2023/06/03 | 0 | 2020
مهام المنزل اليومية مصدر تعاون أو مصدر تصادم
سؤال يطرح نفسه : لماذا تعداد الخادمات المنزليات و شركات الاستقدام في تزايد مستمر و تصاعد ملفت حتى مع زيادة شكوى البعض من انكماش مداخيلهم المالية و غلاء المعيشة ؟! هل اجهزة المطبخ الحديثة و المكانس الكهربائية الحديثة و مكابس الكوي الكهربائية و مغاسل الاطباق الاتوماتيكية و مغاسل الملابس المبرمجة و قدور الضغط الكهربائية و الافران الحديثة و الاطعمة المجمدة و الاطعمة المسبوقة التحضير و … و… كلها غير كافية لتسهيل اداء المهمات المنزلية من قبل افراد الاسرة ذاتها أم ان الكسل ضرب اطناب افراد البيت و المجتمع ، فرد- فرد ، بيت -بيت ، زنقة - زنقة ، دار- دار ، الى الحد الميؤوس منه فاضحى وجود الخادمة الاسيوية أو الافريقية ضرورة حياتية لا غنى عنها حتى في عائلة مكونة من زوج شاب و زوجة شابة و طفل واحد أو اسرة لا يوجد فيها اي طفل أو رجل هرم و كلهم اصحاء !!
لماذا نشهد تقاتل و تهافت لعدد ليس بالقليل من ابناء المجتمع المحلي على مكاتب الاستقدام أو مكاتب استئجار العاملات المنزلية بنظام الاجر الشهري قبل شهر رمضان المبارك . حتى ان الاجور الشهرية تصل حد المزايدات السعرية كالاسهم في شاشات البورصة في ضرورة المضاربات ، باسعار تصل الى درجة قضم شبه كامل لنصف او اكثر من راتب المُعيل أو الاب المتقاعد !!
لماذا البعض من ادعياء الوعي و الثقافة من النساء يتنطعن و يتشدقن بان اعمال البيت ليست من صميم مهامهن و يمنون على ازواجهن باعمال البيت و رضاعة اطفالهن !!
اين توارى الناس من تفعيل العمل بالروايات الشريفة المروية عن النبي محمد (ص) و آل بيته في تكامل الادوار بين الزوج و الزوجة و الابناء و منها على سبيل المثال :
١-(وأيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيها شاءت)
٢-(ما من امرأة تسقى زوجها شربة من ماء إلا كان خيرا لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ويبنى الله لها بكل شربة تسقى زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة)
٣- ( جلوس المرء عند عياله أحب الى الله من اعتكاف في مسجدي هذا)
٤- ( من حسن بره بأهله زاد الله في عمره)
جزء من المشكلة ان البعض احتفى فى القدوة الصحيحة من حياته / حياتهن بمن تصدر المشهد الاعلامي الشعبي و الديني و الثقافي و التربوي بقليلي العلم و ضيقي التظرة للمستقبل ؛ و على مدى حين من الدهر طرح البعض من الناس بعض الاحكام الفقهية في الاعلام و على المنابر و في المحافل بطريقة غير ذكية ، فكانت اثارها سلبية على علاقة الزوج-زوجته و الاب - ابناءه . و صدق القول في بعض اولئك : وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك
مثلا القول باسلوب تحريضي أو عدم مكترث للنتائج بان :
١ - الاب (غير مكلف ) بتعليم ابنه الا اسس القراءة و الكتابة
٢- (لا يجب) على الزوجة ان تخدم زوجها في شؤون المطبخ و الغسيل وحتى رضاعة ابنه و لو شاءت اخذ اجر على ذلك
والواقع ان عبارة (غير مُكلف ) و ( لا يجب) تدلان في مفهوم و تصور البعض من الناس ان المكلف لا يكتسب إثما اذا لم يفعل ذلك الامر فيهمله و يصد عنه و يشطبه من قائمة اعماله .
و مع شديد الاسف تضخمت هذه الانانية و النظرة الضيقة لدى البعض حتى ان عدد ليس بالقليل من النساء المتثاقفات اعتقدت ان الاسلام يشجع على عدم المبادرة في خدمة الزوج و اعتقد بعض الرجال ان الزوجة ملزمة بحقوق الفراش فقط !!! فدخل الشيطان و اذنابه لاستغلال هكذا افهام مختله و جعلها فجوات و روج و حرض و مزق و هدم بيوت و علاقات اسرية كثيرة.
فالمفترض ان الرجل كزوج ينطلق من اصله و جوده و اخلاقه و احسانه في حسن التعاون مع زوجته في الحفاظ على المنزل و اداء الفروض المنزلية حتى الانغماس في اعمال الغسيل للملابس و كوي الملابس و غسيل الصحون و كنس المنزل . و المرأة في المقابل لا تركز داخل منزلها من منظور " ما يجب" و "ما لا يجب" بنظرة ضيقة و انما تنطلق لصهر افراد المجتمع في قوالب الحب و المودة و التفاني من خلال المبادرات و من ضمن تلكم القنوات العمل الجماعي لاداء مهام المنزل و الاستغناء عن وجود العاملة الاجنبية .
واذا كان كلا الزوجان يريدان بناء اسرة قوية مبنية على جسور المحبة والمودة بينهما يكون كلا منهما سكن يأوي اليه الاخر ليجد فيه الراحة والطمأنينة و الامان و العزة و التعاضد . على الزوجة الناضجة ان تحتفظ بروح المبادرة داخل البيت و تهتم بشؤون زوجها و ابناءها و تحبب ابناءها و زوجها لمساعدتها على شؤون المنزل و تجنب تشخيص الزوج على انه بنك متحرك للتفقة و التمويل . وفي المقابل على الزوج ان يقدر ويثمن خدمة زوجته له و لافراد اسرته ولا يعاملها كجارية يملكها او محل افراغ شحنات غضب أو ابراز عضلات و كيل لكمات او متع جسدية .
ابناء وطني الحبيب لقد تصدعت قلوبنا من كثرة مقاطع الفيديو المؤلمة و المزعجة التي توثق اعتداء خادمات على اطفال رضع و اطفال صغار باقسى انواع الضرب و التعنيف و الخنق و التقريع . فان كان بالامكان الاستغناء عن الخادمة فبادروا بذلك . و ان كان لابد من وجودها مؤقتا فراقبوا و لا تتكلوا على الخادمات و كونوا اذكى و ادهى منهن بالمراقبة اللصيقة و المعاملة الانسانية الجيدة و كسب المشاعر الانسانية و تفادي الوجه السيئ في بواطن انفسهن . كفانا سماع أو مشاهدة مقاطع وفواجع في حق ابناء ابرياء ضحايا لخادمات . و اتمنى ان يتدارس كل زوج و زوجته مهام المنزل اليومية و جعلها مصدر تعاون و ليست مصدر تصادم و الاستغناء عن العاملة / الخادمة ان أمكن ذلك .
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب