2018/07/23 | 0 | 1757
وقفة مع شيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان -39-40-41-42-43
الحلقة التاسعة والثلاثون
تتناول محورين
المحور الأول :
وفي وفي صباح يوم الاثنين الموافق 23/1/1433هـ توجهنا إلى الكويت بصحبة الأستاذ عبد الرحيم بن أحمد آل أبي خمسين ، وسلمان بن حسين الحجي .
- وفي مجلس الحاج عبد الأمير الفيلي أبي تيسير التقينا السيد داخل بن السيد حسن الخطيب العراقي المعروف صاحب كتاب من لا يحضره الخطيب وكتاب معجم الخطباء فرحبنا به وأعلمنا بأن الجزء الرابع عشر من معجم الخطباء في المطبعة في (بيروت) وأخبرنا بأنه يعمل على تأليف كتاب عن مآتم (الكويت) وقام أبو محمد الحجي بإهدائه وأبي تيسير عدة نسخ من كتب إصداره منها كتابه الأخير وعنوانه توثيق التجربة ثم أحضر السيد المذكور نسخة من مسودة كتابه مآتم الكويت وكانت لنا جلسة ممتعة مع السيد سمعنا من السيد بعض النوادر والأبيات الشعرية الطريفة. كما حدثنا السيد بأنه استفاد من كتاب هكذا وجدتهم ومؤلفه سلمان الحجي وخاصة عن الخطيب الأحسائي المشهور الملا علي بن فايز الحجي .
- وفي مجلس الحاج عبد الأمير الفيلي أبي تيسير عكفتُ على الكتب الموجودة بالمجلس وعلى الكتب التي أحضرها الأستاذ الفيلي. ومن الكتب التي رأيتها في مكتبة المجلس كتاب مشجرات الأسر الموسوية للسيد حسين أبو سعيدة ومجلدات هذا الكتاب بلغت أربعة عشر مجلد فاستعرضتُ وبحثتُ عن الأسر الأحسائية التي لها ذكر في هذا الكتاب ووجدتُ في ترجمة المؤلف بأنه من أصل أحسائي هاجر جده الأعلى السيد حسن الجبيلي من (الأحساء) ومن بلدة (الجبيل) بالذات وتوطن (البصرة) وذلك منذ قرون عديدة وصار المذكور جداً لعدد كبير من العائلات الموسوية الحسينية.
- وفي مكتب الوجيه الحاج حسين بن علي القطان أبي بشار أهداه الحجي نسخاً من مؤلفاته وأهمها كتابه الأخير المعنون بتوثيق التجربة . كما أن الحاج أبو بشار أطلعني على بعض الأوراق التي دون فيها أسماء بعض العائلات الأحسائية المتوطنة في (الكويت) وقد دون أكثر من مائة عائلة كما قدم للحجي دراسة في اسطوانة عن النفايات يحثه فيها على الاستثمار والاستغلال الأمثل لتدوير النفايات.
- وفي أثناء الجلسة حضر شاب ومن لهجته علمت أنه عراقي وكان يلبس الغترة والعقال فقدمه لنا أبو بشار على أنه من السادة فسألته عن نسبه وإلى أي عائلات السادة في (العراق) فأخبرني بنسبه وتذكرنا معه في كتب الأنساب العلوية وبين لي الحاج أبو بشار أنه خطيب حسيني وأنه يقرأ له حالياً في مسجده المسمى بمسجد أبي ذر . كما أن الحاج أبو بشار سألني عن كتابي في التاريخ الموسوم بعنوان صحيح الأثر في تاريخ هجر الذي له اهتمام به بصورة خاصة ويسأل عنه دائماً وذكرت له أنه الآن في نهايته وما زلنا متى ما اطلعت على معلومة جديدة ندخلها فيه.
- وفي ديونية الوجيه الحاج جواد بن أحمد آل أبي خمسين التقينا بأولاده عماد وإخوانه وبعض أفراد آل أبي خمسين القاطنين (بالكويت) ومنهم الدكتور منصور بن أحمد محمد آل أبي خمسين . كما التقينا بسلمان بن علي المحسن آل أبي خمسين وهو بعد أن تقاعد عن شركة أرامكو ذهب إلى (الكويت) وتزوج كريمة الدكتور منصور وتوفر له عمل في (الكويت) .ثم توافد رواد الديونية وكثر جمعهم ومنهم السيد أحمد الصافي أمين عام العتبة العباسية والسيد معين الحائري وأخوه السيد حسين الحائري والسيد قاسم الحائري، والأستاذ رضا الفيلي الإعلامي والأديب الكويتي بن عم أبي تيسير ، كما التقيت بسعيد الخليفة المتابع لابن عمه حسين الخليفة.
- ثم أحضر الأستاذ عبد الرحيم بن أحمد آل أبي خمسين شاباً من أبناء عمومته اسمه حسين بن علي العبد الرحيم آل أبي خمسين وقال له: أسأل أبا حسن الرمضان عن جداتك وأجدادك فسلم وأخذ في الأسئلة وكل إجابة على سؤال يتعجب ويندهش. وكنت قد سألت الشاب حسين آل أبي خمسين عن والده علي العبد الرحيم وطلبت منه أن يقترح عليه أن يحضر فاتصل به وجاء بعد العشاء فجلسنا معه واسترجعنا الذكريات في الطفولة وأيام الشباب . وفي نهاية اللقاء ودعنا الوجيه جواد آل أبي حمسين بعد أن أهداه الحجي بعض نتاجه وفيها كتابه الأخير توثيق التجربة .
- أما أنا لما وصلتُ إلى منزل أبي تيسير ووجدت الباب مفتوحاً والفراش بالمجلس معد تناولت بعض المجلات وأخذت في تصفحها ولم أنم إلا الساعة الثانية صباحاً وكان الدكتور منصور قد دعانا إلى تناول وجبة الإفطار عنده. وجلستُ في حدود الساعة الخامسة صباحاً وأديتُ الصلاة وأخذت في تصفح الكتب .
- فتوجهنا إلى منزل الدكتور منصور بن أحمد آل أبي خمسين، ولما وصلنا منزل الدكتور منصور وكان موقعه بالدعية واستقبلنا الدكتور وصهره سلمان وابنه الأكبر ثم حضر الحاج علي العبد الرحيم وابنه الشاب المهذب حسين فجلسنا وتذكرنا واسترجعنا التاريخ والعائلات والحمائل والأشخاص . ثم أخذنا الدكتور إلى مكتبته وأحضر مجموعة من الحجج الشرعية والوثائق القديمة فأخذنا في قراءتها . وبعد عودتنا إلى مجلس أبي تيسير عدنا إلى تصفح الكتب والدوريات .
المحور الآخر :
- تعود معرفتي لآل بن موسى الصاغة إلى الصغر فقد كان معي عند المطوع أفراد منهم حسن بن علي بن حسن بن محمد حسن بن محمد بن الشيخ موسى بن محمد الصائغ آل علي بن عبد الله. وفي هذه الفترة سمعتُ من الأهل ومن الكثير من الأحسائيين أن جدهم الشيخ موسى بن محمد الصائغ المذكور الذي تنتسب إليه العائلة قد مات شهيداً في حوادث سنة 1210هـ.
- وبعد أن كبرتُ وبلغتُ مرحلة الشباب تعرفتُ على الكثير منهم الذين هم من سكنة (الهفوف) حي الرفاعة وهي حي تسكنه العائلات التي تمتهن صياغة الذهب مثل آل أبي جبارة وآل باذر وآل المهنا وآل بقشي وآل إبراهيم وآل الدين وغيرهم ثم تعرفتُ على الحاج موسى بن محمد بن حسن بن محمد حسن آل بن موسى وكان هذا الرجل من أوائل المتعلمين المثقفين في (الأحساء) وكان يمتهن مهنة الخياطة وتغرب في (الكاظمية) من (العراق) في سنوات الحرب العالمية الثانية ثم عاد إلى (الأحساء) وعمل في الخياطة في (البحرين) ومع عمله في الخياطة كان من الشغوفين بالقراءة والمطالعة والنظر في الكتب الأدبية واللغوية والعلمية الحديثة واهتم كثيراً بالنظريات العلمية الحديثة .
- وبعد عودتي من (سوريا) سنة 1388هـ تعرفتُ عليه وعلى بعض الأصدقاء ومنهم الأستاذ جواد بن إبراهيم الهلال فكنا نلتقي بصورة خاصة كل يوم خميس من كل أسبوع في مكتبة التعاون الثقافية لصاحبها الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الملا . فدام هذا اللقاء عدة سنوات فكنا نلتقي في المكتبة وفي بيتنا وفي بيته. كما كنا نقوم بجولات في القرى الشرقية لزيارة المواقع الأثرية في (جوثا) وفي (القارة والتهيمية والبطالية).
- وكان رحمه الله شغوفاً بالنحو العربي ويقتني الكتب الحديثة عن اللغة العربية والدراسات التي وضعت في العصر الحديث فكانت مكتبته تضم العديد من الكتب النحوية الشهيرة وأتذكر أن آخر كتاب اشتراه من مكتبة التعاون قبل وفاته بوقت قصير كتاب تهذيب اللغة لمؤلفه الأزهري وهو كتاب كبير في عدة مجلدات فأخبرني بذلك فذهبت إلى المكتبة المذكورة للحصول على نسخة فوجدت الكتاب قد نفذ لأن الشيخ الملا قد أخذ نسخاً محدودة.
- كما كان يحضر معنا لمدة خمس سنوات تقريباً دورية في صباح كل جمعة من كل أسبوع بمنزل وممن اشترك فيها عبد الله بن أحمد العلي ( أبو مفيد)، حسن بن أحمد العلي( أبو ماهر)، وعلي بن أحمد العلي ( أبو محمد) ، والملا محمد صالح المطر، ومحمد بن علي الحجي، والأخ جعفر الرمضان، والملا حجي الراشد،وأحمد بن حجي السليمان، والملا جواد المطر ، ومحمد بن موسى أبو خمسين.
- كما أنه ممن شجعني على مواصلة البحث في تاريخ (الأحساء) بصورة عامة وتاريخها العلمي والأدبي بصورة خاصة فكان يحثني على مواصلة البحث والتنقيب ويسألني عن كل ما يستجد في موضوعي. ولما أبلغته بتأليف كتاب مطلع البدرين صار يحثني على الكتابة في تاريخ المنطقة السياسي والجغرافي فكنت أتذاكر معه في كل الجلسات التي نعقدها معاً .
- وزرته مع الولد حسين في اليوم الثالث من إجراء العملية في ظهره فوجدته بحالة جيدة جالساً على الفراش وتحدثنا معه لمدة نصف ساعة ثم ودعناه وبعد أيام حصلت له نكسة وتوفي في يوم 18/6/1418هـ رحمه الله رحمة الأبرار .
- وخلف من الأولاد الدكتور جعفر ، ومحمد أمين ، وسعيد ، وعلي، وسامي.
الحلقة الأربعون
تتناول محورين
المحور الأول :
- تعود معرفتي بآل علي إلى سنة 1366هـ عندما استأجر الحاج أحمد بن علي آل علي الفضلي منزلاً في محلة (الحويش) يخص آل حجي الأمير وكانوا قد هاجروا إلى (الكاظمية) واستأجر الحاج أحمد المذكور المنزل وكان له في هذه الفترة ثلاثة أولاد لعبنا معهم وعايشناهم في المحلة كبيرهم علي ثم باقر ثم سلمان الذي توفي فيما بعد شاباً وبعده بسنوات توفي باقر .
- ثم خرجوا من هذا المنزل وسكنوا في بيوت أخرى بعيدة عن محلة الحويش وافترقنا عنهم بسفرنا إلى (البحرين والعراق والشام) وفي (الشام) قدم علينا في بعض السنين الحاج علي وباقر وأقاما معنا في (الشام) في عمل الخياطة وكان معهم الحاج محمد وعلي أبناء علي بن حسين آل بن حجي فتجددت العلاقة معهم.
ثم ترك الحاج أحمد العلي منطقة (التعاون) واشتروا لهم منزلاً في حي (الفيصلية) اشتروه من أحمد بن حجي بن سليمان فتقوت الروابط وكثر ترددنا على المجلس للجوار الجديد حيث أنهم في حي (الفيصلية) ونحن في حي (اليحيى) وما بيننا إلا شارع. فكنا نسهر عندهم في الأسبوع ليلة أو ليلتين وأحياناً نلتقي عند الحاج أحمد في مجلسه بالعالم الفاضل الميرزا محسن بن الشيخ سلطان آل عباد وآل علي الفضلي المتوفى سنة 1409هـ.ويحضر الشيخ جواد بن الشيخ أحمد أبو حليقة وحصلت في السنوات المذكورة . واستمر هذا الحال لعدة سنوات ثم حصل أن توفي الشيخ جواد عام 1412 هـ والحاج أحمد عام 1416هـ .وممن يشرف على فتح المجلس في أول الليل الأستاذ منير والأستاذ عماد والأستاذ أيمن وابن عمهم الأستاذ محسن بن حبيب العلي والمجلس عامر بأهله والزوار في كل ليلة على مدار السنة.
- في نهاية غربة الجميع في (الشام) عدنا إلى (الأحساء) وتجددت الصحبة فكنا نزور الحاج أحمد بن علي العلي بمنزله بحي (التعاون) بقرب الحسينية الجعفرية والمسجد المعروف بمسجد زين العابدين .
- ومن آل علي فرع العباد ومنهم سماحة المرحوم الشيخ الميرزا محسن بن الشيخ سلطان بن عبد الله بن عباد وعبد الله بن عباد جدهم الأخير هو المؤسس لبلدة (الحوطة) وكان الميرزا محسن قد انتقل إلى (العراق) وإلى (النجف الأشرف) بالذات لأجل التحصيل العلمي فتتلمذ على جهابذة الفقه فيها وعينه بعض أساتذته من المراجع وكيلاً عنه في لواء (البصرة) . فسكن في منطقة تسمى (صبخة العرب ) وبقي فيها سنوات طويلة لكنه يتردد على (الأحساء) وله عدة أولاد أبرزهم الشيخ محمد وقد توفاه الله في السنوات الأخيرة . والدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي وتعود معرفتي بالدكتور الفضلي إلى سنة 1997م حيث كنت أشاهده في برنامج بالتلفزيون لتحفيظ القرآن الكريم فكان الدكتور ممن يعلق على قراءة كل طالب من طلاب تحفيظ القرآن الكريم وكان حينها أستاذاً ومحاضراً في جامعة الملك عبد العزيز في (جدة). كما أنه من أعضاء نادي (جدة) الأدبي الثقافي في أثناء تواجده في مدينة (جدة). وبعد أن تقاعد وسكن (الدمام) وكان يتردد على (الأحساء) فقد التقيت به عدة مرات وصار التعارف والصداقة بيننا فحضر عندي عدة مرات فكنت أزوده بإصدارات نادي المنطقة الشرقية أولاً بأول وإذا لم يتمكن من الحضور عندي يرسل صهره المرحوم الأستاذ عبد الحميد العلي فازوده بالمطبوعات . ثم طلبت من الشيخ الفضلي حفظه الله بكتابة مقدمة لكتابي (مطلع البدرين) بعد أن أعطيته نسخة مصورة من الجزء الأول ثم طلبت منه أيضاً كتابة مقدمة الكشكول ( نزهة الناظر وسلوة الخاطر ) فكتب جزاه الله خيراً المقدمتين. ولما عزم الدكتور محمد سعيد على إصدار عدد خاص ممتاز عن (المنطقة الشرقية) من المملكة العربية السعودية عرض عليّ الشيخ الفضلي أن أزوده بموضوع حتى ينشر في العدد من الموسم فجمعت سبع قصائد في سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء(ع) أطلقت عليها القصائد السبع الفاطميات وهذه القصائد ممن نظمه الأخ محمد حسين الرمضان في مناسبات مولد الصديقة الكبرى مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيها وعلى بعلها وبنيها وهذه القصائد شارك بها الأخ محمد في مناسبات الاحتفال بمولد السيدة الزهراء الذي يقيمه في كل عام الفاضل الملا محمد صالح بن الشيخ كاظم المطر فصدر العدد وهو العدد العاشر والحادي عشر من مجلة الموسم كما نشر في العدد المذكور بحثاً مطولاً عن سيرة والده الميرزا محسن وذلك بعد وفاته بعام واحد 1409هـ.
- وأتذكر أنه لما مرض الميرزا محسن ذهبت مع الملا جواد المطر والملا محمد صالح المطر والملا حجي الراشد ومحمد الحجي إلى (الدمام) ومنها إلى (سيهات) لعيادة الشيخ الميرزا في (سيهات) فوجدنا عنده الشيخ عبد الهادي الفضلي وإخوته وكذلك وجدنا عنده بعض المشائخ من أهل (القطيف) وهذا آخر العهد بالميرزا محسن .
