما قام به من زيارات ميدانية، لذوي الشأن أنفسهم من العلماء والأدباء، وعوائلهم ويتكلم عن تجربته: "كنت... في غاية الإهتمام والنشاط في البحث عن تراث علماء وأدباء الأحساء، والوقوف على ما تركوه لنا من كتب علمية، ودواوين شعرية، فكانت لي إتصالات ولقاءات في الأحساء بأبناء وأحفاد المشايخ والشعراء والخطباء الحسينيين في مدن الأحساء وقراها، فوقفت على مجاميع شعرية مخطوطة وكتب علمية في الفقه والنحو وغيره من أنواع الفنون والعلوم"([7]).
وقد سار في هذا الطريق، ترابيا بعيدا عن الأضواء، غير مرحب بها، إلى درجة نكران الذات، ولعل مما يميز تجربته أنه قام بأعمال غير مسبوقة تحسب له في ميدان تجربته وهي كما يلي:
أولاً: النظرة المنفتحة على كامل الطيف المذهبي عند تأريخه للعلماء والأدباء.
حيث من سبقه من المؤرخين للمثلث الحضاري في الأحساء والقطيف والبحرين، يكتفون بذكر علماء وأدباء إما الإمامية وأدبائها فقط، أو علماء المذاهب الإسلامية الأخرى فقط، ومن أبرز من سبقه:
1- الشيخ علي البلادي (1274هـ -1340هـ)، في كتابه (أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين).
2- الشيخ محمد علي التاجر(..... - 1387هـ)، في كتابه (منتظم الدرين في تراجم علماء الأحساء والقطيف والبحرين).
3- الشيخ محمد العبدالقادر(1391هـ - 1312هـ)، في كتابه (تحفة المستفيد).
وهذه الكتب اكتفت إما بذكر علماء وأدباء الإمامية كما في (الأنوار) و (المنتظم)، أو علماء السنة فقط كما في (التحفة)، بينما الشيخ جواد أكد على وعيه بمنهجيته، وأن من الضرورة بمكان أن يفتح عيناه على الجميع، بل جعلها المشكلة البحثية التي حركت قلمه حيث يقول: " ومن جملة هذه الكتب (أنوار البدرين...) وهو كتاب جليل ومفيد إلا أن المؤلف قد اقتصر على أعلام الشيعة في المناطق الثلاث، المذكورة، كما أنه كان قليل المعرفة بعلماء وأدباء الأحساء، فلم يذكر منها إلا ما يزيد على العشرين بقليل، وبعض التراجم في غاية الإيجاز فهي لا تتجاوز السطر. ومن هذه الكتب أيضا كتاب (تحفة المستفيد) للشيخ محمد ال عبدالقادر فقد أهمل الشيخ المذكور ذكر عدد من يسكن مدينة المبرز منهم فقد كانت له علاقة وصحبة مع بعضهم ومساجلات شعرية وأدبية".
ولعل هذا الإنجاز محل تقدير النخبة الأدبية حتى لقد عدها له الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي بأن (الرمضان) قد "سار في منهج تأليفه على هدي ما كان عليه مؤلفوا التراجم في العصر العباسي الثاني، وما بعده حتى بداية النهضة العلمية الحديثة([8])".
ثانيا: فك أسر كتاب منتظم الدرين للشيخ محمد علي التاجر.
أخبرني الشيخ الرمضان في زيارتي له بتاريخ 22/8/1438هـ، بقصة فك أسر كتاب منتظم الدرين للشيخ محمد علي التاجر المتوفى عام 1387هـ، وهو الكتاب الثاني الذي يصدر معنونا صريحا بشموله لعلماء الحواضر الثلاث: الأحساء، والقطيف والبحرين)، أما أسبقهم في الصدور فهو (الأنوار) للبلادي، ويليه (المنتظم) للتاجر، وقد سبقهم كتاب للشيخ سلمان بن الشيخ عبدالله الماحوزي (ولد في 1075هـ وتوفى في 1121هـ)، كتاب بعنوان: (لؤلوة البحرين)، لكنه اقتصر على علماء البحرين، وقد ذكر نزرا يسيرا من علماء الأحساء، غير أن كتاب (التاجر) المذكور ظل في طي النسيان والعدم، عدا جملة ممن كان يعرف بمشروع الشيخ (التاجر) أو سمع به، وظل الكتاب ضمن حوزة القاضي الشيخ محمد صالح العريبي أسيراً محجوباً عن الاطلاع إلا في داره فقط، غير أن الشيخ (الرمضان)، نمى إلى علمه وجود الكتاب لدى المذكور عن طريق السيد هاشم الشخص، مؤلف موسوعة (أعلام هجر)، وذلك عام 1395هـ، حيث حاول السيد بدوره استعارته فلم يستطع، كما سعى الشيخ الرمضان هو الآخر، حيث سافر إلى البحرين وحاول في القاضي، ولو لمدة قصيرة، لكنه لم يفلح في ذلك أيضا، فما كان منه بعد أن عاد إلى الأحساء إلا أن اتصل بمن له تأثير على القاضي (العريبي)، ولا يرد له طلباً، وهو الحاج يوسف بن عبدالله الصايغ زعيم البحارنة في أبو ظبي، حيث تربط الشيخ الرمضان به علاقة متينة وأريحية، وفعلاً كان التواصل مؤثراً، و في شهر رمضان من عام 1399هـ- أي بعد أربع سنوات- أرسل (آل الصايغ) للشيخ (الرمضان) بأن الكتاب في (أبوظبي)، وإن كانت له حاجة فليأت إليه، فسافر ونزل ضيفا على (آل الصايغ)، ولشدة اهتمامه باستنساخ ما يستطيع استنساخه من الكتاب، استحوذ على اهتمامه وصار ينتهز كل فرصة سانحة للاعتزال بالكتاب، وبذا فقدوه عن مجالسهم، ولما عرفوا السر أخبروه بأن الكتاب يمكن له أخذه إلى الأحساء، والاستفادة منه هناك، وفعلا أخذه بعد أن غادر إلى دوحة قطر، ومن الدوحة استطاع أن يدخل الكتاب ضمن مطبوعات من دولتي الإمارات وقطر في (خيشة)، و في الاحساء أفرغ مادة الكتاب في 120 شريط تسجيل (كاسيت)، ثم استنسخه بيده، وأعطى السيد هاشم الشخص نسخة منه انتشرت في مدينة (قم) واستفاد منه المؤرخون، ومن أوائلهم الشيخ سالم بن عبدالله النويدري البحراني، حيث اعتمد على هذه النسخة في كتابه (أعلام الثقافة الإسلامية) في البحرين خلال أربعة عشر قرنا، صدرت الطبعة الأولى منه في 1412هـ -1992م، وقد صرح باعتماده على نسخة الشيخ (الرمضان) في الجزء الثالث من الكتاب المذكور([9]) ، كما تم تحقيق الكتاب من قبل الشيخ ضياء بدر أل سنبل، وذلك عام 1430هـ، وقد اشار في مقدمة تحقيقه لإستفادته من نسخة الشيخ (الرمضان) ([10]).
وستخرج إلى النور النسخة المحققة من كتاب (المنتظم) للشيخ الرمضان نفسه بعد أن استوفى النقص الوارد في تراجم (التاجر)، ومما قام بإضافته الشيخ (آل سنبل) لصفحات نقصت من نسخة (الرمضان) عند استنقاذه للنسخة الأولى من الشيخ (العريبي)، وبهذا يكون قد قدم خدمة جليلة لتراث الأحساء والقطيف والبحرين، وأحدث حراكا ثقافيا، تمخض عن عدة موسوعات، في الحواضر الثلاث، ما من شأنه أن عزز الوعي بتراث وحضارة المنطقة، واستنقذ تاريخا من النسيان والضياع.
ثالثا: عمله الميداني في جمع التراث الأحسائي من مساجد مدينة الهفوف والقرى الأحسائية ومغارة (جبل القارة).
لم يكن من اليسير أن تعمل على جمع تراث مزقته يد الزمان، وأهملته أيدي ذوي الشأن أنفسهم من العلماء والأدباء، حيث لم يمنحوا تاريخهم وأعمالهم الأدبية الاهتمام ليعيش بعد رحيلهم، فهناك القلة منهم من يجيد العناية بإنجازه، والكثير منهم لا يمنحه أي قليل من العناية، فممن كان يعتني بأعماله: الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي وكذلك الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي، والشيخ عبدالهادي الفضلي، وهؤلاء سجلت في حقهم كلمة في كتاب لي بعنوان: (الشيخ الفضلي: منارة أحسائية عالمية ثالثة في مجال الكتب والمؤلفين([11])) كنت أعني فيها ما كتبت بأن الكتابة شيء، والحفاظ عليه ونشره خارج دائرة المؤلف وبيئته القريبة شيء آخر، فلربما يصل إلى أسماع الدنيا إن كان له نصيب.
أما الشيخ جواد الرمضان فقد سعى إلى العناية بمن ليس له عناية بأثره، أو كان له عناية، ولكن لم تسعفه يد الزمان على الحفظ من خلال أهله بيته، وأصحابه، كما هو حال الكثير من الأعمال الأحسائية، حيث العديد منها مآله كان في أكياس (الخيش) التي تبعث من البيوت إذا ضاق أهلها بها ذرعا، إما لقدمها أو لتمزقها، أو لأي سبب غير منطقي هو الآخر، يؤتى بها إلى بيوت الله لربما تتسع بعض زواياها لها مع المصاحف وكتب الأدعية، وفعلاً يحدث ذلك، ولكن الزوايا تمتلئ هي الأخرى، و تضيق بتلك (الخياش) ذرعا، وعندها لا مفر لها من أحد ثلاثة أمور في الأحساء: إما الرمي في البحر، وهو خيار مستبعد ربما لبعد المسافة بين الحاضرة الأحسائية وساحل الخليج العربي، أو أن تدفن في البر، أو أن توضع في أكياس (خياش)، لتستقر أخيراً في إحدى مغارات (جبل القارة) في قرية (القارة) الأحسائية.
لقد سعى للبحث في هذا التراث المنسي و كانت بداياته فيها في عام 1390هـ، وبالتحديد من مسجد محلة الفوارس ، المعروف بمسجد الشيخ موسى بوخمسين في الرفعة الوسطى بمدينة الهفوف، ومن ثم مسجد الشواف في نفس المحلة، وباكتشافاته المبكرة تلك حملته إلى أن يوسع من دائرة البحث، وذلك لما علم بأن ما يجتمع من خياش في المساجد يرمى في مغارة (جبل القارة)، السابق ذكره، وفعلا زار مغارة الجبل لهذا الغرض وصار يتردد عليه كل اسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أما أبرز المساجد التي زارها في القرى الشرقية بحثا عن الكتب هي:
1- مسجد (الصفية) في قرية (القارة).
2- مسجد (المقصب) في قرية (القارة).
3- مسجد (الزهراء) في قرية (الرميلة).
4- مساجد قرية (التيمية)، باعتبارها حاضرة علمية قديمة في الأحساء من أبرز علمائها الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي من علماء القرن العاشر الهجري.
ومن جملة ما استطاع أن يستنفذه هو العديد من القصائد الشعرية: رثاء، ومديحا لشعراء أحسائيون، ومن أبرزهم الشيخ مغامس بن داغر الأحسائي، وكذا الشيخ محمد بن عبد الله السبعي (...-815هـ) ، والشيخ الفقيه أحمد بن محمد السبعي ، و الشيخ حسين ابن الشيخ علي بن الشيخ محمد السبعي، و الشيخ علي بن الشيخ حسين السبعي و الشيخ محمد بن حسين السبعي(...-1011هـ) كما وسعت من دائرة علاقاته في هذه القرى ومن خلالها فتحت له أبواب التواصل مع المهتمين بالشعر، ومن جملتهم الملا حسن الثواب من القارة، حيث اكتشف من خلال المجاميع الشعرية التي لديه اثنين من الشعراء المغمورين: الشيخ ناصر بن علي بن ناشره الهجري، وابنه الشيخ ابراهيم بن ناصر بن ناشره الهجري وقد وصف شعرهما الجيد و يحتوي على مطولات، ومن جملة ما استفاده من غير المجاميع الشعرية تواريخ وفاة بعض العلماء والأدباء، وحيازتهم لملكيات من كتب ومصاحف، وكذا أسماء لنساخ الكتب، وتواريخهم، وغيرها من المعلومات التي قد تكون متناثرة، ولكن من مجملها تشكلت لوحة فسيفاء المؤرخ أبي حسن الرمضان.
وقد سجل الأستاذ فضل الله بن سلمان بوحليقة، مشاهداته، حيث هو ممن صحب الحاج جواد في بحثه الميداني وكان عمره آنذاك في حدود السن الخامسة عشر ربيعا مع جملة من الأصدقاء من محلة الرفاعة منهم: علي بن عبد المحسن بن حسن الأمير، وكمال بن عبدالمحسن الأمير، والأستاذ جاسم بن أحمد الرمضان.
ومن جملة ما أفاد به قال: "كان (الشيخ) دؤوبا في عمله البحثي، وفي نفس الوقت كان صاحب عائلة، ولا بد أن يوفر لها لقمة العيش، فكانت فرصته للبحث في مغارة جبل القارة يوم الخميس، وهي فرصتنا أيضا للراحة من عناء العمل الأسبوعي، فكنا نخرج معه للنزهة في حقول الأحساء للسباحة في ينابيعها الطبيعية، ويجعل ضمن برنامج الرحلة البحث في تلك الأكوام من الورق، وقد عثر خلالها على العديد من دواوين الشعر، والوصايا، والصكوك، لأن البعض يتحرج من حرقها، ولهذا كانوا يأتون بها إلى المساجد القريبة منهم، ومن ثم يقوم القائمون على المسجد بنقلها إلى المغارة من الجبل، وعادة ما يعود بالعديد من المصادر الأولية اللازمة لإنجاز عملية بحثه في تاريخ الأحساء، ورجالها، و كانت هناك مفاجآت تحدث لهم في حالات البحث في خياش الكتب، حيث كانت مخبأ للعديد من القوارض والحشرات لاسيما النمل الأبيض، كما تسلح عليها الخطاطيف من فضلاتها وبعض تلك الكتب تلتصق صفحاتها ببعضها البعض فتتحول إلى قطعة صماء لا تنطق بما فيها من أدب وتراث([12]).
لقد زرته في منزلة ليلة الثلاثاء بتاريخ 4/9/1438هـ، عند كتابتي لهذه الصفحات، وكان ظني بأنه سينفتح علي بسرد قائمة بأهم الأعمال التي خرج بها من جولاته الميدانية في جبل القارة والمساجد، لأني أعلم بأنه لديه قدرة على الرصد التفصيلي، حيث له مع كل سطر حكاية، ولكل معلومة دليل، لكن في ظل تنكره لذاته استغرب بأن أدون حراكه الميداني في هذه الأماكن بالذات، لأن في نظره هذا أمر لا يستحق التدوين عنه، وهو العالم بأن هذا العمل الميداني هو مصدر البيانات الأولية، التي يحتاجها الباحث الوثائقي أو المصطلح عليه بالبحث المكتبي ضمن الدراسات الوصفية، و لم أستغرب من استنكاره لعلمي بتواضعه وترابيته، بل طلب مني عدم المبالغة فيما أكتب عنه، وأكد على ذلك بحرص كبير، ولكن مع المحاولات، وكثرة الأسئلة من زوايا عده خلال اللقاء، أخذت منه ما ذكرت على نحو العينات من المكتشفات الهامة، والتي يثمنها الباحث الميداني في مجال التنقيب عن التراث.
ومن ضمن الحكايات التي أوردها خلال زيارتي له، موقف للشيخ جعفر الهلالي، فهو من المعجب بهمة (الرمضان) ونشاطه، وكيف يحصل على مكتشفاته في عالم التراث، بل يعدها من المفاجآت التي يأتي بها، وذات مرة قال له باللهجة العراقية: (يابا منين تْحَصِّل هالأشياء ؟!) يقصد هذه القصائد الغير مسبوقة الذكر من قبل الشاعر، أو لدى عائلته، أو المؤرخين للحركة الأدبية فرد عليه (الرمضان) أيضا باللهجة الحساوية: (فيك شَدة تروح...؟!)، قال الشيخ الهلالي: (أيه يابه... أيه...)، فصحبه يوم الخميس من نفس الأسبوع إلى مسجد (الصفية) بقرية (القارة)؛ لكثرة ما فيه من الخياش، يقول الشيخ كان على الأقل عددها خمس خياش، ولما فتح الشيخ (الهلالي) احدى الخياش، واستخرج محتوياتها ثارة غبرة، ، تلثم على أثرها، وشمر عن ساعديه، وجمع أطراف ثيابه، وفي هذه الأثناء اطلع اطفال من القرية على حالة هذين الغريبين في المسجد، فوصل الخبر إلى عمدة البلدة السيد عبدالله البراهيم، فجاء متسلحا بخشبة لينال من الغريبين، ولولا أن وجدهما من أهل الصلاح من ظاهر لباسهما، كقباء، وغيره، لنال منهما بخشبته، بل بمجرد أن شاهدهما وهو مقبل وضعها خلف ظهره، ولاطفاهما ودعاهما على وجبة الغداء ولكن اعتذرا لموعد سابق، واستجابا له في الأسبوع الذي يليه.
إن السخاء المعلوماتي الذي سكن الشيخ جواد الرمضان، لتراث قام بجمعه في مثل هذا الجهد، والعناء الميداني، والظروف القاسية الاستثنائية، لم يكن غريباً عليه، فنشأته الأسرية كانت على هذا المستوى من البذل، فقد قدمت في سالف تاريخها جملة من العلماء، كشموع ذابت لتضيء الطريق، سواء منهم في الأحساء من المملكة العربية السعودية، أم في مملكة البحرين، وهو بدوره جاء مكملاً لمسيرة العطاء في جانب مهم من البناء الحضاري للأحساء، وأحسب أنه شَكَّلَ له عنواناً لن يمحى من أذهان جيله المعاصر له، ومن المتوقع أنه سَيُسَمِعُ آذان الأجيال القادمة؛ لأن ترابيته، وسعة اطلاعه، وحضور ذاكرته وبديهيته، وقدرته على العمل المتواصل، وتركيزه في مشروعه، وبذله لما يملك جعل من الكثير تلاميذاً له في هذا المضمار، وهل حَق الأستاذ إلا أن يحتفى به ويخلد ذكره؟
للتحميل اضغط هنـــــــــــــــا
*نشرت بمجلة الساحل عدد (41)
المصادر:
1- التاجر: محمد علي ، منتظم الدرين في تراجم أعلام الأحساء والقطيف والبحرين، تحقيق وتعليق: جواد بن حسين الرمضان، (غير مطبوع).
2- الخرس: محمد بن جواد ، الشيخ الفضلي: منارة أحسائية عالمية ثالثة في مجال الكتب والمؤلفين، الاجتهاد والتجديد، بيروت، العدد 30-31(ربيع وصيف) 1435هـ-2014م.
3- الخرس: محمد بن جواد ، تاريخ تطور الأغراض الخطابية في المنبر الحسيني: الأحساء حالة دراسية، (بيروت، دار الأسفار، 1422هـ). انظر: https://issuu.com/kharsm/docs/menbe.
4- الشافعي: محمد بن إدريس، الجوهر النفيس في شعر الإمام محمد بن ادريس(ديوان الشافعي)، إعداد وتعليق وتقديم: محمد ابراهيم السليم، (القاهرة: مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع والتصدير، تاريخ النشر(بدون).
5- الشخص: هاشم بن محمد ، أعلام هجر، (مكان النشر (بدون): مؤسسة أم القرى للتحقيق والنشر، 1416هـ).
6- الرمضان: جواد بن حسين، مطلع البدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين،(الأحساء: جهة النشر(المؤلف نفسه)، 1419هـ - 1999م).
7- المطر: كاظم بن محمد ، قلائد وفرائد، (بيروت: دار البيان العربي، 1412هـ - 1991م).
[1] - الشافعي، ديوان الشافعي: ص112.
[2] - محمد بن جواد الخرس، تاريخ تطور الأغراض الخطابية في المنبر الحسيني: الأحساء حالة دراسية: ص 16-23.
[3] - هاشم الشخص، أعلام هجر: 41.
[4] - عبدالهادي الفضلي، مقدمة مطلع البدرين، جواد الرمضان: ص15.
[5] - باقر موسى بوخمسين، مقدمة ديوان كاظم بن محمد المطر، قلائد وفرائد: ص13.
[6] - باقر موسى بوخمسين، مقدمة قلائد وفرائد، كاظم بن محمد المطر،: ص14.
[7] - جواد حسين الرمضان، مقدمة تحقيق كتاب منتظم الدرين في تراجم أعلام الأحساء والقطيف والبحرين: ج1، ص3.
[8] - عبدالهادي الفضلي، مقدمة مطلع البدرين، جواد الرمضان: ص15.
[9] - جواد حسين الرمضان، مقدمة تحقيق كتاب منتظم الدرين في تراجم أعلام الأحساء والقطيف والبحرين: ج1، ص6.
[10] - جواد حسين الرمضان، مقدمة تحقيق كتاب منتظم الدرين في تراجم أعلام الأحساء والقطيف والبحرين: ج1، ص6-7.
[11] - محمد بن جواد الخرس، الشيخ الفضلي: منارة أحسائية عالمية ثالثة في مجال الكتب والمؤلفين، الاجتهاد والتجديد، بيروت، العدد 30-31.
[12] - أكد الشيخ جواد الرمضان هذه المعلومات وزاد عليها، في زيارة له مساء يوم الثلاثاء 4/9/1438هـ، في منزله، وقد قام بتنسيق موعد الزيارة الأستاذ أبا كميل، محمد بن موسى الرمضان.
جديد الموقع
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
- 2024-04-25 احصل على 800 ختمة قرآنية شهرياً
- 2024-04-24 جمعية البيئة الخضراء بالأحساء تكرم البورشيد لاطلاقه (ديك الماء)
- 2024-04-24 الأمير محمد بن عبد الرحمن رئيساً فخرياً لجمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم
- 2024-04-24 جود بخاري تحقق أول برونزية سعودية في البطولة الآسيوية للبلياردو
- 2024-04-24 في أسبوعه العالمي .. خوجة : التطعيمات واجهت عبر التاريخ شراسة الفيروسات
- 2024-04-24 صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز ال سعود يفتتح مستشفى الموسى للتأهيل بالاحساء
- 2024-04-24 مبدعات في الرواية والمسرح والشعر من دول مجلس التعاون الخليجي جواهر القاسمي تكرم الفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية
- 2024-04-24 المرجعية الإنسانية وتجديد بنية المرجعية الدينية