2020/11/28 | 0 | 1891
كولاج الديمقراطية المعوّقة
يشير المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في كتابه «إعاقة الديمقراطية – الولايات المتحدة والديمقراطية» في أكثر من مناسبة، إلى أن حريته هذه غير متاحة للملونين الأمريكيين، فهؤلاء يعاقبون بالتصفية، أما البيض من أمثاله فيعاقبون بتحويلهم إلى سائقي تاكسي «يقصد إفقارهم»
على أية حال، فهو كتب ما كتب ونقد بعنف وبقوة وبحجج دامغة، واضطر لطباعة كتبه خارج الولايات المتحدة، إلا أنه مع كل ذلك مستمر، ففي كتابه هذا يفضح فيه الممارسات الأمريكية المنافية للديمقراطية ولأحكام القانون الدولي، بدءا بدول أمريكا اللاتينية، وصولا إلى الشرق الأوسط، ففي الأولى حرصت أمريكا على التحكم في أجهزة الجيش والشرطة وتدمير الصحافة المحلية، وبذلك فهي ضمنت عدم تصرف الشعب بناء على أفكار لا تقبلها.
أما في الشرق الأوسط، فهي اعتمدت سياسة الإرهاب وإشاعة التطرف والاضطرابات والانقلابات لسد الطريق على أي تنمية وتطور وتحرر في هذه المجتمعات، ومن أجل التفرد بها والاستحواذ على خيراتها.
ويلّخص تشومسكي النموذج الخارجي للديمقراطية الأمريكية بالعبارة الساخرة التالية «أنت حر لتفعل ما تريد ما دمت تفعل ما نريد منك أن تفعله» أما عن المعونات الأمريكية الخارجية، فهي تسعى لتعزيز القدرة الأمريكية على المنافسة، إذ إنها ليست هبات أو إحسانا، بل إنها مدروسة لتكون استثمارات بين أيدي شركاء تجاريين جدد في أسواق تصديرية متنامية، ويقول المؤلف «من الأفضل أن يمد ثلاثة نشالين يدهم إلى جيبك من أن يمد نشال واحد يده إليها»
كما أن الولايات المتحدة -برأي المؤلف- تدعم وترعى وتكيل بمكيالين تجاه الدول، حسب ما تراه في مصلحتها، باعتبارها أقوى قوة في العالم «انتهى»
فتلغي كل الاتفاقيات التي وقعّت عليها سابقا مع كل الجهات الدولية والإقليمية، متى ما شاءت ورأت بأن ذلك لا يحقق لها أي مصلحة، أو تتعارض مع سياساتها ومصالحها الدولية، فلا تكترث لأي اتفاقيات أو معاهدات، حتى ولو كانت منذ فترة زمنية طويلة، أو أن بنودها صعبة بحيث يستحيل التخلي عن الالتزام بها، ومع ذلك فالأمر يرجع لأي رئيس أمريكي بيده القرار في كل شيء في التخلي عن كل تلك المعاهدات، كما فعلها الرئيس الحالي ترمب، عندما جاء للرئاسة ضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية، ولم يعط أي اعتبار للعالم الخارجي، وأعلنها بشكل صريح «نحن غير ملزمين بها» وبتطبيق هذه المعاهدات، وسوف نتخلى عنها، وغيرها من التجاوزات التي مارسها في إشاعة العنصرية والفوضى في بلاده، نتيجة لسياسته العوجاء والمتطرفة، في طرد المهاجرين الملونين، التي أشعلت نار الفوضى والفتنة الداخلية، ما أجّج فتيل الحرب الأهلية بين أبناء المجتمع الأمريكي، فالدولة الفاضلة والمثالية في الحقوق والمساواة -كما ينظر إليها البعض- اهتزت صورتها وانكشف الغطاء المخفي الذي يخفي وراءه الكثير من الفضائح والتجاوزات الإنسانية الحقوقية تجاه أبناء المجتمع الأمريكي.
فحركة السود والملونين لن تقف مكتوفة الأيدي بعد الذي حصل من قتل على الهوية وبسبب اللون، بل الأوضاع والمطالبات الحقوقية في تصاعد مستمر إلى أن يتم تغيير هذه السياسات العنصرية، التي بين فترة وأخرى يتم إحياؤها، ولعل كتاب تشومسكي يضع النقاط على الحروف عندما وصف الديمقراطية الأمريكية بالمعوّقة.
جديد الموقع
- 2024-03-28 شراكة مجتمعية بين مؤسسة رضا الوقفية و جمعية ذوي الإعاقة بالأحساء،
- 2024-03-27 ضرر الخلافات الزوجية على الأطفال يقل لو تعامل معها الأب بطريقة بناءة
- 2024-03-27 عدد المفردات المنطوقة والمفهومة في مرحلة الطفولة المبكرة مرتبطة جينيًا باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والقدرة على القراءة والكتابة والذكاء العام
- 2024-03-27 ق . ق .ج
- 2024-03-27 للنمل مركز اتصالات متخصص لا يوجد في الحشرات الاجتماعية الأخرى
- 2024-03-26 المطيرفي كعادتها تحتفي بالقرقيعان
- 2024-03-26 بستان قصر تاروت ( التراث ، الفن ، الجمال ، الأصالة )
- 2024-03-26 نون وقبل التيه يتألقان في المكتبة المركزية بالرميلة
- 2024-03-26 محمد الحرز: أُمّي دربتني لأكون مساعد طباخ لزوجتي
- 2024-03-26 من الملامح الصوتية في اللهجة الأحسائية(هاء الوقف بعد ياء المتكلم) *