2020/07/14 | 0 | 3568
حوائج منزلية في رسالة أحسائية .
وجود صديق أو قريب في البحرين في الأربعينيات أو الخمسينيات الهجريّة فرصة ذهبيّة التّزوّد بما ينقص البيت من احتياجات منزليّة بأسعار أفضل من المتاحة في الأحساء وقتها ، و هنا شيء من مظاهر تبادل النوّاقص المنزليّة و الاحتياجات بين صديقين أحدهما في البحرين و آخر في الأحساء تعرضها هذه الرّسالة :
27 محرّم سنة 1348هـ إلى جناب الأجلّ الأمجد الأكرم المكرّم الأخ العزيز علي بن عبدالله الشايب سلّمه الله تعالى .
السّلام ع
ليكم و رحمة الله و بركاته و بعد : هذا ما جانا منك خطّ ! عسى المانع خير ؟
بعده يا أخي مهوب هذا الواجب من جنابكم الشّريف ! لأنّ الخطّ نصف الملاقاة بل الملاقاة ! .
و لا هوب واجب منكم هذا الجفا !
بعد ، و اصل إليك بيد محسن بن علي البقشي رُبْعَة قهوة ، و سراج بو منظرة ، و القهوة نيباريّة و سراج هذا الذي ذكرت لنا و لقهوة لك ، بعدها يا أخي إن شاء الله ترسلون ثلاثين مهفّة من أطيب الموجود ، وشوي كحل و أنت سالم و سلّم لنا على الوالد و الإخوان و على الوالدة و الرّضايع و على مولانا الشّيخ عبدالكريم و إخوانه ، و على من حضر مجلسكم الشّريف منّا مجمل و منكم مفصّل كما منّا الأخ محمّد و الصّبيّان كافّة يردون السّلام ، و إن بدأت لكم غرض أو حاجة فالمحبّ يتشرّف ، و عرِّفنا عن شرح الخطوط الذي أرسلنا من خمس أيّام و عن أحمد الشايب هو بيظهر أو مهوب ظاهر و أنت سالم و السّلام .
صحّ الأخ علي بن حسين البقشي .
أيضا بعده يا أخي إن شاء الله ترسل لنا سحّارة خوخ من أطيب الموجود .
ملامح في الرّسالة :
* تاريخ الرّسالة : 27 محرّم عام 1348هـ ، و الموافق الخميس 4 يوليو 1929م
* المرسل : هو المرحوم الحاج علي بن حسين بن عيسى بن حسن بن سليمان البقشي من أهالي الجبيل في الأحساء ، و والدته المرحومة رقيّة العبّاد من أهالي العمران ،ولد حدود عام 1299هـ ، لم يحظ بفرصه للتعلّم و انخرط بالعمل منذ طفولته في العمل الزراعي ، و انتقل منذ مطلع الأربعينات الهجرية للعمل في البحرين في قبالة النخيل ، بقي هناك قرابة ثلاثين عاما , تزوّج مرارا و أنجب عددا من الأبناء و البنات من زواجات عديدة و أبناؤه هم عيسى ( بو سعيد ) ، و حسين ( بو علي ) ، و محمد بو هاني ، حسن ( بو علي ) ، و عايش ( بو منتظر ) ، و عدد من البنات ، و كفّ بصره في سنيّ حياته الأخيرة إلا أنه لم يتوقّف عن العمل يمارس هذه الأعمال حتى بعد فقده بصره توفي عام 1389هـ و دفن في مقبرة الجبيل
المرسل إليه :
هو الحاج علي بن عبدالله بن محمد بن صالح الشّايب ، من مواليد الجبيل حدود عام 1304هـ ، و والدته كريمة الحاج محمد الصعيليك ، تلّقى تعليما تقليديا في المطوّع و تعلّم القراءة و الكتابة ، لذا كان يمارس بعض الأدوار التي تناط بالمتعلّمين و كقراءة القرآن ، و قراءة الفخري أيام الوفيات ، و كتابة الرّسائل و التّدوين في السّجلّات لذا يسمّى أحيانا ملاّ علي الشّايب في بعض الرّسائل ، أما عمله فهو الفلاحة ، كان يمتلك نخلا معروفا هو الوجير بطرف الوجير قرب الجبيل ، كما كان مكثرا من قبالة النّخيل حيث كان كثير من أقاربه و أرحامه يستوعبون في أعمال القبالة التّي كان يلتزم بها .
