2020/06/23 | 0 | 3822
من شعراء هَجَر المبدعين .. جابر بن حجّي الجميعه .
الشاعر الاديب الاستاذ : ناجي داود الحرز
جابر بن حجي الجميعه .. ( المارد ) القادم إلى ساحة الشعر العربي بكل عنفوان وزهو نخيل الأحساء .. هكذا أشتهي أن أسميه منذ ارتبكَت دقات قلبي من شد ما انتشيتُ بما سمعته من ذوب فؤاده .. فؤاد جابر .. وما أدراك .. فهو الذي يمسك بالقلم .. وهو الذي يتدفق فوق الورقة .. وهو الذي ينسلّ إلى عروقك عندما يبدأ جابر في التلاوة و تبدأ أنت في الخشوع .
آتٍ إلـيك كـما يـجيء الناعي
أرأيت كيف جاء جابر ؟ تماما كما يجيء شعراء ( هَجَـر ) متلفعين بأحزانها ، مضرجين بأوجاعها ، أحزانُها التي لا تشيخ ، وأوجاعها التي لا يغمض لها جفن
و بجُرعتين من القصيدِ
أخفف التعب الطويل من الخيالْ
وأدُور حول المشهد الشعريّ
أكتبُ ثم أمحو
ثم أسهبُ في المقالْ
وهناك بين قصيدتين
من الذي أنساه حين يطوف بي المعنى
لأفهمُ أنّ ما يُنسى يموت فلا يُقالْ
وأصابُ بالنجوى ثلاثاً
حينها أصحو على نفس الخطيئة
والسؤال هو السؤالْ
أَي وربك يا جابر .. إنّ السؤال هو السؤال : مِن أين يجيء هؤلاء المنذورون للوجد بكل هذا الجَلَد ؟ وبكل هذه المداراة لتباريحهم ؟ ستقولون لي : من جَلَد ومن صبر أمهم النخلة ، هذه الصابرة الأزلية الشاهقة كأحلامهم ، المتبرجة لهبوب الرياح من كل جهاتها ، لا تعرف إلا الزهو والكبرياء والانتظار ، فلا تدري عندما تسمع أحدَهم أبلسانه يُنشد أم بلسانها :
ولا تدري عندما يتغزل جابر أكان يتغزل بنخلة فتيّة في فناء داره ، أم يتغزل بغادة حسناء تتمادى في دلالها عليه :
أحيانا يتقمص جابر روح النخلة و تتقمص هي روح جابر في قصيدة واحدة ، تترجم النخلة الهَجَرية عن همومها ، و يترجم جابر عن وجده :
فهو إذن ينتظر عاشقة لا تفهم العشق إلا حين تنشطرُ ! والنخلة الهَجَريّة تنتظر قمرها الممعن في الغياب ، ولا تدري من أي باب سيأتي ذلك القمر ؟
وإذا شئنا أن نظن أن جابرًا لا يخاطب إلا نصفه الآخر ، فسنجد الكثير من الشواهد التي لا تقبل التأويل كقوله :
وكقوله :
وكقوله :
وهـــواكِ حـيـن يـزيـد عــن قـلـقي
أما أذا كنت تبحث عن حقيقة هذا المفتون بالتباريح ، فهي أكبر و أكبر ، إنّ همّه الإنساني ينداح ليتجاوز حدود الطين و خرائط الماء :
ويضع نقطة على الحرف لمن التبس عليه أمرٌ ما من أمر هذا الجابر الذي يخاتل البوصلة حتى لا تتيه خطاه :
وكأنه يعقّب على مناجاته الحسينية هذه ، و يؤكد عشقه وولعه وإيمانه بالحسين :
ولن نترك جابرا يمضي و يتركنا هنا .. سنطلب منه أن يختم بالحديث بألسنتنا جميعا نحن الذين نشاركه العشق و نتلقف أناشيده كما يتلقف الشجر غناء العصافير كل صباح :
في وحدتي الآن أمضي ثم لا أمضي
ذلك هو جابر بن حجي بن صالح الجميعه ، المولود في الأحساء ببلدة الجفر منتصف عام 1398هـ ، والذي سعدنا به زميلا في ( منتدى الينابيع الهَجَريّة ) منذ عام 1435هـ ، والذي نشر الكثير من قصائده و شارك في الكثير من الفعاليات الأدبية داخل المملكة و خارجها .
وهذه ليست دراسة نقدية ، بل مجرد عبور مُحِبّ بمحاذاة بضعة ترانيم من إنجيل هذا الشاعر البهيّ ، المنفتح على أفق مترامي الأطراف من العذوبة و من الشجى المرير .
جديد الموقع
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل
- 2024-04-18 الأمير سعود بن طلال يرعى توقيع عقد إنشاء بوابة الأحساء
- 2024-04-17 أحدث إصدارات الشيخ اليوسف: «الإمام العسكري: الشخصية الجذابة»
- 2024-04-17 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 44 تنطلق في شهر صفر القادم 1446هـ بمكة المكرمة
- 2024-04-17 الطبيب أشرف العيسوي يرزق بمولود هاشم
- 2024-04-17 بعد أن تتعرض للإهانة اكتب مشاعرك على قصاصة ورق ثم تخلص منها وهذا من شأنه أن يحد من مستوى شعورك بالغضب