أقلام وكتابات
2021/03/23 | 0 | 2235
رسالة إلى أبي غيلان
( احمد اللويم )
(رسالة إلى الشاعر العظيم بدر شاكر السياب، كانت فرصة أن أقرأها في حضور ابنه المهندس غيلان في مجلس جمعنا وإياه)
ألا إن حــقـل الـشـعر مــا زال مـخـضرّا
كـمـا كــان مـذ أجـريت مـن تـحته نـهرا
لـئـن غـبـت يـا (سـيّاب) تـبقى حـكايةً
عـراقـيـةً أهــدى الـخـلود لـهـا شـطـرا
تــمـردتَ يــومًـا فــهْـيَ لــلآن تـحـتذي
تـمـرّدَك الـخـلاق تـغـري بــه الأســرى
لـهـا مـن (عـراق) الـمجد عـمرُ خـلوده
ومـــن ثــالـث الأنــهـار أطـولـها عـمـرا
سـتبقى نـشيدا فـي فـم الـدهر قارعا
من الجيل سمعا ما اشتكت أذنه الوقرا
ومــن وحـيُـه فـي الـشعر وحـيُ نـبوة
فـمـن يـقـفُهُ بـالشعر لـم يـرتكب كـفرا
يــهــل عــلــى الـدنـيـا هـــلالًا وإنــمـا
لــفـرط ضــيـاء فــيـه تـحـسبه (بــدرا)
وتـحـسـب أفـقـا هـالـه مـنـه (بـصـرة)
وأصــداءه (جـيـكور) تـحـيي لـه ذكـرى
و(جـيكور) في (أنشودة المطر) التقت
وروحــا طــوت لـلـشعر أجـنـحة صـفرا
وقـامـت عـلـى آثــاره تـنـزع الـشـجى
وتـخضد مـن أحـزانها مـا بها استشرى
تــطـل عــلـى الـديـجور حـتـى تـحـيله
ضـحى يـوقظ الإبـداع والـفن والـشعرا
تـنـقـب فـــي الإبـــداع أيـــن نـضـاره؟
كـأن لـم تـصل مـنه إلـى الغاية الكبرى
فــيـا واهـــب الإبـــداع لـــون ابـتـكاره
ويـــا مـلـهـم الإبـــداع ريـشـته الـسـرا
هـنـا حـيـث لا وجــه الـحـقيقة مـصحرٌ
ولا طـــارقٌ لــيـلا بـــدا يــأمـل الـفـجرا
هــنـا حــيـرة تـقـتـات مـنـهـا مــواهـب
وتـحـمـل زادا لـــم تـجـد بـيـنه الـفـكرا
ســوى مــا تـلـظّى فــي رمــادٍ تـركتَهُ
وبـالـكاد يــوري شـاعـرٌ جـسَّـهُ جـمـرا
ألا يـــا (أبــا غـيـلان) واأسـفـي عـلـى
نـوارس لـم تـكسب عـلى صمتها فخرا
تـتـمـتـم حــتــى يــشـرئـب لـفـهـمـها
أبـونا (امـرؤ الـقيس) الـذي انـتظر البرّا
يـقـولون: هـذا الـشعر، قـلنا: تـواضعوا
فـقالوا: نـرى فـي الـقيد مـا أسر الحرّا
هــو الـشـعر يـقضي لـو تـصعَّد شـاعر
إلــى نـجـمة حـتـى إذا اقـتـحم الـخدرا
لــه أسـلـمت فـوديـن مــن ألـق ومـن
جـمـوح ابـتكار لـم يـزل يـشحذُ الـصبرا
فـيـنـظمها فـــي عـقـد إبـداعـه الــذي
غــــلا ثـمـنـا كـيـمـا يــزيـن بـــه بِــكـرا
تـظـلُّ الـقـوافي مـثـلَ أبـكـار (عُــذرة)
تـمـاطل فـي وصـل وقـد أتـقنت هـجرا
تـسـاقـط وعــدا فــي فـنـاجين يـقـظة
وبـالـكاد فــي الأحـلام تـعصرها عـصرا
وقــامـت عــلـى بــاب الـقـصيدة حــرة
تـجـادل حـتـى وجـهـها احـمـر واصـفرا
وحــتــى سـمـعـنـا آهــــة مـسـتـقـلة
تـمج أسـى مـن قـلبها لـم يـزل يضرى
وأرخـــى عـلـى عـيـنيه نـظـرة عـاتـب
وكــاد يـشـيح الـوجـه مـما بـدا خُـسرا
كــأنـي بـــه قـــد قـــال هـــلا تـركـتما
جـــدالا عـقـيـما لـــن يـورِّثَـكـم نــصـرا
ألا إن (بــدرًا) قــد كـسـا الـشـعر حـلة
وحـــاك لـــه مـــن قـلـبه عـمـة حـمـرا
سـتـبقى دلـيـل الـمـبدعين وإن وعــوا
صـدى مـن ركـام الـنقد ألـفوا به سحرا
سـيـكـتـشفون الـشـعـر ثـــم مـغـايـرا
ومــا الـمـدعِي بـالـمدعَى مـنهمُ أدرى
كـفـى الـنـقد فـخـرا أن يـظـل شـعـاره
فـمـا الـشـعر إلا مــا أحــاط بــه خُـبْـرا
لـتـفعيلة أفـضـى ابـتداع (ابـن شـاكر)
فـما اجـتاز مـنها الـموج أو جـاوز البحرا
فــلـم يــرم مـجـدافا ولــم يـغـر زورقــا
وأجـدر أن يـخشى مـن الـموجة الغدرا
جديد الموقع
- 2024-04-19 مكتبات من بشر
- 2024-04-19 المدة والملكية والترجمة وسائل لاستغلال مؤلفي الكتب
- 2024-04-19 أفراح البخيتان بالمطيرفي تهانينا
- 2024-04-18 مكتبات ليست للقراءة فقط
- 2024-04-18 الخميس: رغبتنا صعود لدوري الكبار
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل
- 2024-04-18 الأمير سعود بن طلال يرعى توقيع عقد إنشاء بوابة الأحساء
- 2024-04-17 أحدث إصدارات الشيخ اليوسف: «الإمام العسكري: الشخصية الجذابة»