المحور الآخر :
- تعود معرفتي مع أولاد المرحوم الشيخ كاظم المطر إلى حدود سنة 1368هـ حيث أن سماحة الشيخ كاظم المطر استأجر بيتاً في محلة (الحويش) يعود إلى بني سليمان الزرقي علماً أن له بيتاً آخر في حي (الرفعة الشمالية) فكنت أرى محمد جواد ومحمد صالح وإخوانهما حسن ومهدي وكان محمد جواد ومحمد صالح يمارسان الخطابة ويعملان في خياطة البشوت وقد تعلماها عند محمد بن حسن بن الشيخ حسين الممتن الجبيلي الذي يسكن (الهفوف) ويعملان معه في مجلس أحمد الحسن الشواف وكانا في هذا التاريخ لم يتزوجا ثم انتقل الشيخ كاظم من ذلك المنزل إلى منزل آخر يعود إلى آل أبي خمسين من أوقافهم.
- وبعد هذه الفترة من التاريخ صار سفري إلى (البحرين) ومن (البحرين) إلى (العراق) ثم إلى (سوريا) فكانت غربتي حدود العشرين سنة وبعد عودتي من (سوريا) علمت أنهم سكنوا حي التعاون فكنت ألتقي بهما في مناسبات مجالس العزاء وغيرها .
- كذلك كانت لنا علاقة بالحاج حسين الكاظم وتعددت الزيارات منه إلينا ومنا إليه في بلدته (الفضول). وتقوت الروابط مع الملالي وزميلهما محمد الحجي وبعض آل مطر في (الفضول) مثل الحاج محمد بن إبراهيم آل مطر والحاج جواد بن جواد بن محمد بن الشيخ صالح آل مطر.
- ولما انتقلنا إلى حي (اليحيى) وأصبحنا جيران لمحمد صالح ولمحمد الحجي ولآل علي صارت الجلسات الدورية الأسبوعية السابق ذكرها وصارت أمسيات مسائية ينشد فيها الشعر ويقرأ فيها التاريخ . ومن هذه الأمسيات أمسية حضر معنا صاحب ديوان على ضفاف الكوثر الأستاذ الحاج علي بن كاظم الخليفة وهذه الجلسات الدورية المذكورة كان يحضرها أيضاً الشيخ جواد بن الشيخ أحمد بو حليقة وعلي الخليفة أيضاً. وقد توفي الحاج حسين الكاظم رحمه الله وبقيت العلاقة مع أسباطه المهندس أحمد والمهندس علي والشيخ جعفر ومحمد ويوسف وعقيل.
الحلقة الواحدة والأربعون
تتناول محورين :
المحور الأول
- وسألتني عن آل المرزوق وتعود معرفتي إلى آل مرزوق باجتماعي بالملا أحمد بن علي بن حسن المرزوق في حسينية آل أبي خمسين حيث كان رحمه الله يقرأ في كتاب (مهيج القلوب من تأليف الشيخ محمد آل أبي خمسين ) في كل صباح وله رحمه الله قراءة متميزة في هذا الكتاب وهذا الكتاب يعتبر مضمونه في العقائد والتاريخ والمراثي ومأساة الحسين (ع) للعلامة الشيخ محمد بن الشيخ حسين آل أبي خمسين المتوفى سنة 1316هـ وكان ذلك في حدود سنة 1364هـ . ثم أن أخاه الملا عبد الله والذي كان كفيف البصر سكن عندنا في محلة (الحويش) كان يمارس تعليم الأولاد القرآن الكريم .
- ثم تعرفت على الحاج عبد الله وولديه علي ومحمد وبعد عودتي من (الشام) وتعرفي على الأستاذ ناجي الحرز تعرفت على الحاج علي بن عبد الوهاب المرزوق حيث كان زميلاً له في العمل في إدارة الأوقاف فرع (الأحساء) وكان معهما طاهر آل إبراهيم وعلي القطان وكنا نزوره في الإدارة ونلتقي عند الأستاذ ناجي بالحاج علي المرزوق ونسمع منه القصائد في أهل البيت وقصائد لابن المقرب من حفظه. وكان حفظه الله ممن يجيد قراءة الشعر ولغته مقبولة وكان في بداية شبابه مارس الخطابة الحسينية كمقدم لعدد من مشاهير الخطباء منهم الشيخ كاظم الصحاف والشيخ كاظم المطر وغيرهما. كما مارس مهنة الحياكة ثم تحول إلى مهنة البناء وأصبح أستاذاً فيها وله باع طويل في رواية القصص والحكايات والنوادر وله اطلاع على التاريخ والأعلام والشخصيات والأنساب فهو من مواليد قلعة (الكوت) لكنه عاش في حي (الرفعة الشمالية) فقد سكن بجوار منزل الحاج محمد بن حسن بن أحمد الحجي جد سلمان بن حسين الحجي . والحاج علي له أخوان هما الحاج عبد الله والحاج ياسين (أبو ناصر) وهو شخصية أخلاقية متميزة كما يمتاز بالشهامة وحسن السمت وله علاقات اجتماعية حسنة جداً. وتقوت الروابط بيننا وبين الحاج علي أبي سعيد والحاج ياسين أبي ناصر فكانت بيننا وبينهم صداقة حميمة ونلتقي معهما في مجلس المرحوم الحاج عبد الله بو خميس رحمه الله(المتوفى سنة 1432هـ) فكان مجلساً يومياً في ضحى كل يوم وكان يحضر المجلس جملة من الأصدقاء منهم بالإضافة للحاج علي المرزوق، الحاج علي بن عبد الله العيسى الرمضان، والشيخ عبد الله الشواف، وعلي بن عيسى الشواف، وعبد الله المعيوف، والملا عبد الرسول بن موسى القرين بالإضافة إلى أولاد صاحب المجلس وهما علي ومحمد. وصاحب المجلس رحمه الله له باع طويل في الأنساب ومعرفة العائلات المنسوبة وغير المنسوبة. وأحياناً يحضر معنا بعض الأشخاص ممن لهم علاقة ومصالح مع الحاج عبد الله المذكور.
- ثم أن الحاج أبو سعيد المرزوق فتح مجلسه وصار يجلس ويستقبل الأقارب والأصحاب والمعارف ليلاً. فكنت أتردد على مجلسه واستمتع بحديثه الشيق وروايته للأحداث والوقائع التاريخية. وفي مجلسه يحضر أولاده الأستاذ سعيد وأخوه عبد الوهاب بالإضافة إلى أخيه الحاج ياسين ويحضر الدكتور حسين بن محمد بن حسين المرزوق، والأستاذ حسين بن سلمان بن محمد علي المرزوق، وعبد العزيز بن الملا عبد الله المرزوق، والمرحوم عبد الرسول بن أحمد العبدي، وحجي بن صالح النجار، ومحمد بن محمد الأمير، وأحمد بن محمد الأمير (المتوفى في 18/1/1433هـ)، وسلمان بن الملا محمد الفهيد، ونوري بن سعد العبدي ، وعباس بن موسى السني ، وراضي الجبران، ومحمد بن عيسى بن دهمش ، وأكثر المذكورين كانوا ملازمين للحضور في كل ليلة. أما الأستاذ ناجي بن داوود الحرز فهو يتردد في زيارات شبه أسبوعية كما هو طاهر بن معتوق العامر.
المحور الآخر :
سألتني عن آل البقشي ولآل الرمضان بهم علاقات ومصاهرات قديمة وهم يسكنون في حي (الرفاعة) من مدينة (الهفوف) التي فيها الصاغة حالياً.
وتعود معرفتي بهم إلى فترة الطفولة حيث كان معي عند المطوع أفراد من صبيانهم ومنهم على سبيل المثال محمد بن علي العبد الوهاب البقشي، ومحمد بن علي البقشي وتعرفت على كبارهم عندما أذهب إلى مجلس الحاج علي بن محمد الخرس ومجلس الحاج حسين بن الشيخ إبراهيم الخرس عندما يبعثني الأخوان إلى المجلسين المذكورين فكنت أجتاز على محلاتهم التي يعملون فيها في الصياغة فأشاهد الرجل الوقور الحاج عبد الله بن الحاج حسن البقشي وإلى جواره أبناء عمومته وكانت محلاتهم في أول سوق الصاغة نصل إليها بعد أن نجتاز سوق الدهن ثم تعرفت على العالم الشيخ محمد بن علي آل سليمان البقشي عندما يدخل فريقنا في طريقه لإمامة الجماعة في المسجد الجامع في (الفوارس) فكنت أسلم عليه. وكان الشيخ محمد مشهوراً بالورع والتقوى والاحتياط فترك الصياغة تحرجاً منها وكان خطاطاً متقناً بارعاً فخطه في غاية الروعة. ويوجد في أيدي الناس في (الأحساء) الكثير الكثير مما نسخه الشيخ من الرسائل العملية والكتب العلمية خصوصاً لعلماء (الأحساء) مثل الشيخ محمد آل أبي خمسين، والشيخ محمد العيثان وديوان الشيخ عبد الله بن علي الوايل والشيخ محمد بن عبد الله بن رحمة والشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (الأوحد)وغيرهم.
وأتذكر أنه في الصغر كان الأهل يرسلوني لشراء بعض دهن الغنم في طاسة آخذها معي من المرحوم الحاج علي آل محمد حسن البقشي وكان هذا الرجل نادرة في حدة الحواس والانتباه واليقظة وتروى عنه حكايات في هذا المجال يرويها أهالي (الأحساء) والمذكور هو جد رجل الأعمال حسن بن محمد (أبي سمير). كما أتذكر الحاج محسن المحمد حسن البقشي وهو رجل في غاية الوقار والسكينة والعقل الكبير وهو أخو الحاج علي المذكور سابقاً وأراه في محلة بالقيصرية يبيع البز ومحله مجاور لمحل الحاج محمد بن علي بن الشيخ حسن الرمضان(أبي حمد) . وفي عام 1369هـ لفت نظري في حي (الرفاعة) وفي السوق الحاج حسن بن علي البقشي أبا منير بزيه الخاص لطلبة العلم وذلك عند نزوله من (العراق) وكان شاباً لا نبات بعارضيه .
- وبعد سفرنا إلى (البحرين) تعرفت على الحاج محمد آل سليمان البقشي وكان من معازيب المخايطة في مدينة (المحرق) ومعه أيضاً المرحوم الحاج حسين بن محمد الجعفر البقشي . وفي عام 1374هـ جاءنا إلى (البحرين) للعلاج عبد الهادي بن علي البقشي الأخ الأكبر لأبي منير وسكن معنا في حجرتنا المستأجرة في خان (غلوم كازرون) واستأنسنا بسكناه معنا وكان في الحجرة معنا علي بن الحاج حسن الشيخ علي الرمضان وعبد الرسول بن علي الخواجة وعلي بن محمد حسن أبو حليقة وأولاد محمد البقشي ياسين وإخوانه عبد الله وجعفر وعبد الإله .
- ولما توجهنا إلى (العراق) للزيارة ووجدت العمل فيها جيداً أقمت في (الكاظمية) وكان فيها من العائلات عدداً من آل البقشي منهم الحاج محمد بن حسن البقشي والحاج حسن بن محمد البقشي وهؤلاء ينظمون بعض الأشغال ويشغلون المخايطة.كما كان موجدوداً في (الكاظمية) الحاج علي بن حسن البقشي وهذا عمل في صياغة الذهب في (الكاظمية) مع بعض السادة ممن يعمل في الصياغة وابنه محمد يعمل في الخياطة وهو والد الشيخ حسن البقشي وغيرهم من أسرة آل البقشي.
وفي شهر تموز 1958م عندما كنت في (البصرة) قمت بجولة مع الأخ موسى وياسين البقشي وياسين بن حسين أبوحليقة بجولة في منطقة (جسر العبيد) من البصرة القديمة فزرنا الحاج علي بن محمد البقشي والحاج علي بن أحمد آل أبي خمسين والحاج محمد آل محمد سالم .ثم بعد شهرين من ذلك نزلنا (الكويت) مع الأخوان علي وموسى وأقمنا فيها مدة أسبوع زرنا خلال هذه المدة عدة ديوانيات منها ديوانية الحاج عبد الله بن محمد الجعفر البقشي شقيق نزيل (البصرة) فتعرفنا عليه وقام بواجب الضيافة وقد أخذنا إليه الحاج حسن بن علي الشيخ حسن الرمضان.
ولما توجهنا إلى (سوريا) أقمنا في (دمشق) فوجدت من المقيمين في (الشام) ممن سبقنا إليها المرحوم عبد المحسن بن حسن البقشي وراضي بن محمد البقشي.وعشنا مع عبد المحسن البقشي في (الشام) لمدة عشر سنوات واشترك معنا في المشغل الذي أستأجرناه مع جملة من جماعتنا المخايطة وفي أثناء إقامتنا (بسوريا) قدم عديله المرحوم الحاج علي بن علي بن إبراهيم السبتي . وفي سنة 1381هـ أثناء إقامتنا في (الشام) جاء محسن المحمد حسن البقشي لزيارة السيدة زينب(ع) ونزل في ضيافة المرحوم الحاج عبد المحسن بن حسن البقشي فاتجهنا إلى منزل المذكور للسلام عليه وهو والد محسن (أبي سامي). وفي اليوم التالي جاء الحاج المذكور إلى مشغلنا فاستأنسنا بحضوره واستمتعنا بحديثه.
وفي عام 1388هـ عدت إلى (الأحساء) فوجدت في محلة (الحويش) قد سكن المرحوم حسن بن عبدالوهاب بن علي آل البقشي.وهذا الرجل رحمه الله معروفاً بالصلاح والتقوى والورع والمعرفة ويتعاطى بيع البز والأقمشة في القيصرية وهو جد الشيخ أمين بن علي بن حسن البقشي وكان قد اشترى بيتاً يملكه سابقاً أولاد الحاج أحمد آل محمد صالح وهم حسن وصالح ويعرفون بالصائغ وينقل أن هذا البيت قد سكنه العلامة الأوحد الشيخ أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الأحسائي المتوفى سنة 1241هـ وكان البيت المذكور مجاوراً لبيت الحاج يوسف بن موسى آل أبي علي.
- وأما الحاج الشيخ حسن بن علي البقشي حفظه الله وأخوه الحاج عبد الهادي رحمه الله فكنت ألتقي بهما في بعض مجالس الأفراح والأتراح وفي التردد على مجلسيهما .
الحلقة الثانية والأربعون
تتناول محورين
المحور الأول :
- وسألتني عن آل عطية فمعرفتي بآل عطية تعود إلى الستينات من القرن الرابع عشر الهجري حيث كنت أتردد فريق (الحلة الكبيرة) لزيارة أخوالي فيها فكنت أشاهد رجال ذوي شخصيات مرموقة عليهم شمائل الوجاهة ويرتدون البشوت الفاخرة فأثاروا انتباهي فسألت عنهم فقالوا لي هؤلاء من آل عطية من شيوخ بلدة (بني معن) .
- الظاهر أن بلدة بني معن تنسب إلى أمير عيوني من الأسرة العيونية التي حكمت (الأحساء) من القرن الخامس عشر حتى القرن السابع الهجريين .
- ثم بعد ذلك التاريخ تزوج عميدهم وهو الحاج حسن بن محمد العطية فتاة من آل أبي حليقة كريمة المرحوم حسن بن أحمد بن إبراهيم وأنجب منها ولدين هما علي وجواد وبنتين واستأجر في محلتنا بيتاً يعود إلى آل أبي خمسين وكان إلى جواره الشيخ كاظم المطر. وكان معه ولده عبد الله فصارت لي معه صحبة وصداقة فكنت أدخل بيتهم ويدخل بيتنا ونتجول معاً في سوق (الهفوف) وكان معه أحمد بن عبد المحسن العطية وهو سبط الحاج حسن المذكور .
- وبعد عودتي من (الشام) إلى (الأحساء) عام 1388هـ وجدت الحاج حسن قد انتقل إلى رحمة الله وشاهدت ولديه علي وجواد وقد سكنا بيتاً اشتراه أبوهما من الشيخ ياسين آل أبي خمسين ويقع في سكة آل التحو المعروفة بسكة(صيحيّ) تؤدي إلى حسينية آل أبي خمسين ثم تجددت العلاقة مع ابنه المرحوم عبد الله حيث كنت ألتقي به في محله الأخير لبيع الأصباغ في شارع الإمام علي بن أبي طالب(ع).
- ثم سكن في بيت مجاور لحسينية الشواف في حي اليحيى فكان يقيم تعازي الإمام الحسين(ع) وكنت أحضر للاستماع ثم انتقل إلى رحمة الله .
- ثم تعرفت على أخيه محمد أبي جاسم وعلى ابنه الشيخ عبد العليم وطلبت منه صورة لجده حسن فأحضر لي صورة.
كما أنه مع زيارتي للشاعر الحاج عبد الله في الطويل زرنا حسينية العطية والتقينا بالشيخ حسن الجزيري . وما يتعلق بأسرة الجزيري فإني في عام 1399هـ اطلعت على كتاب منتظم الدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين فوجدت في الكتاب ترجمة للشيخ المذكور الشيخ حسن الجزيري ونسبة آل الجزيري إلى الأسرة العلمية القديمة وهي أسرة آل المتوج وهم من بني أسد وكان في القرن الثامن والتاسع الهجريين لآل المتوج مكانة علمية مرموقة ليس في (البحرين) وحدها بل في العالم الإسلامي فقد نبغ منها عدد كبير من العلماء أشهرهم الشيخ العلامة أحمد بن عبد الله بن محمد آل المتوج وابنه الشيخ ناصر وقبلهما والده الشيخ عبد الله بن محمد والعلامة الشيخ أحمد كان من المعاصرين للعلامة الحلي وله مؤلفات عدة.
- وفي شهر رمضان 1430هـ توجهتُ إلى مجلس آل الشيخ مبارك مع رجل اسمه الأستاذ علي بن عبد الله العواد وفي أثناء جلستنا في المجلس المذكور حضر رجل تبين لي فيما بعد أنه الحاج أحمد بن عبد المحسن بن علي بن حجي العطية(أبو ياسر) وتم التعارف . فخرجتُ معه من ذلك المجلس واقترحتُ عليه أن نذهب إلى مجلس آل جبر في (المبرز) ولما وصلنا وجدنا الإخوة الثلاثة الوجهاء: عبد العزيز، ومحمد ، وعبد اللطيف فجلسنا عندهم بعض الوقت وتحدثنا عن (الأحساء) وتاريخها ومياهها وزراعتها وأنواع تمورها فذكرتُ لهم بأن جميع أنواع التمور قد تغيرت أسماؤها إلا تمر الشيشي فقد بقي هذا الاسم عليه من الجاهلية حتى أيامنا هذه وهذا مذكور في كتاب لسان العرب لابن منظور .
وتكررت اللقاءات بالأستاذ أحمد العطية فكنا نلتقي في مجلس العلي. وفي أحد المرات التقيت به في مجلس العلي ثم أخذني لزيارة الحاج ناصر بن الحاج علي بن عبد الحميد آل الشيخ وهو عمدة بلدة (البطالية) السابق ووالد العمدة الحالي الأستاذ صادق بن ناصر الشيخ فتكلمت في هذه الجلسة عن البطالية وتاريخها القديم من زمن القرامطة حتى دولة العيونيين.
- وفي شهر محرم من عام 1433هـ كان يأخذني إلى حسينتهم في حي النويصر ونستمع إلى تعزية الإمام الحسين (ع) وفي ليالي الاستماع تعرفت على رجل من أهل (الحليلة) اسمه حسين الشهاب (أبو أحمد) ومعه اثنان من أهل بلدته فتم التعارف معهم والشهاب رجل يمتاز بالجرأة والشجاعة وحسن المنطق وهو عسكري في الحرس الوطني. كما تم التعرف على شخصيتين من أهل (الجبيل) أحدهما من الخويتم فعلمت أن في بلدة (الجبيل) فرع من الخويتم من بلدة (المطيرفي) والآخر من العيسى. وتكررت الجلسات في الحسينية فكان في شهر صفر يأتي ويأخذني أو أذهب مع الولد لحضور وفيات المعصومين(ع) وتناول البركة وفي أثناء حضورنا الحسينية تعرفت على عباس بن الحاج علي الجزيري فدعانا إلى بلدته وحضر معنا في ذلك اللقاء جماعة من أهل (الرميلة) وأهل (المطيرفي) وأهل (القارة) وممن حضر العشاء أيضاً سماحة السيد محمد رضا بن السيد عبد الله السلمان الموسوي . وفي هذه الجلسة تعرفنا على رجل من أهل (الرميلة) وهو الملا محمد علي بن الملا حسن العبد الله وكنت على علاقة قديمة مع والده وطلبت منه أن يزودني بمعلومات عن سيرة والده وبصورة شخصية له فقال : إن شاء الله في الأسبوع القادم أهيئ لك الصورة وبعض المعلومات عن سيرة والدي وبعد أسبوع توجهت مع الحاج أحمد العطية إلى بلدة (الرميلة) وفي الطريق اتصل العطية بعباس الجزيري ليأخذنا إلى بيت الملا محمد علي العبد الله. ولما وصلنا قرب بلدة (الرميلة) وجدنا الجزيري في انتظارنا فأخذنا إلى البيت فلما وصلنا وجدنا الملا في انتظارنا فأخذنا إلى مجلس ثم حضر الحاج علي الجزيري وابنه عباس وحضر بعض السادة من بلدة (المطيرفي) وحضر أيضاً السيد منصور بن السيد حسين الغافلي وسلمان بن أحمد العلي ومحمد بن أحمد الشهاب ورجل اسمه جواد ابن عم مضيفنا يعمل في شركة أرامكو وتبين لنا أنه من المهتمين بالتراث بشكل عام والتراث الأحسائي بشكل خاص . وفي ذلك اللقاء أحضر مضيفنا بعض الأوراق وفيها مشجرة لعائلتهم وأصولهم وصورة من جنسية والدهم الملا حسن وصورة أخرى لوالده وهو يلبس عقال الشطفة .
وتكررت اللقاءات والزيارات مع الحاج أحمد العطية ومنها زيارة إلى الشيخ عبد الهادي بن الشيخ عبد المحسن بن عيسى العلي عمدة (العمران) وزيارة إلى عبد المحسن بن جواد بن الشيخ عمران العلي في (العمران) وفي كلتا الجلستين كان يحضر معنا فضيلة الشيخ عادل بن محمد بن محسن العيسى العلي حفظه الله .
المحور الآخر :
وسألتني عن آل الممتن :
ففي أثناء إقامتنا في (البحرين) سكن (البحرين) بعد الخبر الحاج فارس بن علي البن الشيخ وهو ممن يمارس التجارة ويراسل أخاه الحاج عبد الوهاب فسكن مؤقتاً معنا في أحد الخانات في حجرة ونحن في حجرة أخرى في الخان فجاء إلى (البحرين) المرحوم الحاج علي بن الشيخ عبد الكريم الممتن وكان قد تعلم حرفة خياطة البشوت وأقام في (البحرين) يحترفها وكان معه ناصر بن علي آل محمد سالم ويعرفون حالياً بالسالم،فصارت له مع الإخوان صداقة لأن زميله ناصر السالم كان من سكنة فريق (الحويش) . وهذا الرجل ( الحاج علي بن الشيخ عبد الكريم المتن ) بعد فترة التحق بإدارة المرور في محافظة (بقيق). وفي أوائل التسعينات حصل حادث مروري على طريق (بقيق) فسارع المرور إلى موقع الحادث بقيادة الممتن المذكور. وفي أثناء المعاينة والتحقيق جاءت سيارة مسرعة يقودها متهور فدهس علي بن الشيخ عبد الكريم الممتن فتوفي في الأثر. وللحاج علي المذكور أخ وحيد وهو الحاج محمد بن الشيخ عبد الكريم الممتن (أبو كريم) رجل الأعمال المعروف في الأحساء وصاحب فندق البيت الصغير في شارع النجاح،فتعرفتُ عليه في حدود سنة 1400هـ بواسطة ابن عمه الأستاذ باقر بن الشيخ عبد الرحيم (أبي ثامر) المتوفى في يوم الجمعة الموافق 9/4/1433هـ رحمه الله. وكان أبو ثامر شغوفاً بالقراءة والمطالعة والنظر في كتب الأدب والدين بفروعها المختلفة في العقيدة والفقه والتفسير والأخلاق. فكون لنفسه مكتبة كبيرة كان يأخذني إليها كلما زرته في منزله . كما كان المرحوم باقر قد ساعدني في البحث عن المخطوطات والحجج الشرعية القديمة، وكان أول من زودني بالحجج فقد أحضر لي مجموعة كبيرة من الحجج الشرعية التي بحوزة عائلته. ثم صار همزة الوصل والتعارف مع السيد هاشم بن السيد إبراهيم (أبي أيمن) فجمعني به في منزله فتعاون معي السيد جزاه الله خيراً ودعاني إلى بيته وعرفني على والده السيد إبراهيم رحمه الله وأطلعني على مجلسهم القديم مجلس جدهم السيد إبراهيم بن السيد محمد ثم زارني ومعه كمية كبيرة من الحجج وصورت الأصول بآلتي الخاصة فشكرته على زيارته وتعاونه وفقه الله.
- وبعلاقتنا بالحاج باقر الممتن حصلت علاقة مع الكثير من أهل بلدته ومنهم إخوته أحمد وياسين وابن عمه الحاج محمد بن الشيخ عبد الكريم وبالحاج عبد الرسول ويوسف أبناء علي اليحيى وبآل الشايب ومنهم الحاج عبد المحسن وابنه المهندس عبد الله (أبو اليسع)، والأستاذ أحمد بن خليفة الشايب (أبو زكريا)، والمرحوم الحاج أحمد بن محمد العيسى ، والحاج محسن العمراني . وكانت لنا معهم جلسات دورية في منازل ومجالس المذكورين سابقاً. وبعد نزول الملا طاهر البحراني من (الكويت) واستقراره في وطنه (الأحساء) صار يشاركنا في هذه الجلسات فتحصل فيها الأبحاث التاريخية والأدبية والنكات والطرائف وأخبار المجتمع وغيرها .
- وأتذكر أنه زار (الأحساء) المرحوم السيد محمد صالح بن السيد عدنان الموسوي البحراني فصارت له جلسة دائرية في (الجبيل) عند المذكورين وفي بلدة (القارة) عند آل عيثان فكانت هذه الجلسات تسجل في أشرطة الكاسيت ثم لما انتشر الفيديو أصبحت تسجل بالفيديو في أيدي الأصحاب والأصدقاء في (الجبيل) وفي (القارة) نسخاً من هذه الأشرطة ولا زالوا يتذكرون هذه الجلسات الممتعة
- كما أن معظم المذكورين في (الجبيل) كنا نلتقي ونجتمع بهم مساء كل ثلاثاء في مجلس الأستاذ أحمد بن خليفة الشايب (أبي زكريا). وكان في تلك الفترة يعمل مديراً للبنك الفرنسي ويحضر إلى جانب أهل (الجبيل) عدد من رجال الأعمال من أهل (المبرز) وأتذكر منهم السيد هاشم الموسوي وبعض آل مهنا وبعض آل خزعل وغيرهم.
- وفي أثناء الجلسات في (الجبيل) كان يحضر معنا رجل مثقف يعمل في شركة أرامكو السعودية يعشق الكتب ويهتم بالتراث ويكثر من الأسفار والسياحة وهو المرحوم محمد بن الملا محمد العمراني،وكان رجلاً خلوقاً طيباً انتقل من (الجبيل) إلى (العمران الشمالية) حيث زوجته منها وبنى لها بيتاً حديثاً دعاني إلى بيته وأطلعني على مكتبته وكانت مكتبة ضخمة يحتفظ فيها بمجموعة من مجلة العربي الكويتية منذ صدورها وكذلك يحتفظ بقافلة الزيت منذ صدورها وبحوزته الكثير من الصور التي التقطها في سياحته الداخلية والخارجية فقد أخبرني أنه تجول في شمال (المدينة المنورة) حيث زار خيبر ومدائن صالح المسماة قديماً الحجر. وكان هذا الرجل رحمه الله عقيماً توفي في حادث مؤلم كما توفيت زوجته وأختها في حادث آخر.
- وممن يحضر الجلسات الدورية (بالجبيل) وفي مجلس أحمد الشايب أبو زكريا المرحوم إبراهيم بن حسن بن الشيخ حسين الممتن وهذا الرجل متكلم مفوه كثير المزاح والنقاش والأسئلة المحيرة. وكان يسكن (الكويت) ثم عاد إلى (الأحساء) واحترف البيع والشراء .
- ومن آل الممتن (بالهفوف) الحاج محمد بن حسن بن الشيخ حسين وهو ممن احترف مهنة خياطة البشوت في الهفوف وعلّم بعض الشباب الخياطة ومنهم الأخوان الملا جواد المطر والملا محمد صالح المطر والذي توفي في 9/6/1409هـ وخلف ثلاثة أولاد هم علي المقرئ للقرآن الكريم والمعلم في دار الرحمن لعلوم القرآن الكريم وقارئ القرآن الكريم في الحفلات الدينية وقارئ الأدعية في مسجد الشيخ محمد الهاجري وأخوه عباس يمارس نفس الدور والأخ الثالث اسمه حسن.
- ثم من هذه الجلسات تقوت الروابط مع المهندس عبد الله بن عبد المحسن الشايب وهو رجل متعدد المواهب فقد كتب وألف في التراث الشعبي من حرف وأمثال ومعجم الألفاظ وفي مجال الشعر والأدب والقصة والجغرافيا. وكانت بداية مؤلفاته كتابه عن بلدة (الجبيل) كتبه باللغة الانجليزية. وله على الإنترنت موقع اسمه مشهد الفكر الأحسائي وأتذكر أنه في إحدى السنوات ذهبت معه إلى (الدوحة) لمقابلة رجل اسمه علي بن عبد الله الخليفة ثم زرنا معه دار الكتب القطرية واستعرضنا معه بعض الكتب التي ألفت في تاريخ وفي جغرافيا دولة (قطر) وأمضينا في (الدوحة) نهاراً كاملاً. فكان يزورني باستمرار ويحمل معه الإصدرات الجديدة وقد طبعت بواسطته الكتب الكثيرة للمؤلفين والكتاب الأحسائيين. وقد ألف الأستاذ حبيب بن علي السماعيل من بلدة (الفضول) كتاباً خاصاً في سيرته وفي تعداد أنشطته ومساعيه في خدمة التراث الأحسائي. وكانت آخر زيارة له لي في الساعة الثامنة والربع من مساء يوم الجمعة الموافق 10/4/1433هـ وبصحبته الأستاذ عقيل المسكين. والمذكور من أدباء وشعراء وكتاب (المنطقة الشرقية) المعروفين وعضو نادي (المنطقة الشرقية )الأدبي السابق.
- أما أحمد بن علي اليحيى (أبو يوسف)فكانت لنا معه علاقة متينة وأخوة حميمة فترددنا على منزله في الدوريات التي سبق ذكرها وكذلك في مزرعته وذلك بعد مضي مدة على الدوريات المذكورة وكان ذلك مع عبد الله بن معتوق السعيد القطان فكنا نزوره في حسينتهم بعد تأسيسها وكان المذكور وابنه يوسف قد شيد منزل الولد حسن في منطقة (محاسن أرامكو) بقرض من شركة أرامكو السعودية .
- وكثر ترددنا على الحاج عبد المحسن العمراني مع عبد الله بن معتوق السعيد فكان العمراني رحمه الله يعتني بنا ويستقبلنا أحسن استقبال ونلتقي برواد مجلسه من أهالي (الجبيل) وغيرهم وقد شيد فيما بعد الحاج عبد المحسن حسينية مشهورة في بلدة (الجبيل) فكنا نزوره ونستمع إلى تعزية الإمام الحسين(ع) وتوفي رحمه الله عام 1431هـ.
الحلقة الثالثة والأربعون
تتناول محورين
المحور الأول
- وتسألني عن عائلة الحجي وتعود معرفتي بذكر آل حجي إلى ما قرأته من ولاية كتبها الشيخ باقر آل أبي خمسين لإحدى أعيان محلة (الفريق الشمالي) من الرفعة حيث حضر قاضي الأوقاف والمواريث اثنان من وجهاء المحلة وشهدا لأحد الأشخاص أنه صالح الولاية فولاه على وقف باسم مريم بنت فايز الحجي فعلمت أن للمرحوم الملا علي بن فايز أخت اسمها مريم وأنها أوقفت بيتها لصالح حسينية الجعفرية (بالرفعة الشمالية) والمعروفة لدى الأهالي ب(الحسينية الكبيرة).
- كما أنني التقيتُ بالشيخ الغريري تكلمنا في تاريخ الملا بن فايز وأخته المذكورة آنفاً وأسرة آل حجي فذكر لي أن أسرة الحجي من الأسر القديمة في (الرفعة الشمالية) وأنهم كانوا يعرفون قديماً ب (الأولاد) ثم بعد ذلك بزمن وقعت بيدي بعض الحجج الشرعية والوثائق فيها بعض الأوقاف لأفراد من هذه الأسرة فتأكد عندي ما قاله المرحوم الشيخ الغريري من أنهم كانوا قديماً يعرفون ب(الأولاد).
- وفيما بعد تعرفتُ على سلمان بن حسين بن محمد الحجي ... وقد رجع لي في اختيار اسم كتابه عن شخصيات (الأحساء) فاخترت له اسم (هكذا وجدتهم) ، ولقد أجرى لي لقاء في باب الخير النشرة الدورية التي يصدرها مركز الفيصلية التابع للجمعية الخيرية قبل توقفها وكان المشرف على النشرة الأستاذ والأديب عبد الوهاب الحمد . كما أنه أجرى لقاءاً معي في كتابه هكذا وجدتهم بعضها نشر في نشرة باب الخير ، إضافة إلى أنه دون ورصد المعلومات التاريخية التي أجيب عليها عندما أسأل عنها في زياراتي معه وسوف ينشرها في الكتاب الذي ما زال مخطوطاً وأسماه آباء وأجداد . إضافة إلى تدوينه لكل ما لدي من معلومات عن حارة الرفعة الشمالية تفيده في كتابه المخطوط عن حارة (الرفعة الشمالية) مسقط رأسه .
- ومن نشاط أسرة الحجي مجلة ربع سنوية تتناول نشاط الأسرة وبعض المواضيع الثقافية والتاريخية وإعطاء فرصة لشباب الأسرة تشجعهم على الكتابة وتنمية مواهبهم الثقافية .
- ومن شباب أسرة الحجي النشطين المهندس عبد الله بن عباس الحجي حاصل على شهادة الماجستير في الجانب الهندسي كما أنه شغل منصب عضو مجلس إدارة مركز الفيصلية التابع للجمعية الخيرية لأكثر من ثمان سنوات وساهم في تطويره . كذلك من وجوه الأسرة الأستاذ هاني بن جابر الحجي عضو المجلس الأدبي بمدينة الرياض والكاتب والمثقف وقد صدر له عدة كتب كما أنه عمل في عدة صحف محلية .كذلك من الوجوه في الأسرة المهندس صادق بن عباس الحجي وحاصل على شهادة الماجستير في الإدارة وهو يقيم الدورات التنموية وله مشاركات اجتماعية عديدة . كذلك من الوجوه في الأسرة الأستاذ يوسف بن حسين الحجي المشرف على حسينية المنتظروالتي أسست عام 1417هـ ومعه الأستاذ زكي بن جابر الحجي أستاذ العلوم الفنية ،وهناك حسين بن علي الحجي الذي يحضر شهادة الدكتوراه في إدارة الموارد البشرية ، وهناك الأستاذ بدر بن عباس الحجي المدير التنفيذي بدار الرحمن لعلوم القرآن الكريم ، والمهندس أحمد بن عباس الحجي وغيرهم .
- وفي عام 1432هـ جاءني الشيخ محمد بن علي الحرز وسلمان بن حسين الحجي وطلبا مني أن أملي عليهما بعض المعلومات التاريخية عن سيرتي وتجربتي في البحث عن التراث وعن ما اكتشفته من أعلام الأدب والشعر من المغمورين المجهولين ومن وقفت عليه من آثارهم العلمية والأدبية وما حققت ونسخت منها وما استفدت من هذه الآثار في تأليف جملة من الكتب فاستجبت لطلبهما وتمت الجلسات مع الأستاذ سلمان الحجي من أكثر من سنة .
- فكنت أمليت عليه الآن ما يقارب الخمسين جلسة وقد تنقسم الجلسة الواحدة إلى جلستين فأكثر وبعد كل جلسة نحاول أن نخرج من البيت لزيارة المكتبة العامة التابعة لوزارة التربية والتعليم أو أننا نزور بعض المجالس المفتوحة ومنهم مجلس عمدة المجابل السابق عبد الوهاب بن إبراهيم البراهيم ، وأحياناً مجلس أولاد محمد الموسى، وأولاد أحمد بن داوود المغلوث ، وإلى مدرسة القبة الأثرية حيث اتخذها الأستاذ محمد سعيد الملا مجلساً له في يوم الخميس، وزرنا طاهر بن علي الغزال، وزرنا السيد حسين بن السيد محمد العلي أكثر من مرة ، وزرنا مجلس العلي ، وزرنا الملا خليفة بن مبارك الدخيل، والمهندس صالح بن عبد الهادي البقشي،والملا محمد علي بن الملا حسن العبد الله كما أن الحجي رتب لي لقاءا لزيارة أمين الأحساء المهندس فهد بن محمد الجبير . كما ترددنا كثيراً على مجلس الحاج علي بن عبد الوهاب المرزوق فكنا نستمتع بحديثه الشيق وذكرياته التي ترجعنا إلى عهود (الأحساء) والماضي وكان يرجع إليه سلمان بالسؤال عن محلة (الرفعة الشمالية) وعوائلها وشخصياتها وعاداتها وبعض الأحداث التاريخية فكنا نستفيد من أبي سعيد وكذلك من أخيه الحاج ياسين بن عبد الوهاب المرزوق ومن ابن عمهم الأستاذ حسين بن سلمان بن محمد علي المرزوق فكنا نسمع من الأخير ما ينظمه من الشعر في الطرائف والنكت والمواقف الاجتماعية ، وكذلك نتردد على جلسة الحاج حسن بن علي البقشي (أبي منير) كما ترددنا على السيد النجيب السيد غالب بن السيد سلمان بن السيد أحمد الحاجي فكنا نلتقي به وبإخوانه وهم: السيد أحمد (أبو السيد تاج)، والسيد هاشم (أبو السيد عبد الله)، والسيد عون وأولادهم السيد غالب بن السيد محمد ، والسيد علي بن السيد محمد ،والسيد علي بن السيد عبد المجيد وأخيراً قد عين عمدة لكل من (التويثير والقارة) . وكنا بعد مغادرتنا منزل السيد المذكور نذهب إلى زيارة أسرة آل عيثان في مجلس عبد المنعم بن عبد الله الحسن العيثان فنجد في المجلس المذكور مجموعة من رجال آل عيثان فنتجاذب معهم في شتى الأحاديث . كما زرنا في بلدة الجبيل الحاج أحمد بن علي اليحيى ، وأسرة المبارك والمكتبة العامة وغير ذلك .
- وفي مساء يوم الأربعاء جاءني سلمان بن حسين الحجي وكان الأستاذ حيدر بن جمعة السنيني قد اتصل بي وسأل عن ما كتبه التاجر في كتابه منتظم الدرين عن الشيخ سلمان بن محمد العبد اللطيف الغريري إذ أنه لم يجد في الكتاب المطبوع ذكر للشيخ سلمان ولا ترجمة للشيخ حبيب بن صالح القرين فطلب مني أن أزوده بما كتبه التاجر عن هذين الشيخين الجليلين فوعدته أن أراجع نسختي التي كتبتها لنفسي من الكتاب وطلبت منه المهلة . كما طلبت منه الحضور فحضر بعد سلمان الحجي فجلسنا معاً بعض الوقت ثم توجهنا إلى مجلس الحاج علي المرزوق .
- وعندما توفي سماحة الشيخ علي بن إبراهيم المسبح ذهبت للمرة الثانية مع سلمان الحجي إذ المرة الأولى مع الأستاذ ناجي بن داوود الحرز وقدمنا العزاء لابنه فضيلة الشيخ رضا وإلى مشائخ بلدة (البطالية) ووجهائها وخضنا معهم في شتى الأحاديث كلها تنحصر في التاريخ ثم زرنا في خروجنا من (البطالية) المسجد الجامع كما زرنا في أحد الأيام حارة الرفعة الشمالية عبر جهة مسجد العدساني ووصلنا بالسيارة إلى المسجد الجامع وإلى المنزل الذي سكنه الملا علي بن فايز الحجي وإلى المنزل الذي سكنه المرجع الديني الشيخ حبيب القرين ويعود إلى وقف من أسرة الحجي وإلى موقع سكن الشيخ الفاضل سلمان بن عبد اللطيف الغريري ، وإلى موقع البستان المعروف ب(بستان الحجي) وإلى موقع سكن الشيخ عبد الوهاب الغريري ، والسيد سلمان الحاجي وغير ذلك.
- وفي مساء أحد الأيام حضرنا مع سلمان في منزل ابن الأخ محمد بن جعفر الشيخ علي الرمضان والذي ألقى محاضرة عن الاقتصاد المنزلي وحضرها الشيخ حسن بن حسين الرمضان ، والمهندس صادق بن ياسين الرمضان، والولدان حسن وحسين وأبناء الأخ عبد الجليل ومحمد والأستاذ عبد الكريم .
- وفي الجلسات التي كانت تقام في كل صباح جمعة حيث يزورني الدكتور محمد بن موسى القريني إذا كان متواجداً في البلد ثم صارت الجلسة أعم كما ذكر سابقاً ذلك فكان من الملازمين أسبوعياً الأستاذ محمد الغزال وسلمان الحجي والأستاذ حسين السكير إذا كان الدكتور القريني حاضراً ثم صار يحضر الحاج أحمد بن عبد المحسن العطية والأخ موسى وابنه أبو كميل والأستاذ جواد الهلال وحضر جلسة واحدة الحاج محمد بن أحمد الشهاب .
- وفي ذكرى مرور سنة على وفاة المرحوم الحاج جعفر بن حسين الشيخ علي الرمضان دعوت سلمان الحجي من أجل اللقاء بالأخ الأديب محمد فقد أقيمت ختمة في منزله ظهراً وفي هذه الجلسة تعرف سلمان الحجي على الأديب المؤرخ الحاج محمد بن حسين الشيخ علي الرمضان وحصلت من هذه الجلسة بعض الفوائد الأدبية والتاريخية والاجتماعية. كما أجاب الأخ محمد على بعض أسئلته التي تتعلق بحارة (الرفعة الشمالية) بمدينة (الهفوف). كما التقى سلمان الحجي في المجلس بالأديب والشاعر حمد بن الحاج محمد بن علي الشيخ الرمضان وهو من أدباء وشعراء (الأحساء) المعاصرين وقد أهدى الحجي الأخ الأستاذ محمد والأستاذ حمد بعض مؤلفاته ومنها كتابه الأخير بعنوان توثيق التجربة.
- وبعد أن زارنا الدكتور سعد الناجم في منزلنا بتنسيق سلمان الحجي توجهتُ معه إلى بلدة (الطرف) في جلسة بمزرعة الأستاذ عطاء بن علي بن سالم العطا والأستاذ مبارك بو بشيت وأخذنا إلى الجلسة وأخذ المدعوون في التوافد منهم خالد بو عبيد ، وجابر الخلف ، والأستاذ جاسم الصحيح والدكتور سمير الضامن والأستاذ صلاح بن هندي .فكانت جلسة أدبية ممتعة في ليلة مقمرة واقترح الأستاذ مبارك على الأستاذ جاسم الصحيح أن يسمعنا آخر ما نظم من الشعر فأنشدنا عدة قصائد من روا
- ولما بلغني خبر وفاة الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن الشيخ إبراهيم آل الشيخ المبارك (أبو قيس) توجهت مع سلمان الحجي لتقديم العزاء فوجدنا منهم حسن الاستقبال والحفاوة. كما قمنا بزيارة ودية إلى جناب السيد النجيب السيد صالح بن السيد رضي بن السيد حسين الحداد فاستقبلنا بالحفاوة والترحيب ثم حضر أخوه السيد تقي وأحد أبنائه كما حضر أحد أبناء السيد تقي فكانت لنا جلسة ممتعة تحدثنا في التراث خاصة لأنه حفظه الله حول مجلسه إلى متحف جمع فيه المقتنيات والمصوغات اليدوية من صناعة الحدادين والصفارين والنجارين والخواصين والحياكين . وفي أحد المرات زرنا مجلس الموسى وبعده زرنا مجلس العبد القادر والصويغ فلم نجدهما فتوجهنا إلى مزرعة الشيخ حسن بن عبد الله العفالق رحمه الله فالتقينا بأولاده الأستاذ وليد والأستاذ صالح والأستاذ سلمان وبقية الإخوة وأبناء عمومتهم وأصدقائهم . وزرنا مجلس الجبر ، ومجلس البراك ، ودكان بو كنان مراراً.
- كما قمنا بزيارة إلى مقر نادي الأحساء الأدبي فاستقبلنا الدكتور ظافر بن عبد الله الشهري رئيس النادي في التشكيلة الثالثة في الدورة الانتخابية الأولى فرحب بنا غاية الترحيب ووجدنا عنده الأستاذ صالح الحربي عضو مجلس الإدارة وهو الأديب والشاعر من أهل (العيون) ثم جاء الأستاذ محمد الجلواح وعبد الجليل الحافظ وهما عضوا مجلس الإدارة أيضاً ثم جاء الأستاذ بسام دعيس سكرتير النادي فأمره الدكتور ظافر بإحضار شنطتين مملوءتين بإصدرات النادي الأخيرة . كما أن الدكتور ظافر زارنا بالبيت مع الأستاذ محمد الجلواح حضر في تلك الجلسة الأستاذ محمد الغزال ، وسلمان الحجي ، والأخ موسى وابنه عمران أخذنا في الأحاديث من الأدب والشعر وتجربته في النادي وإصدرات النادي ونشاط النادي وبعد ذلك فتح الجلواح موضوع مؤلفاتي وعرضت عليهم بعض المصورات للمؤلفات والكتب هي التي المحفوظة في جهاز الحاسبوب. وقلت لهم بأن هذه المصوارات قد صورت من سنوات أما الموجود في الحاسبوب فيه مستجدات كثيرة فأعجب الدكتور بصورة خاصة بكتاب أعلام (الأحساء) في العلم والأدب في تسعة قرون وأبدى استعداده في تولي طبعه ونشره وأملته بأنه خلال شهر واحد أزوده بالجزئين الأول والثاني بعد إدخال الإصدارات والتراجم الجديدة.
المحور الآخر ؛
- أسرة العليو
- ومعرفتي بآل عليو وبالأخص والدهم المرحوم الحاج محمد العليو إلى الستينات من القرن الرابع عشر وذلك في حدود 1367-1368 هـ فكنت أرى الحاج محمد المذكور في زيارته لوجهاء المحلة مثل الحاج يوسف البوعلي ، والحاج طاهر الحسن أبو حليقة ، والحاج علي بن طاهر أبو خمسين ، والحاج أحمد بن محمد الهاجري وابنه سلمان ، وأولاد الشيخ موسى أبو خمسين . فهو رحمه الله له صداقة مع وجهاء الفوارس من المذكورين وغيرهم . وكان يمتاز بحسن السمت والوقار والأخلاق الحسنة فهو معروف في (الأحساء) عموماً وفي (الهفوف) خاصة عند جميع فئات المجتمع. وكان من وجهاء (الرفعة الشمالية) المشار إليهم بالبنان وهم السيد كاظم بن السيد حسين الحداد ، والحاج عبد الله ومحمد علي وحجي البحراني ، والحاج علي بن علي بن يوسف الغريب ، والحاج علي بن أحمد الجاسم ، وآل دهنيم ، وآل الهودار ، وآل فهيد ، وآل الطويل وآل الغريري . وتولى منصب عمدة (الرفعة الشمالية) فترة من الفترات . وأتذكر بأن لهم محلاً تجارياً في القيصرية يديره ابنه الأكبر سلمان (أبو إبراهيم) ثم علمت فيما بعد أن الحاج محمد العليو يدير معمل لنسج عباءات الوبر الفاخرة ، كما أنه كانت له شراكة تجارية مع ابن غنيم . وبعد غيبتي عن (الأحساء) لمدة سبع سنوات شاهدته في زيارتي للعتبات المقدسة في (العراق) في جلسة خاصة مع العلامة الشيخ علي بن محمد بن عبد الله العثيان في إحدى أروقة صحن الإمام الحسين (ع). وبعد تغربي في (البحرين وسوريا) عدت إلى (الأحساء) وصارت لي علاقات صداقة مع آل المطر فكنت أذهب معهم في مجالس العزاء والفواتح في (فريق الشمالي) وألتقي بالحاج محمد العليو وذلك عام 1400هـ . فكنت ألتقي به في حسينية (الرفعة الشمالية) وأشاهده متصدراً للحسينية مع وجهاء المنطقة أمثال الشيخ عبد الوهاب الغريري والشيخ أحمد الطويل والحاج علي الجاسم وغيرهم. وبعد وفاته صارت الصحبة والعلاقات المتينة مع نجله أبي إبراهيم سلمان فكنت أتردد عليه في كل أسبوع وأجد منه حسن الاستقبال والحفاوة وأحياناً نلتقي بالشيخ محمد الهاجري عنده وببعض الوجهاء والشخصيات ومنهم السيد جواد بن السيد كاظم الحداد ، وحجي بن علي الجاسم .كما كنت ألتقي به في بعض المجالس الكبيرة في مدينة (المبرز) وخاصة عند مجلس أحمد بن محمد الموسى ومجلس العمدة عبد الوهاب البراهيم وفي المناسبات التي يقيمها أحمد الموسى المذكور عند زيارة بعض الأمراء (للأحساء). وكان يقيم دعواته في مزرعة القليبات وكان الحاج سلمان رحمه الله يجلسني إلى جانبه وأتجاذب معه في شتى الأحاديث . كما قرأت عنه موضوعاً في مجلة الشرق التي تصدر في (المنطقة الشرقية) تحدث فيه عن نشاطاته التجارية ونجاحه ولله الحمد في مشروعاته وشركائه مع بعض الأشخاص مثل راضي بو ناجمة ، ومحمد السماعيل خارج نطاق (الأحساء).
- وبعد وفاته استمرت العلاقة مع أولاده وهم : إبراهيم ، والمهندس منصور ، وسامي ، وشاكر ، والشيخ عبد الهادي ، وعبد الرزاق ، وحسين وما زال التواصل قائماً وأجد منهم التقدير والاحترام. فقد كانوا يطلبون مني الحضور إذا كانت عندهم مناسبة أو زيارة بعض الشخصيات. كما إحياء بعض المناسبات في مجلسهم وفي مزرعتهم (أبو الهلال) وأتذكر أنهم عملوا حفلاً لذكرى مرور سنة على وفاة والدهم رحمه الله . ومن جملة المدعوين عدد من طلاب العلم والسادة وعلى رأسهم سماحة السيد علي بن السيد ناصر بن السيد هاشم السلمان الموسوي .
جديد الموقع
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد