2024/08/21 | 0 | 963
مطر حنون رسائل إخوانية بين الشاعرين محمد العلي وجاسم عساكر
لم أكن أعلم أن اتصالا، مجرد اتصال للاطمئنان على صحته وهو يرقد على السرير الأبيض يجعل منه غيمة تنهمر بكل هذا المطر الدافىء الحنون على روحي.
أيها الأحبة، اطمئنوا على من تعرفون من أحبابكم، فمجرد سؤال يعمل في النفس ما لا تعمله كل مرطبات الشفاه في العالم، في هذه الدنيا التي لا تتسع إلا بالأصدقاء ومن دونهم تصبح أضيق من خرم إبرة.
وقد استأذنته في نشر رسالته هذه، لأنها ألقت القبض على قلبي، وهو في طريقه إلى السهو عن الأفراح، فذكرني بها عن سابق لطف وسابغ إحسان، كما استأذنته في نشر ردي عليه:
أخي الجميل الفاضل
جاسم عساكر
تنفست الصعداء بوابل من عطور الجمال التي نفذت الى مكامن روحي مسكوبة من فنونك فلقد بعثت روحي خفاقة في سماء الأمل،
يحدو بي شوق الى رنين حرفك ودغدغات عباراتك، لأنها الأفق الذي رسمت لي سلماً الى السماء واخرجتني من نفق الارض، رحبة هي المساحات التي تخطها ياصديقي، وصدق حديثك يجعلني متطلعا الى قوس في السماء لايدانيه قوس قزح لان الاخير يختفي باختفاء المؤثر أما قوسك (فلا تاخذه سنة ولا نوم) اذ جعل انفاسي تترنم في الشهيق والزفير، ولقد سقيت غصنا يرفرف كأغصان الزيزفون على ضفاف الفؤاد وجعلت مشارق الروح ومغاربها تغني بالسمو من ألحانك، وهذي نسائم كلماتك هبطت على جلدي تداعبه وكأنها جاءت من أمٍ تمسد جسم طفلها الرضيع.
صديقي الجميل؛ جمّل الله حياتك كما اغدقت عليّ نهرا من حرفك التي رنّت في اسماعي وتلقفها القلب بكل سمو وفخر واعتزاز.
صديقي الحبيب؛ نثرت الياسمين على اكتافي باتصالك وكأنه سناء منبلج كانبلاج الصباح الطموح، حيث نفذت انواره الى سرادق النفس وجعلتني رابحا متنعما امتطي حصان الرقي والصفاء.
صديقي الحبيب؛ روّيتني من نهرك الدفاق بعباراتك الناضحة بسلطان روحك فجعلتني أهنأ بها كما أهنأ بشربي للبارد في يوم حرٍّ قائظ،
انت نعم الصديق الذي أغرق روحي في مجده بالتواصل المبارك،
لا عدمت أخوّتك ولافقدت همس عبارتك،،،،
لك مني خالص الود وجميل الثناء
محمد العلي
القارة
————-
أخي وصديقي الغالي الأستاذ محمد
هبطت علي رسالتك مرفرفة بأجنحة المسك، واتخذت لها وسادا من شغاف القلب.
كنتُ أستمد منك طاقة إيجابية فعالة في نفسي، كنتَ تحدثني عن الأمل وأنت طريح فِراش، وتحدثني عن النجوم وفوقك سقف مبني لا تراها، علمتني كيف للإنسان أن يشق الفضاء بجناح خفيّ.
كنتُ شبه المقضيّ عليه بسيف الوقت، لكنك رسمت في دروبي حديقة غناء، تقطنها أنواع الطيور، وتهمس فيها الأنهار في أذن الأشجار حكاية الخصب والاخضرار، حتى تورقت غصون الأمل داخلي بتورقها، علمتني فن الطيران، وجعلتني أدرك أسرار الجمال المخبوءة في طيات هذا الكون، وليس عليّ سوى أن أبذل جهدا أكبر للوقوع عليها.
لقد أرسلت غيومك فوقي، وأنقذت ما يمكن إنقاذه مني وأنا في الطريق إلى جفافي، علمتني أن الحرف بمقدوره أن يجعل الوحل غديرا صافيا، وأن يحيل الفحمة السوداء في كف صاحبها درة مضيئة، وأن يزيح ستائر اليأس عن النوافذ التي تطل على الإشراق بكل رحابة واتساع.
يصعب على متخاذل مثلي أمام لغتك العالية وإنسانيتك السامية أن يصف موقع رسالتك في نفسه، عافاك الله وشفاك، وأجرى بلسما نقيا في دماك ولا أذاقك مرارة الأمراض، وقسوة الأعراض، ورزقك حلاوة العيش محررا من كل سقم، ناجيا من كل سأم، وأقر بك عيون أحبابك، ولا قطع عنهم هذا المدد من روحك العظيمة التي ترسل أنغامها إلى أرواح محبيك فتطرب، ثم أرجووووك سامحني على تقصيري فإن انقطع الوصل معك لم ينقطع حبل اتصالي دعاء دائما سرمدا أدسه مع الدموع في منديل خشوعي حين أتحسسك داخلي ثم أطيره إلى السماء مشفوعا بالأماني الصادقة لك بالسلامة والصحة، حفظك الله ورعاك
جاسم عساكر
الجفر
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني