2024/02/15 | 0 | 1443
الشاعر الولائي الجامع والكاظمي نموذج
الآنية (1) في هذه الدنيا كثيرة والحاذق من يوظفها ليضع فيها الزاد الذي ينفعه حاضراً ومستقبلاً، وكما ينقل "الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق" لذا أذكى هؤلاء الناس من وظف أعماله المباحة لتكون طريقاً إلى الله عز وجل فضلاً عن عمله المستحبات، وذلك بتوظيف امكانياته في هذا الطريق سواء علمية أم عملية.
من الصور الرائعة والحاذقة التي استغلت ما حباها الله سبحانه وتعالى من عطايا هم الشعراء الولائيون والشعراء الذين كتبوا في أغراض الشعر ولم يُغفلوا الغرض الولائي بدأً بشعراء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله والركب مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فالقائمة طويلة جداً ولكني أحببت أن أتحدث عن شاعرين تابعت نتاجهما المتواصل الذي عكس لي أنه عبارة عن عمل مدروس ومقنن وممنهج ومرتكز على وعي ديني وثقافي ألا وهما الشاعران الولائيان الشاعر الأستاذ أبا رضا حسين بن ملا حسن آل جامع وعميد القصيدة الحسينية (2) الأديب الكبير أبا علي جابر الكاظمي، الذين وظفا مهارتهما الأدبية في خدمة أهل البيت عليهم السلام أيما توظيف يغبطون عليه.
فالأستاذ الجامع الشاعر الوحيد الذي تصلنا قصائده العمودية في كل مناسبة من مناسبات أهل البيت عليهم السلام منذ أربع سنوات وهذه حالة فريدة من نوعها على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي مع العلم أن له ثلاثة دواوين مطبوعة في فلك أهل البيت عليهم السلام إلا أن عطاؤه الوفي يأبى أن يكتفي بتلك الدواوين كخدمة لأسياده متعه المولى بالحشر معهم يوم يلقاهم. وهو أديب كشاعر وأديب كإنسان خلوق متواضع هذبه ولاؤه لمحمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين حيث تجلى ذلك لي بأروع صورة من خلال علاقتي معه عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي فللّه دره من مدرسة ولائية تستحق أن تُحتذى وعلى الله أجره.
وأما الأديب الكاظمي فهو أشهر من أُعرفه لأنه قد وصل حرفه السامي إلى أصقاع العالم من خلال الحناجر الولائية الذهبية للملالي الكبار خصوصاً الأستاذ باسم الكربلائي. نعم في الساحة كثير من الشعراء خصوصاً من جيله ولكن الذي أثار إعجابي هو كثرة العطاء الوفي السخي الذي نتج عن كتابته اليومية للشعر الولائي في الحسين خصوصاً وأهل البيت عليهم السلام عموماً حيث يرى أن هذا طريق عبادي مثله مثل التقرب بالصوم أو الصلاة وغيرهما، وفقاً لما صرح في احدى لقاءاته. والأن له ثلاثون جزء من ديوانه الموسوم بـ "الدموع الناطقة" وهو يعمل على إخراجه كموسوعة مصنفة بأنواعه فصيح ودارج وقصائد قعدة ونعي ولطم وأبوذيات وموالات وميمر وغيرها من التصنيفات التي وضعها. ومن أبرز روائعه ألف بيت في أهل البيت وألف أبوذية و313 بيت ميمر. واقعاً كتابة هذا العدد من الأبوذيات والميمر وغيرها من الموالات وأبوذية الزنجيل (وهذه الأنواع من الشعر مشهورة في العراق غالباً) وحده دليلٌ كافٍ على فحولة هذا الشاعر النادر. والنقطة المهمة التي ينبغي تسليط الضوء عليها هي مهارته المشهودة في جميع أغراض الشعر التي يطرب لها أغلب الناس ويستطيع من يحسن الكتابة فيها أن يكتسح الساحة ويحصد ألاف المعجبين والشهرة والأموال وما إلى ذلك لكن أديبنا القدير زهد زهداً محموداً في هذه الدنيا الزائلة وسلك هذا الطريق الإلهي الذي زهد فيه رعيل من الشعراء الذين اكتفى بعضهم بقصيدة أو قصيدتين والبعض لم يكتب في مدح النبي وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم بيتاً واحداً والأعجب من ذلك أن ركب الزهد في الشعر الولائي لازال يحدو به الحادي وكأن الكتابة عن النبي صلى الله عليه وآله وعترته الطاهرة ليس واجباً عقلياً على أمته أو قل مستحب من باب شكر المنعم. وهل هناك منعم بعد الله تبارك وتعالى مثل النبي وآله الطاهرين صلوات الله عليهم؟ وهل كتابة الشعر الولائي تخدش صورة الكتابة في أغراض الشعر الأخرى أم أن النبي وآله لا يستحقون ديواناً شعرياً سنوياً أو قصيدة حولية كقصائد الفذ السيد حيدر الحلي رضوان الله عليه؟
الجامع والكاظمي نموذج وفي الساحة كثير جداً من الشعراء الذين يستحقون الإشادة بهم وأنا أقل من أن أفضل أحدهم على الأخر فهناك رائعون ومبدعون نكتفي بذكر بعض المشهورين منهم على الساحة كالسيد سعيد الصافي الرميثي ومهدي جناح الكاظمي وعلي عسيلي العاملي وعبد الله القرمزي وعلي السقاي ونادر التتان وميرزا عادل أشكناني ولؤي حبيب الهلال وبدر الدريع ومحمد الحرز وحسين العندليب و الشيخ وسام الشويلي وأبو فاطمة العبودي ود. أحمد العلياوي والقائمة تطول وإن قصرنا مع الأخرين فالحسين لا يقصر أبداً أبداً. وكما قال الكاظمي في قصيدته عن العباس عليه السلام ومالك الأشتر رضوان الله عليه (الجزء 27 الدموع الناطقة):
ناشدت التاريخ وقال
دنيا وما تخلى من ارجال
همسة روائية
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): من قال فينا بيت شعر بنى الله تعالى له بيتا في الجنة (3).
......
هامش
1. إناء وعاءٌ للطَّعام أو الشَّراب.
2. من قال ذلك عنه هو آية الله الشيخ الكرباسي دام عطاؤه في موسوعته التي جاوزت الـ 600 مجلد والموسومة بـ "دائرة المعارف الحسينية".
3. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٦ - الصفحة ٢٣١
جديد الموقع
- 2024-11-26 مؤسسة رضا الوقفية لتنمية الإبداع المعرفي تحتفي بالدكتور سعيد بن عبدالله الوايل
- 2024-11-26 افراح العبدرب النبي والعامر تهانينا
- 2024-11-26 عبر مؤتمر إعلامي رئيس مجلس إدارة صبّاحات يعلن المشاركة في سيف الملك وشلفا ولي العهد
- 2024-11-26 أمير الشرقية يطلع على آخر الاستعدادات للمؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم ٢٠٢٤م
- 2024-11-26 القاهرة تشهد إنطلاق مبادرة كرتنا ثقافتنا أكبر مبادرة رياضية ثقافية في الوطن العربي
- 2024-11-26 رصد اصطدام بين مجرتين بسرعة مليون ميل في الساعة بتفاصيل غير مسبوقة.
- 2024-11-26 فداك عمري.. أبي
- 2024-11-26 وزير السياحة يستعرض الفرص الاستثمارية ويكشف عن دعم السياحة في الأحساء بـ 17 مشروعًا نوعيًا تتجاوز قيمتها 3.5 مليارات ريال
- 2024-11-26 حلول ابتكارية وتقنية للتحديات التي تواجه المصانع في مجال الكيمياء .. هاكاثون بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل
- 2024-11-26 المركز الجامعي للإعلام والاتصال بايوثون الأحياء ملتقى علمي في تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الكائنات الحية في منطقة الخليج العربي بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل