
مسجد الامام علي بالمطيرفي ومسجد العباس بالمطيرفي ومسجد الشيخ الاوحد بالمطيرفي
2017/08/17 | 0 | 1455
الشيخ حسين العباد :وظائف المنتظرين ومسؤولياتهم ـ ( 4 )
( بريد الشبكة )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين. واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾ (طه: 25 ـ 28) .
لا زال الحديث في وظائف ومسؤوليات المؤمن تجاه صاحب العصر والزمان في عصر الغيبة الكبرى، ونذكر النقطة التالية في هذه الجمعة وهي :
6 ـ طاعة الله والتزام حدود الشريعة : فالمنتظر الحقيقي لصاحب العصر والزمان لا بد أن يتصف بهذه الصفة، فالشريعة الإسلامية منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، والأحكام التي نزلت على النبي الأكرم (ص) هي هي التي نقوم بها اليوم ، الطاعة هي فعل الأوامر واجتناب النواهي ويجب أن نلتزم بها وبجميع لوازمها، وان لا نفرق بين الأحكام وهي وظيفة المؤمن في زمن الغيبة .
فالصوم والصلاة والحج والزكاة والخمس وغيرها هي أحكام نزلت في عصر الرسالة، وهي مستمرة في مرحلة الغيبة الكبرى .
أيها الإخوة المؤمنون : لعل سائلاً يسأل : هل هناك أحكام تختص بمرحلة عصر الرسالة والإمامة الحضوري؟ الجواب : نعم، هنالك حكمان ذكرهما العلماء في هذا المجال، وهما: صلاة العيد وصلاة الجمعة، ففي عصر النبي (ص) والأئمة (ع) كان الحضور لصلاة الجمعة والعيدين واجباً، إلا من كان لديه عذر شرعي، على خلاف ما هو عليه في زمن الغيبة الكبرى التي نعيشها، إذ لا يجب على المكلف الحضور في صلاة العيدين، لكنها من المستحبات المؤكدة، وكذلك الحضور في يوم الجمعة .
7 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن هذه الوظيفة الشرعية من الوظائف المؤكد عليها، لا سيما في آخر الزمان، لأن الملاحظ في هذه الأزمنة وبسبب انتشار الوسائل الحديثة، أنه لا مناص من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلعل الآباء قبل خمسين سنة أو أكثر مثلاً لم يعيشوا مرحلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما هو الحال في الفترات الأخيرة، التي لا يكاد يمر على المرء وقت قصير إلا ويتطلب منه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في البيت أو المجتمع .
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات التي يتوجب الالتزام بها. وربما يقول البعض: إن الناس اليوم لا يتقبلون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن الواجب على المكلف أن يبين حكم الله فقط، وليس عليه أن يُلزم الآخرين به، إلا إذا كان المأمور أو المنهي تحت ولايته، كابنه أو بنته أو زوجته، أما من كان خارج هذه الدائرة فلا يتطلب منه سوى الأمر والنهي دون الإلزام، لكي يكون المؤمن آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ويتصف بهذه الصفة التي أكدها رسول الله (ص) .
يقول تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُوْنَ بِالمَعْرُوْفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ﴾. ( آل عمران : 110 ) فلا بد من إحياء هذه الفريضة، ولا تلتفت إلى البعض ممن لا يبالي، فهذه صفة يجب أن يتصف بها كل منتظر لصاحب العصر والزمان (عج)، وليس له أن يعتذر عنها بكون الآخرين لا يأتمروا أو لا ينتهوا .
عن الإمام الباقر (ع) قال: «إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتَأمن المذاهب، وتَحِلُّ المكاسب، وَتُرَدُّ المظالم، وتُعمَرُ الأرض، ويُنتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر». (الكافي، الكليني5 : 56 . 28) .
فهذه الأمور التي ذكرها الإمام لا تتحقق إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا نهج أهل البيت (ع) والصحابة والصالحين .
ولعل سائلاً يسأل: ماذا يترتب على من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ الجواب أنه إذا كان يأمر بالمعروف عُدّ من أهل المعروف، وإذا لم يكن كذلك كان من أهل المنكر، وذلك في حال توفر شرائط الأمر والنهي التي سوف نذكرها في محلها إن شاء الله .
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا تُرك في المجتمعات الإسلامية فإن ذلك سيكون موجباً لسخط الله عز وجل. فعن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله، فمن نصرهما أعزه الله، ومن خذلهما خذله الله». (الكافي، الكليني5 : 59) .
فمن أراد العزة والكرامة فعليه أن يحيي هذه الفريضة، ويفعّلها في المجتمع والأسرة والبيت. ومن تركهما وهو مقتدر مستطيع مع تحقق شرائطهما خذله الله .
وعن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنه قال: «لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولَّى عليكم شِراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم». (نهج البلاغة: 422. صبحي الصالح ) .
أيها الإخوة: إن لهذه الفريضة آثار كبيرة في حياتنا، فمن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء ويلتجئ إليه في قضاء حاجته، عليه أن يسأل نفسه أولاً: هل أنه ملتزم بهذه الفريضة؟ لأن الإمام أمير المؤمنين (ع) يقول في النص السابق: «ثم تدعون فلا يستجاب لكم» .
وهناك رواية أخرى تقول: يسلط الله شرار الخلق عليكم، أي بسبب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لعل البعض يقول : إنني أعيش في هذا المجتمع الكبير، فهل أستطيع أن أعالج ما أراه؟ وهل أستطيع أن أتجنب تسليط الأشرار علينا في المجتمع بكامله؟ الجواب: نعم، فالله تعالى قد يصب العذاب على بني البشر بسبب فعل ما، وقد يدفع عنهم ذلك بسبب عمل من أعمال المعروف. وفي الحديث: لولا شباب خشع، وشيوخ ركع، وبهائم رُتّع، لصببت عليكم العذاب صباً. فلو أن قلة من أبناء المجتمع مارست هذه الفريضة، وأحيتها، في الأسرة والمجتمع، لتحقق لنا رضا الله تعالى واستجابة الدعاء .
وهناك رواية أختم بها هذا الموضوع، وهي عن الإمام الباقر (ع) يقول فيها: «إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا عن جوارهم». (الكافي، الكليني1: 343). وهذا هو الخسران المبين، إذ يكون الإمام بعيداً عنا، وهو الغاية والأمل المنشود، بأن يكون الإنسان تحت ظل رايته سواء في عصر الغيبة الكبرى أم الصغرى أم عصر الحضور. فما قيمة الحياة إذا كان الإمام بعيداً عنا، ولا نستطيع أن نكون بجواره. فإذا تُرك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حل غضب الله، وإذا حل غضبه نحّاهم عن جوارنا، وأبعدنا عنهم .
لذا من الطبيعي أننا إذا أردنا حضور الإمام في مجالسنا وفي حياتنا فعلينا أن نحيي هذه الفريضة، وإذا أحييناها رُفع عنا غضب الله تعالى، واستجيب دعاؤنا، ببركة وجود الإمام الذي يترتب على إحياء هذه الفريضة. وكل منا يتمنى أن يعيش تحت ظل الإمام وظل رايته الشريفة، في حضوره أو غيابه .
ذكرى ولادة الإمام الرضا (ع) :
عشنا قبل أيام ذكرى ولادة الإمام الثامن الضامن، علي بن موسى الرضا (ع) فأبارك لكم هذه المناسبة العطرة وهي ذكرى ميلاده (ع) حيث ولد (ع) في الحادي عشر من ذي القعدة عام 148 هـ وأمضى فترة إمامته لمدة عشرين عاماً، عاش منها عشر سنين في عصر هارون، وخمس سنين في عهد ابنه الأمين، وخمساً في عهد ابنه المأمون. ونقتطف هنا بعض المقتطفات من بستان حياته المليء بالورود العطرة، ونقتصر على بعض منها باختصار شديد .
في عصر هارون :
كانت المرحلة التي عاشها في زمن هارون مرحلة جليلة، لأنها كانت امتداداً لمرحلة الإمام الصادق (ع) الذي مرت بنا ذكرى وفاته قبل أيام، وقد ذكرنا أن الإمام الصادق (ع) استفاد من انشغال الدولتين العباسية والأموية فيما بينهما، واستمر الأمر في حياة الإمام الكاظم (ع) على الرغم من أنه زُجّ في السجون، وعاش أكثر حياته فيها، إلا أن المجتمع كان يعيش حالة نشوة المعارف والعلوم التي رسم مسارها الإمام الصادق (ع) .
وجاءت مرحلة الإمام الرضا (ع) واستمر الحال كما كان، وراح الإمام ينشر المعارف والعلوم والأحكام في زمن هارون، واستمر على ذلك عشر سنوات تقريباً، وأظهر إمامته في العلن، وهذه الظاهرة لم تكن في حياة أكثر الأئمة (ع) بالشكل الواضح الصريح، فقد كان (ع) يجلس ويفتي ويعلن عن إمامته، وكانت الظروف متاحة له في زمن هارون، ذلك أن هارون اتهم بقتل الإمام الكاظم (ع) وكان يخشى غضب المسلمين، لذا خفف من الضغوط والقيود عن الإمام الرضا (ع) فاستفاد منها الإمام (ع) في تحركه بنشر المعارف والعلوم وأعلن الإمامة علناً أمام الناس، ولم يستطع هارون أن يمسه بسوء، لأنه كان يعيش في تلك المرحلة حالة من الضعف الشديد، لا تمكنه من الإساءة للإمام (ع)، بل كانت أضعف مراحل حكمه التي مرّت .
وقد أشار الإمام الرضا (ع) إلى تلك الحالة من الضعف لما حذره بعض أصحابه أن يكون مصيره مصير أبيه، بأن هارون لا يستطيع أن يفعل ذلك، فعن محمد بن سنان قال: «قلت لأبي الحسن الرضا (ع) في أيام هارون : إنك قد شهرت نفسك بهذا الأمر، وجلست مجلس أبيك، وسيف هارون يقطر الدم، فقال: جرّأني على هذا ما قال رسول الله (ص): إنْ أخذَ أبو جهل من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بنبي، وأنا أقول لكم: إن أخذ هارون من رأسي شعرة فاشهدوا أني لست بإمام». (الكافي، الكليني8: 257 ) فالإمام الرضا (ع) يطمئن أصحابه أن هارون لا يمس من رأسه شعرة .
مرحلة الأمين والمأمون :
وانتهت مرحلة هارون، وجاءت مرحلة الأمين، وانشغل مع أخيه المأمون خمس سنوات في نزاع على الحكم، فاستفاد الإمام (ع) من هذه المرحلة في نشر المعارف والعلوم، ثم حصل ما حصل من قتل المأمون لأخيه الأمين، وتفرده بالسلطة، إلا أن المجتمع الإسلامي في تلك الفترة صار يعيش حالة من الغليان الشديد، وهو يرى حاكماً يقتل أخاه من أجل الحكم والسلطة .
من هنا رأى المأمون أن يقوي حكمه وسلطانه، ويهدئ حالة الثورية والغليان في المجتمع، فوجد أن أفضل من يصلح لهذه المهمة هو الإمام الرضا (ع). لذا قام باستدعائه وإشخاصه من المدينة، وعرض الخلافة عليه، ثم ولاية العهد. وهو يدرك أن أنصار الإمام الرضا (ع) في المجتمع الإسلامي كُثر في تلك المرحلة، إذ كان المجال مفتوحاً له أيام هارون لمدة عشر سنوات، وأيام الأمين خمس سنوات، استطاع من خلالها نشر المعارف والعلوم وتعزيز منزلته بين الناس، فانتشر التشيع وحب أهل البيت (ع) بشكل غير مسبوق .
وهكذا قام بجلب الإمام الرضا (ع) عن طريق البصرة فالأهواز ثم خراسان، وأكد على من جلبه أن لا يمر به في مناطق الكوفة وقم وقزوين، وهي المناطق التي يكثر فيها أنصار الإمام (ع) وحبوه .
ووصل إلى خراسان واستقبل استقبالاً مهيباً، فقد خرج المأمون بنفسه لاستقباله، ورحب به، وجيء به إلى القصر. ثم بعد أيام عَرض عليه المأمون الخلافة، فرفض الإمام، وأصر عليه المأمون كثيراً، لكنه تمسك بالرفض. ثم عرض عليه ولاية العهد، وبعد التشديد عليه والإصرار قبل ولاية العهد. وكان بعد ذلك ما كان مما لا يسع المقام ذكره .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
جديد الموقع
- 2025-06-16 مواريث الأحساء تحتفل بعيد الأضحى
- 2025-06-15 مصرع واصابة خمسة زوار سعوديين في حادث مروري مروّع أثناء عودتهم من كربلاء
- 2025-06-15 ( كيف نفكر ونتصرف كما نتصرف) كتاب جديد لـ عدنان أحمد الحاجي
- 2025-06-15 اكتمال مغادرة (2443) حاجًّا وحاجّة من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين بعد أداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي
- 2025-06-15 معايدة عيد الأضحى المبارك بوحدة الخدمات الاجتماعية الداعمة بالأحساء
- 2025-06-15 الذكر الله مشرفا عاما غلى الكليات الاولى
- 2025-06-14 أربع طرق إبداعية لإشراك الأطفال في مجالات تتعلق بالـ STEM خلال العطلة الصيفية نصائح لإثارة فضولهم وتعزيز مهاراتهم الإبداعية لإيجاد حلول مبتكرة لمشكلات منزلية
- 2025-06-14 التعليم.. ركيزة التميز وبوابة المستقبل
- 2025-06-14 سفر الذات : من عَتمةِ الستر إلى نور الصلاة ( قراءة في التجربة الشعرية لناجي حرابة )
- 2025-06-14 النخب الاجتماعية ودور وسائل التواصل الاجتماعي