كما كان له مجلسان يوميان أحدهما صباحي بُعيد صلاة الفجرمباشرة و ينطلق منه ، مع روّاد المجلس للعمل في نخيلهم ، أما المجلس الآخر فهو مجلس مسائي بعد العشاء ، كما كان يقيم مناسبات الوفيات للأئمة الطاهرين في مجلسه بنفسه .
و توفي رحمه الله عام 1384هـ و دفن في مقبرة الجبيل .
( السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد : هذا ما جانا منك خطّ ! عسى المانع خير ؟
بعده يا أخي مهوب هذا الواجب من جنابكم الشّريف ! لأنّ الخطّ نصف الملاقاة بل الملاقاة ! .و لا هوب واجب منكم هذا الجفا ! )
يبدو أنّ قوّة العلاقة و اشتياقه الحاج علي البقشي ألزمته هذه ( الشّرهة ) على صديقه عن تأخّر تواصله بإرسال الرّسائل لأنّه يعتبر الرسائل هذه نصف التّلاقي بين الأصدقاء بل هو التّلاقي نفسه حيث يتعرّف أخبار الأصدقاء و أحوالهم و يطمئنّ عليهم .
* ( و اصل إليك بيد محسن بن علي البقشي )
محسن بن علي البقشي :
هو الحاج عبدالمحسن بن علي بن أحمد بن حسن بن أحمد السّليمان البقشي [1][1]، من مواليد الهفوف عام 1331هـ ، و أمّه فاطمة بنت موسى بن علي الموسى آل علي بن عبدالله ، و لم يحظ بفرصة للتّعليم ، لكنّه امتاز بنباهة و فطنة فطريّة صقلتها التّجارب ، فتعلّم مبكّرا خياطة البشوت و ذهب للبحرين من أجل العمل فيها ، ثم رجع بعد فترة يسيرة و تدرّب على خياطة الثّياب الرّجالية[2][2] و كان يتعامل بخياطة الكورجة[3][3] ، حيث كان يفصّل الثّياب جاهزة و يبيعها جملة على تجّار القيصرية أو يقوم بتجهيزها و بيع كمّيات منها في سوق القطيف واستأجر دكّانا لغرض سكنه و بيع بضاعته [4][4] ، و صار يتردّد على سوق القطيف كثيرا ، و بعد بيع بضاعته من الملابس و الثياب ، يشتري بضائع من القطيف كالربيان المجفف و المشلّق و اللّوز و يبيعها في سوق الأحساء ، ثم استساغ التّنقّل بغرض التّجارة فصار يتنقّل للكويت و يبيع فيها بضائع الأحساء من تمور و بشوت، و سلوق ، و غيرها و يتضّع من سوق الزلّ فيها السّاعات اليدويّة و الرّاديوهات والكنابل ، و يقوم ببيعها في أسواق كربلاء و الكاظميّة ، و في رحلة الرّجعة من العراق يتبضّع الحبّ و رزّ العنبر و البقوليات المفضّلة هناك سيّما اللّوبة ، والأسنان الذّهبيّة التي كانت وقتها مرغوبة في الأحساء و يقوم بتصريفها في أسواق الأحساء ، و استمرّعدّة عقود من حياته متنقلا بين الأحساء و البحرين و الكويت و العراق و إيران و سوريا .
و بعد تقدّمه في السّن استقرّ في سوق الهفوف و افتتح محلا لبيع الأقمشة النّسائيّة من بيته في سوق السّويق و تقاعد عن العمل في نهاية حياته و توفي عام 1413هـ .و كنت أأنس كثيرا لروحه المرحة ، و قد أفدت من حكاياته كثيرا حيث كان له أسلوب قصصي جميل ، و يعدّ راوية ذو أسلوب جذاب في السّرد ، وعندما كنت يافعا رافقته في رحلة عائلية للمدينة المنوّرة امتدّت حوالي عشر أيام لمست منه مهارات حياتيّة جميلة كقدرته المميّز في التفاوض و الانفتاح على الجميع ، و قدرته المذهلة في الحساب الذهني وهي مهارات اكتسبها من خبراته الحياتية الطويلة في التنقّل و السفر و البيع والشراء .
( ربعة قهوة )
الرّبعة وحدة كتلة تقاس بها البضائع المتداولة من لحوم و فواكه و قهوة و بهارات و دهن ، و غيرها ، و كان المعادل عليها عادة قطعة من الحجر الصّوان يوضع في كفّة الميزان و إذا تقادم الزّمن و بدأ التآكل فيه يوضع عليه مقدار ما تساقط من كتلته ما يعادلها بحصيّات صغيرة أو عملات معدنيّة و قد يحتفظ البائع بحصيات تساوي أجزاء الرُّبعة مثل نصف الرّبعة أو ربع الرّبعة أو ثلث الرّبعة ، و كانت تساوي بالأرطال ما مقداره 0,68 رطلا أو 12 ريال فضة و في بالمقاييس الفرنسية ما يعادل = ثلث كيلو جرام أي= 333,3 جرام و حاليا تستخدم الأمهات في مقدار يكافئها و هو مكيال علبة الدّهن المعدني .
( سراج بو منظرة )
هذه شكل من أشكال المصابيح الزيتيّة تحتوي على قاعدة مخزن صغير للكيروسين و موصل بفتيلة و يمتاز عن غيره من الاشكال بوجود مرآة و منها اكتسب اسمه .
و القهوة نيباريّة :
من أصناف القهوة المنتشرة و المفضّلة في ذلك الوقت و هي ذات منشأ أفريقي ، و بلاد النيبار تقع في ساحل أفريقيا الشّرقي زنجبار و أجزاء من كينيا حاليا ، و هي من مواقع إنتاج القهوة , كانت أنواع القهوة الأفريقيّة تصل للأحساء عبر عدّة طرق إما عن طريق التجّار الأحسائيين مباشرة عبر ميناء العقير أو عبر البحرين و هذه تكون أرخص نسبيا لتعدّد الموردين وقتها في البحرين لذا يلاحظ أنّ أغلب الرسائل التي تتعلّق باحتياجات منزليّة فيها إشارة لحمل كمّية من القهوة إلى الأحساء ، و طبعا تحمل نيئة و يتم تحيصها منزليا .
( بعدها يا أخي إن شاء الله ترسلون ثلاثين مهفّة من أطيب الموجود ) :
من ضمن الإفادة من خامات البيئة في واحة الأحساء التي كانت ضمن مهارات المرأة في ريف الأحساء قديما صناعة الخوصيات حيث كانت تمتاز باستغلال هذه بالخوص البكر القريب من قلب النخلة في إنتاج الأشكال المميّزة من المهاف و التي اشتهرت بنقشات مميّزة في حدود عشر نقوش مختلفة ، مع التّفنّن في إدخال الألوان الطبيعية باستخدام مكونات مثل القرمز ، أو البليلج لتلوين بعض الأجزاء ، كما امتازت كما كانت هذه الصّناعة خصائص في السّف تجعل المتذوّق و العارف يميزها بمجرد النّظر .
ومن طرائف أني كنت في مهرجان تراثي و اشتريت عدة مهافّ و قدمتها لوالدتي حفظها الله ابتسمت و قالت لي أرجعها للبائع هذي موب زينة هذي ليست حساويّة فقلت لها يمكن ما ميّزتيها ، فقالت أرجعها يا أحمد .. الحساوية تنعرف من بعيد !
( وشوي كحل ) :
من العادات القديمة عند العرب الاكتحال بقصد الزّينة و العلاج ، و ليس الأمر مقتصرا على النّساء بل كان الكثير من الرجال خاصّة أهل النخيل يكتحلون لأنهم يرون أنّه أصحّ للعينين ، و أنه يحافظ على النظر، لذا كان الفلاح مثلا عندما ينتهي من عمله و يغتسل من آثارالعمل يتأنّق و يكتحل و من الصّناعات المنزلية الشّائعة و التي كانت تمارسها النّساء ذوات المهارة هي صناعة الكحل ، و الذي تكون محتوياته من أحجار الكحل اللاّمعة ( الرّسْوَل ) ، و التي تسحق و تدقّ و يخلّص من حبيبيات الرّمل ، و المكوّن الثاني هو صلوم عنقيش الخوخ الحساوي ( بذوره ) و التي تجمع و تجفّف و بعد التّجفيف تحرقّ مع جرو قرع جافّ فإذا اكتمل احتراقه تسحق بحجر و تحوّل إلى مسحوق ناعم أسود ، ثّم تضاف لها مواد إضافيّة و تخلط هذه المقادير بنسب حسب خبرات صانع الكحل و تعبّا في مكاحل إما حجريّة أو خشبيّة أو نحاسيّة و يستخدم الميل القماشي أو المعدني باستخدام الميل
كما تحرص الجدّات على تكحيل الأطفال الرّضع ، باستخدام الميل القماشي الذي يترك آثارا غليظة و عريضة على عيني و محاجر الطفل ، و يُعتقد أنّ هذه العادة تجعل الطفل بشعا ، لحمايته في مضارّ الحسد و العين !
و كما كان المقاتلون أيضا يحرصون على الاكتحال لاكتساب مظهر مهيب أمام أعدائهم .
(و سلّم لنا على الوالد و الإخوان و على الوالدة و الرّضايع و على مولانا الشيخ عبدالكريم و إخوانه ، و على من حضر مجلسكم الشّريف منّا مجمل و منكم مفصّل )
الوالد :
يقصد به والد المرسل له و هو الحاج عبدالله بن محمد بن صالح الشّايب من الآباء الموّقّرين و المُعمّرين ، كان له معرفة طيبة واسعة بالطوالع والمرتبطة بالمعارف و المواسم الزراعية ، لأنه كان ممن يوكل لهم ( قتات سليسل ) و تحددي الأنصبة المطلوبة على كلّ ملاك نخيل يستفيد من هذا النهر و تحديد أوقات رفع الردّ و تحديد المشاركين من الرجال فيه ، كذلك تحديد ما يلزم من رجال للمساهمة في ضراب هذا النهر و هو عمل جماعي ، و قد عمّر رحمه الله و أصبح جليس الدار في نهاية عمره , توفي حدود عام 1355هـ
الإخوان :
للمرحوم الحاج علي الشايب ثلاث أخوة هم ( عبدالوهاب ، و أحمد ، و ناصر )
الوالدة : كريمة الحاج حسن الصعيليك .
و الرّضايع ( يقصد بهم أخوات الحاج علي الشايب و هما المرحومة مكيّة حرم المرحوم عبدالله بن عبدالمحسن الشايب ، و الثانية فاطمة حرم المرحوم علي بن محمد اليحيى )
( على مولانا الشيخ عبدالكريم و إخوانه )
هو الشيخ عبدالكريم بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد الممتّن ، عالم و أديب شهير من أهالي الجبيل في الأحساء من مواليد عام 1304 هـ ، نشأ في بيت علم و أدب و فضل ، فأحاط به والده العالم الشّيخ حسين بالرّعاية و تلقّى عليه دروسه الأولى و كان شديد الملازمة له ، حتى وفاته عام 1316هـ ، و التحق بدروس الشّيخ موسى بوخمسين -رحمه الله - ، ثم هاجر إلى النّجف الأشرف و أكمل شوطه الدراسي على الأعلام هناك و أبرزهم المرجع السيد ناصر السلمان رحمه الله ، و المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم رحمها الله و رجع بعدها لوطنه مبلّغا و مرشدا دينيا و معلّما لطبقة من الطلبة الذّين عاصروه و كانوا يرتادون مدرسته التي كانت تعقد في مجلس بيته في الجبيل شطرا من كلّ أسبوع فيؤوون في بيوت بعض أرباب المجالس كبيت – المرسل إليه - و يقفلون بقية الأسبوع لقراهم .
و قد كان الجانب الأدبي في حياته كان مشرقا و مميزا ، و كانت قصائده الجزلة في مدح ورثاء أهل البيت و في المواعظ تتلى على المنابر الأحسائية و كان الخطيب الشهير الملا طاهر البحراني شديد الاعتزاز بها ، و كثيرا ما كان يردّدها على أسماع المستمعين له في الأحساء و الكويت و البحرين و قد توفي رحمه الله في 12 من رجب عام 1375هـ .
( و إخوانه ) : للشيخ شقيقين من أبيه هما الحاج محمد و الحاج حسن رحمهما الله و خليصه الشيخ عبدالرّحيم .
( أحمد الشايب هو بيظهر أو مهوب ظاهر )
أحمد الشايب :
(أيضا بعده يا أخي إن شاء الله ترسل لنا سحّارة خوخ من أطيب الموجود .)
الخوخ الحساوي كان من أكثرالفواكة الصّيفية المنتشرة في ربوع هذه الواحة حيث كانت جلّ نخيل الواحة لا تخلو من عدد من أشجار الخوخ ، كما كانت تنتشر بساتين تختصّ بزراعته سيّما في وادي العمران شرق الواحة .
كما كانت تنتشر صنفان من الخوخ و الذي يكون عادة لثماره وجه مخضّر و وجه آخر محمرّ مع ملمس وبري الصنف الأوّل يسمّى طليّق [5][5] و تمتاز بانفلاق الثّمرة مع العنقيش ( البذرة الداخليّة ) ، أمّا الصنف الآخر فيسمّى لزّيق و يمتاز بتماسكه و عدم انفلاقه و عند تناولها تمسك البذرة قدرا من لبّ الثمرة خلاف النّوع الأوّل و مقدار الثمّرة قد يصل في الثمرات الجيّدة لمقار قبضة اليد المعتدلة .
و ثمار الخوخ من ثمار موسم الصّيف ينضج في شهر مايو لبضع أسابيع و كانت موسم قطافه موسما منعشا لتشغيل الأطفال و اليافعين وحتى الفتيات من بنات مالك النخل أو المتقبّل له الذين يحصلون على أجور بسيطة مقارنة بأجور الكبار ، و الأيدي الناعمة للأطفال ربما كانت أفضل للتعامل مع هذه الثمرة المترفة و سهلة التلف .
و يستخدم أوعية خوصيّة خاصّة لقطف و نقل ثمرات الخوخ , تسمّى ( ملاقط الخوخ ) و أرضها لولبيّة القاعدة تسمح بحماية هذه الثّمرة من التّلف .
كما كانت سيّارات المكّ ( ماك ) و هي سيارات نقل كبيرة تحمل سحارات الخوخ لنقلها لأسواق داخل المملكة و الخليج .
و قد تكالبت عدّة عوامل أهمّا انصراف المزارعين الخبراء عن الاعتناء بزراعة هذه الفاكهة لعقود و في بعض المناطق قلّة المياه و تملّح بعض المناطق ،و أحيانا لكن ضعف العناية هو أكبر معوّق .
انبعاث زراعتها :
اكتشف أحد المزارع الخبير الحاج حبيب الناصر ( بو فهمي ) من أهالي العمران مصادفة كمّية من العنقيش ( بذور الخوخ الحساوي ) و التي كانت محفوظة لديهم في المنزل ، فحاول أن يقوم بإنتاج الخوخ و فعلا نجح في استنباتها ،و صار ينتج الثّمار و الشّتلات منها .
( كما منّا الأخ محمّد )
هو الحاج محمد بن حسن بن عيسى بن حسن بن سليمان البقشي من مواليد الأحساء الجبيل حدود عام 1284هـ ، كان يعمل في الفلاحة ، كان من أرباب السّلاح و الرّماية ، و ممن يوكل له المناوبة على الحراسة إبان انفلات الأمن قبل تأسيس المملكة ، و هو ممن قاتل في معركة كنزان من بين من خرج من أهالي الجبيل للقتال و جرح في بعض منازلاتها .
ثم انتقل للعمل في الفلاحة في البحرين ، و توفي فيها عام 1356هـ ابنتين هما ( فاطمة حرم السيد إبراهيم الهاشم من أهالي العيوني ) و ( فضّة حرم السيد صالح الهاشم ) و محمد ( بو جواد البقشي )
( و عرِّفنا عن شرح الخطوط الذي أرسلنا من خمس أيّام و عن أحمد الشايب هو بيظهر أو مهوب ظاهر و أنت سالم و السّلام .)
و هو يريد التعريف بمواد ذكرت ضمن رسائل قريبة العهد و كذلك عن رفيق لهم و ه أحمد الشايب ممن كانوا يعملون في البحرين وقتها و كان يتساءل هل سيظهر أي هل سيخرج من الأحساء إلى البحرين و كانت هذه اللفظة الظهور أو الطلوع للدلالة على الخروج من الأحساء و مفردة التحدير تعني الرجوع فيقال فلان بيحدّر إي سيرجع للأحساء ) .
أحمد بن عيسى بن صالح بن محمد الشايب :
من أهل الجبيل وعمل جلّ عمره في البحرين بداية في مواسم الغوص و كذلك في الزراعة .
أشكر إفادات كلّ من :
* الوالد الشيخ حسن بن علي البقشي ( بو منير ) .
* الوالدة فاطمة بنت أحمد الجعفر البقشي ( أم منير ) .
* المهندس عبدالله بن عبدالمحسن الشايب .
* الأستاذ حسين بن علي الخليفة ( متحف الخليفة )
* الحاج حبيب الناصر ( مزارع خبير ) .
* الحاج راضي بن عبدالله البقشي ( بو منذر ) .
* الحاج علي بن عبدالله البقشي ( بو الحارث ) .
* الحاج حبيب بن علي العيسى الرّمضان .
* د/ عبدالخضر النجدي .
* أحمد بن علي الشايب ( بو فريد ) .
* عبدالحميد بن أحمد السليمان البقشي
*الاستاذ / عبدالجليل القضيب
ملاحظة : قد تتكرّر تراجم بعض الأعلام المذكورين في الرسائل و هو بسبب مشورة أساتذتي الباحثين و المؤرخين أحمد بن عبدالمحسن البدر و الشيخ محمد بن علي الحرز , المهندس عبدالله الشايب ، و فحوى كلامهم أنّ ليس كلّ موضوع يقع بين يدي قارئ يكون قد قرأ الموضوع السالف له و الذي يحوي الترجمة فامتثالا فملاحظتهم أثبت التّرجمات و إن تكررت في مواضيع متتالية .
ملاحظة : الكمال لله وحده إن بدت ملاحظة نسعد باستقبالها على بريد الموقع .
[6][1]تزوّج رحمه الله عدّة مرات الأولى من بتلة الوايل إلا أنها افترقا مبكّرا ، ثم اقترن بالمرحومة مريم بنت محمد الجعفر البقشي و انجب منها ابنتين ، و بعد وفاتها تزوّج المرحومة فرحة بنت علي بن عبدالله السليمان البقشي و انجب منها أربع بنات و لم يعقّب أولادا ذكورا .
[7][2]في ذات الشارع افتتح ثلاث محلات خياطة تفصل ثياب الكورجة ، و هي له رحمه الله و آخر لأخيه الحاج أحمد و ثالث لابن عمهم علي بن محمد بن عبدالله السليمان البقشي .استمروا في هذا النشاط طوال الخمسينيات الميلاديّة ثم تحولوا لبيع الأقمشة النسائيّة .
[8][3]الكورجة تعني 20 قطعة كما أنّ الدسته أو الدرزن تعني 12 قطعة و السبب هو أنّ الخيّاط يجهز سريّة مكوّنه من 20 ثوبا بمقاسات متدرّجة لبيعها جاهزة للتجار .
[9][4]كان هذا الأسلوب شائعا وقتها لأنّ هذا الدّكان كان يفتح يوما واحدا في الأسبوع ، و مثل هذه العادة كانت شائعة بأن يتخذ مثلا البائع دكانا صغيرا في الطرف يفتحه يوم الجمعة ، لسوق الطرف يوم الجمعة ، أو دكانا في القطيف يفتحه يوم الخميس مثلا .
[10][5]ينطق أيضا طليج أو طليگ
جديد الموقع
- 2024-04-20 افراح المبارك والموسى تهانينا
- 2024-04-20 مركز بر حي الملك فهد يقيم احتفالا للمتطوعين بعيد الفطر ١٤٤٥
- 2024-04-19 البدر توقع كتابها سُمُّكِ ترياقي
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
تعليقات
عبدالكريم الرمضان
2020-07-14احسنت استاذ احمد الله يرحمهم اجمعين موضوع جميل موثق جميل و اعجبني جمال كتابة الموثقه الرساله و حسن كتابتها و و تشع في الرساله المحبه و الموده بين المتراسلين الله يرحمهم و تبادل القوة بين البلاد لحاجتهم و جملت الموضوع بتعريف القراء عن الشخصيات و المواد المطلوبه لك منا الشكر و العرفان استاذي العزيز احمد البقشي