2020/08/12 | 0 | 1356
لماذا اعتذر ؟
الاعتذار هو التعبير عن الندم اتجاه فعل او قولمعين والاعتراف بما سببه من اذى بقصد او بدونقصد لشخص او مجموعة من الناس.
كلنا نخطئ في حياتنا فلسنا بمعصومين لكنالشجاع هو من يعتذر
(الاعتذار من شيم الكبار )، مجتمعنا الشرقي يحتاج المزيد من ثقافة الاعتذار فمن المؤسف انيعتبر البعض الاعتذار ضعف وهو على العكس منذلك .
عندما يعتذر لك شخص قد أخطأ بحقك هذا يعنيأنه ندم وأحس بالمسؤولية اتجاه ما قام به وهوحريص باعتذاره على حفظ ما بينكما من ودلاستمرار العلاقة .
وفي المقابل على المعتذر اليه قبول الاعتذار وذلكلتشجيع كل مخطئ على أن يعتذر دون التفكير فيحرج الرفض .
في الحقيقة ان للاعتذار آداب وضوابط قد يجهلهاالبعض فالاعتذار يفترض ان يكون بعد الخطأمباشرة وإن لم يحصل ذلك فيجب ان يكون فيأقرب وقت ممكن لان طول المدة قد يزيد الفجوة بينالمتخاصمين مما يسمح بتدخل الشياطين وكبرحجم المشكلة . فكلما كان الاعتذار أسرع كان أقرلللصلحوتسوية الخلافات . ويكون الاعتذار ايضابحسب حجم الخطأ فإن كان خطأ بسيطا يكتفيبقول آسف او عذرا . على خلاف ذلك إن كان الخطأكبيرا حيث يتوجب في ذلك جهدا أكبر في الاعتذار، ولا بأس هنا بهدية تعبر عن أسفنا وندمنا أووليمة عشاء على شرف المعتذر إليه.
وايضا من آداب الاعتذار أن يكون اعتذارا منصفافليس من الانصاف مثلا ان أخطئ في حق شخصأمام جماعة واعتذر له سرا . فمن الأدب ان أعتذر لهأمام من أخطأت عليه أمامهم، كما أن من كرمالأخلاق أن من أخطأت بحقه سرا أن أعتذر له علنا .
من المهم جدا أن يغرس الاعتذار وقبوله كقيمة منقيم مكارم الأخلاق في نفس كل طفل لأن الطفل إننشأ في بيت لا يعرف الاعتذار عند الخطأ لا تنتظرمنه الاعتذار إذا أخطأ في حياته مستقبلا ، علىعكس ما إذا نشأ في بيت يعتذر فيه الأب أو الأملبعضهما ، واعترفا بذنبيهما دون أن يترفع أحدهماعلى الآخرأو تأخذه العزة الزائفة بالنفس .
فلا يمكن غرس القيم عموما وهذه القيمة تحديدابالقول أو التلقين ، إنما تغرس بالقدوة . ما المشكلةأن يعتذر الآباء لبعضهما او للمجتمع أو حتىلأبناءهم إن أخطأوا في حقهم وذلك حتى يدركواقيمة الاعتذار ولا يستثقلها منهم من أخطأ لأن منالصعب جدا على من تربى في مجتمع مكابر لايعترف بأخطاءه أن يعتذر فهو بمثابة حرب معالنفس العنيدة على عكس من تربى في بيت معتذرمتسامح .
وقبول الاعتذار من صفات المؤمن حيث ذكر اللهالعفو في آيات كثيرة من القران الكريم كما ذكرتفي السنة النبوية حيث توجد أحاديث متعددة –حيث قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
عليكم بالعفو ، فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا ،فتعافوا يعزكم الله، ونهى صلى الله عليه وآله انيتخاصم المؤمنون ونعت من يبادر بالصلح حيثقال : لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ،يَلْتَقِيَانِ ، فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِييَبْدَأُ بِالسَّلَامِ.
ولنا أن نتصور الحياة بدون التسامح ، فأخمخاصم لأخيه وأبناء عاقون بآبائهم ، زوج يهجرزوجته ، وجار لا يكلم جاره وصديق يعادي صديقه . إنها حياة مليئة بالأحقاد والضغائن.
إن الاعتذار وقبول العذر من الأمور التي تسببسلامة القلب وراحة البال وعافية البدن، وعلينانحن المسلمون أن نكون مثالا طيبا في تقديمالاعتذار وقبوله فديننا كله تسامح ولنا في الله جل جلاله المثل الاعلى في قبول التوبة من عباده فهوالعفو التواب الغفور لذنوب وأخطاء عباده .
ما اروع الحياة بالتسامح والاعتذار.. فلنسع لصنعمجتمع متسامح .
جديد الموقع
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل
- 2024-04-18 الأمير سعود بن طلال يرعى توقيع عقد إنشاء بوابة الأحساء
- 2024-04-17 أحدث إصدارات الشيخ اليوسف: «الإمام العسكري: الشخصية الجذابة»
- 2024-04-17 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 44 تنطلق في شهر صفر القادم 1446هـ بمكة المكرمة
- 2024-04-17 الطبيب أشرف العيسوي يرزق بمولود هاشم