مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2019/08/30 | 0 | 2457
ذكرى المباهلة والتصدق بالخاتم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. [طه: 25 – 28].
قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّك فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَکُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الکَاذِبِينَ﴾. [آل عمران: 61].
هذه الآية المباركة تسمى بآية المباهلة، وقد نزلت بمناسبة يوم المباهلة، وهو يوم الرابع والعشرين من ذي الحجة السنة الرابعة من الهجرة. وهي من أبرز الأدلة على أفضلية وعصمة الإمام علي (ع). وهو يوم من أيام الله عز وجل، وقد وردت فيه بعض المستحبات المؤكدة الدالة على عظمته. ففيه غسل مستحب وصلاة وصيام ودعاء، ولعل البعض لا يلتفت إلى بعض الأيام التي خصصت فيها عبادات خاصة.
ومن الايات هذه الآية تدل على عصمة وأفضلية أمير المؤمنين (ع) وعظيم منزلته. فمما أُجمع عليه في نزولها أن نصارى نجران أتوا النبي (ص) بعد أن أرسل إليهم يدعوهم للإسلام، فجاء وفدٌ من كبارهم، وتحدث مع النبي (ص).
فقالوا للنبي (ص) : ما تقول في عيسى بن مريم؟ فقال: هو عبد الله وكلمته. فلم يرتضوا جوابه.
ثم إنهم دعوا للمباهلة، ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا ختلفوا فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا. فرضي بذلك رسول الله (ص)، فجاؤوا في اليوم التالي وقد استعدّوا للمباهلة ووقفوا ينتظرون مجيء النبي (ص). فلما حانت ساعة المباهلة في المكان الموعود والزمان المحدد، جاء رسول الله (ص) يصطحب معه علياً وفاطمة الزهراء والحسن والحسين، صلوات الله عليهم أجمعين. وكان جبريل قد نزل قبل ذلك بالآية المذكورة.
فلما رأوا رسول الله (ص) بهذه الهيئة شعروا بالهيبة والرهبة، فمن يحضر للمباهلة ويحضر معه أقرب الناس إليه يعني أنه واثق تماماً من كونه على الحق. فقال بعضهم لبعض : إنا نرى وجوهاً لو أقسم بها محمد على الله أن يزيل جبلاً من مكانه لفعل. فلا تباهلوهم فتهلكوا فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ منكم إلى يوم القيامة. وبذلك تراجعوا عن المباهلة وطلبوا من النبي (ص) أن يبقى كلٌّ من الطرفين على دينه، فرفض ذلك إلا أن يسلموا، فيكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. فلم يقبلوا بذلك. فقال لهم النبي (ص): إذن أناجزكم.
ثم إنهم بعد أخذ وردّ تصالحوا مع النبي (ص) بأن يدفعوا لرسول الله (ص) في كل سنة ألفي حلّة وثلاثين درعاً، ألفاً في شهر رجب وألفاً في شهر صفر، تضاف لبيت مال المسلمين.
وهذه الآية المباركة فيها الكثير من المضامين العالية، وأول من استشهد بها هو علي بن أبي طالب (ع) عندما تنازعوا أمر الخلافة. فعلي (ع) بنص الآية الشريفة هو نفس رسول الله (ص) ما عدا النبوة وما خرج بدليل خاص.
وهنالك موقف آخر استشهد فيه الإمام الرضا (ع) بهذه الآية إذ قال له المأمون: هل هنالك دليل واضح في القرآن على أفضلية علي؟ فقال الإمام (ع): مما أجمعت عليه الصحابة أن قوله تعالى: ﴿وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾ نزلت في رسول الله وعلي، ولم يخرج رسول الله (ص) إلا بعلي من بين جميع الصحابة وهم كثر.
ففي الآية تصريح واضح أن الإمام علي (ع) هو نفس رسول الله (ع) مع فارق النبوة، فكل ما لرسول الله لعلي، إلا ما خرج بدليل.
هذا ما يخص آية المباهلة ومناسبة نزول الآية.
وهنالك مناسبة أخرى وهي تختص بالامام علي (ع) وهي في اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة، وهي آية التصدق بالخاتم. قال تعالى : ﴿إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ﴾. [المائدة: 55].
وسبب نزولها أن رهطاً من اليهود دخلوا الإسلام، فجاؤوا لرسول الله (ص) فقالوا له : يا رسول الله، إن موسى (ع) أوصى إلى يوشع بن نون، فمن وصيك وولينا بعدك؟ فنزلت هذه الآية. فقال لهم: قوموا بنا إلى المسجد، فتوجهوا إلى هناك، وإذا بسائل خارج من المسجد، وكان علي (ع) يصلي فيه، ثم خرج وهو فرح مستبشر، فسأله رسول الله (ص): هل أعطاك أحدٌ شيئاً. فقال : نعم. قال : من؟ فأشار إلى علي (ع). وكان علي (ع) منشغلاً بالصلاة. فقال: كيف أعطاك؟ قال : أعطاني وهو في ركوعه. فكبّر رسول الله (ص) وكبر من كان معه، ومن كان في المسجد، وقرأ هذه الآية المباركة، وهي كذلك من الآيات المهمة في الاستدلال على ولايته صلوات الله وسلامه عليه. ثم قال (ص) : عليٌّ وليكم من بعدي. ثم نزل قوله تعالى : ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ﴾. [المائدة: 56].
هذا ما أردنا أن نذكره باختصار مما يتعلق بالمناسبتين المذكورتين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2024-03-28 مداد السلسبيل
- 2024-03-28 تراكمات القراءة وذائقة القارئ
- 2024-03-28 أعضاء وأيتام مركز بر حي الملك فهد في ضيافة جامع الإمام الصادق
- 2024-03-28 شباب «التيك توك» في الغرب وقراءة القيم الإسلامية
- 2024-03-28 مناقشة علمية لاستخدام مكشطة اللسان للتخلص من رائحة الفم الكريهة
- 2024-03-28 تقنية البنات بالاحساء تطلق عددا الفعاليات الداعمة لمبادرة السعودية الخضراء
- 2024-03-28 الدفاع المدني بالاحساء تكرم الإعلامي زهير الغزال في اليوم العالمي
- 2024-03-28 مرض التدرن (السل الرئوي) نضرة مخيفة ومرعبة من المجتمع .والشفاء منه مرهون بالتزام المريض
- 2024-03-28 مشاركات في منتدى الفجيرة الرمضاني يناقشن دور الآباء في تنشئة الأبناء
- 2024-03-28 شهر رمضان محسوم في أوله وحرج في آخره الحجري العيد موحد في البحرين بشرط الاطمئنان للرؤية الحسية