2023/06/07 | 0 | 2015
السويد : العودة الى المستقبل
اصداء اخبار الجاليات الشرقية و المسلمة في الدول الاسكندنافية اصبحت تتصدر نشرات الاخبار . اغلب الاخبار التي تردنا من هناك هي اخبار موجعة و تشمل :
١- اخبار اغلاق مساجد و
٢- أخيار اغلاق مدارس إسلامية معتدلة و غير معتدلة و
٣-أخبار نزع اطفال من اسرهم ( انصح بمشاهدة فيلم قصة حقيقية بعنوان Mrs Chatterjee Vs. Norway ) و
٤-أخبار اسقاط حق الحضانة من الابوين قسرا و
٥-أخبار اقصاء كوادر من مراكز اسلامية
٦- أخبار حرق القرآن الكريم و تمزيقه بشكل استفزازي و مجاهر بالتحدي
و لكون معظم الاخبار تردنا عبر الشاشة الفضية فاننا نحاول ان نفسر ما يحدث في السويد و غيرها من الدول الاجنبية للاستفادة من التجربة و تفادي مكامن التصادم الحضاري و إستقراء المستقبل و تمحيص الصديق من الغير صديق و تمحيص التضليل من التعزيز عند الذهاب لدولة اخرى .
في العموم ، قد ترى تقرير تلفزيوني أو ريبورتاج يطرح موضوع بطريقة التشنيع و التحريض و التهكم على ابناء جلدتك أو قوميتك أو ابناء بلدك ممن هاجر او تسيح هنالك . و ياتي ذلك الريبورتاج بمناسبة تراشق اعلامي بين قوميتين احداهما الاكثرية أو ضمن برامج حملات انتخابية دعائية في دول المهجر لكسب اكبر عدد من اصوات المنتخبين أو في سياق التعميم أو المناكفة الاستفزازية بين تيارات يمينية و يسارية علً حساب الاقليات . و حينذاك قد تكف لسانك عن خوض اي جدال وتنأى بنفسك عن المهاترات لكون الادلة المقدمة بها ما بها من دلالات و براهين معضدة لرأي معد الريبورتاج ، و لكون الموضوع ليس ذو اهمية عقدية أو وطنية أو أمنيه اجتماعية . الا انك قد ترى ببن الحين و الحين الاخر ريبورتاج كامل مُعد بطريقة احترافية و موجه ضد فكرة إسلامية مستنطقة من القرآن الكريم ك التوحيد أو النبوة أو العفة و الطهارة و الستر و الحجاب و الحث على تحصين الاعراض من الرذيلة و حفظ المجتمع من البغاء و الابتعاد عن مواطن الفسوق . فكرة حفظ النفس بالعفة و تحصين الفروج بالزواج (الرجل من المرأة) فكرة انسانية نبيلة و تكاملية و متجذرة و جاء دين الاسلام كما الشرائع السماوية السابقة و عزز قيمتها و رغب لها و اكد عليها و طرح عدة معالجات لضمان حفظ اتباعه من الوقوع في حمأ الرذيلة. و اخذ دين الاسلام في الاعتبار كامل تنوع الطيف الاقتصادي و الصحي و التفسي و الاجتماعي لوضع الانسان كل الانسان سواء كان فقير أو غني ، قوي أو ضعيف ، مريض أو معافى، مسافر أو حاضر ، طالب أو موظف ، شاب أو عجوز، ذكر أو انثى … الخ . و قد يكون طرح ريبورتاج تلفزيوني احترافي و بثه عبر قنوات فضائية تلفزيونية مؤدلجة ياتي في سياق صراع الحضارات أو في سياق صراع الايدلوجيات أو في سياق صراع الحق مع الباطل او سياق السيطرة و التحكم او سياق تلويث الفطرة السليمة.
من جميل خواص الاسلام بكل مدارسه الفكرية و الفقهية هو تعدد طرح البلاسم من كل مدرسة فقهية لمشاكل الحياة و ادارة النفس و تمكين الاستقامة . و لعل البلسم الشافي و الانجع في مجال تهذيب الغريزة الجنسية هو الزواج الدائم لحفظ ابناء المجتمع من الزلل و منع الوقوع في مستنقع الرذيلة و يلبي هدف تكوين الاسرة و حفظ النفس من الزلل و امتداد النسل البشري و تحصين البشر من امراض السفلس و الايدز و الهربس . و من ضمن تلكم البلاسم هناك بلاسم عدة لسد احتياجات زمكانية مؤقته مثل الزواج العابر ( مسيار / مطيار / …الخ ) أو المنقطع ( المتعة المحددة زمنيا ) مراعاة ضروف استثنائية عصرية و مستحدثة . و ان اختلفت المدارس الإسلامية في مبانيها الفقهية الا ان الهدف الاساس المنشود هو تأطير العلاقة بين الرجل و المرأة لتكون علاقة نظيفة و مُلزِمة و طاهرة و تصون المجتمع من الاباحية و السفاسف بكل اصنافها و تحجب تولد الاطفال اللقطاء و تكبح السعار الجسدي و تهذب الانفس و تحفظ الحقوق لطرفي العقد . و الالتزام في العقود اي عقود اصله التزام اخلاقي وان أساء استخدام مبان عقود النكاح فهذا ينم عدم وجود الصدق و خيانة الامانة من الطرف المخل بالعقد و منها عقد النكاح بكل انواعه .
في شهر شوال للعام المنصرم ١٤٤٣ ، شاركنا في احدى القروبات الافتراضية احد الاعضاء ، جزاه الله خيرا ، تقرير يتحدث عن اتهام السلطة في دولة السويد لبعض اعضاء مركز اسلامي بانخراطهم في التنسيق لتزويج الشباب العزاب و المهاجرين و الفتيات الارامل و المطلقات لمنع الوقوع في خطيئة الرذيلة عن طريق عقد تفاهمات باجراء عقود زواج مؤقتة برضا الطرفين . و هذا تفسيرا اوردته من باب حسن الظن بالاخرين من المسلمين ، و لا أعلم حسن او سوء نية من كان في ذلك المركز بذلك البلد الاسكندنافي ككل او كبعض اعضاءه في وسط بلاد عُرفت بالحرية الجنسية العلنية و اجازة الاباحية التامة . امر محير ان يُتهم شخصا ما أو بضع اشخاص بترويج الرذيلة او الاتجار بها في بلد لا ترى اي عيب او محظور في ممارسة نكاح الرجل بالرجل و المرأة بالمرأة و الرجل بالطفل و ما هو اشنع و في الشارع العام !! . و لكن القدر المعلوم هو ان الشريعة الاسلامية الغراء لديها حلول و معالجات لهكذا تهديدات على اخلاقيات اتباعه قد ترد من باب الاباحية أو الاغواء أو الابتذال . و لعل من الجيد هنا ان اسلط بعض الضوء على سقف الحرية الجسدية المعمول بها في بعض الدول الاسكندنافية ( الدنمارك ، النرويج ، السويد ) و منطقة Benlux و هي دول الغرب الاوربي هولندا و بلجيكا و لكسمبورج و كم هو محزن ما آلت اليه احوال المتاجرة في جسد المرأة و الطفل . و لعل الفيلم الوثائقي الاحدث في هذا المضمار هو
What is a women ?
https://twitter.com/trjmatcom/status/1665055172769247233?s=48&t=dDobtzm973QXvxxuQFf5Yw
تنصل : في ذلك الفيلم الوثائقي اتنصل من جرأة الطرح و تسمية الاشياء بمسمياتها و ورود صور قد تكن مزعجة للبعض .
و هناك عدة وثائقيات تلفزيونية و برامج نقاش عدة و اكتفي بالاشارة الى بعض مصادرها اختصارا، يجدها الباحث في قنوات DW و 24 france و BBC و RTL و CBC … الخ.
ما جعلني اكتب هذا المقال هو اشتعال حدة الجدال داخل نسيج بعض بيوت الاقليات المسلمة و المسيحية المتدينة في الدول الاسكندنافية و غيرها من اهل الغيرة و الحشمة لحفظ اتباع الدين الاسلامي و المسيحي الملتزمين . و احتدام الصراع بين بعض التيارات العلمانية و الدينية في ذات النسيج المذهبي أو القومي او القطري و تهكم و تشمت صادر من بعض اتباع الطوائف الاخرى ضد اتباع و اصحاب المركز المشار اليه و المنكوب . محاولة مني لقراءة كامل المشهد بنظرة موضوعية منصفة و تحليل ابعاد ذلك على ابناء الاقليات في بعض دول المهجر من ذوي الخلفيات الثقافية المغايرة للبلد المحتضن لهم حاليا و في المستقبل و حقيقة مفهوم التنوع diversification و الاندماج integration و مفهوم equality بين مختلف الجندر من منظور بعض المكونات الاجتماعية داخل بعض الدول الاجنبية في ادبيات تيار اليمين و تيار اليسار هنالك ، لا سيما الدول الغربية .
بات معلوما بالضرورة انه و مع تعدد و تكاثر النزاعات في منطقة الشرق الاوسط على مدى الثمانون عام الماضية ، ارتحل عدد ليس بالقليل من ابناء العرب و المسلمين لعدة دول اجنبية رفعت يافطة حفظ حقوق الانسان و كرامته و هذا شي جدا جميل و يُثنى عليه و يُقدر . و استقر عدد ليس بالقليل من ابناء الشرق الاوسط و اغلبيتهم مسلمون في الدول الاسكندنافية و القارة الاوربية و خصوصا المملكة المتحدة و القارة الامريكية الشمالية و الجنوبية . في اوربا و الشمال الامريكي حديثا يسجل العالم بزوغ حزمة قوانين تشرع و تحمي ثورة جنسية عارمة تحت يافطة و شعار ضمان الحقوق الشخصية و الحرية الفردية. فانطلق الشذوذ و عمليات تحول الجندر و عدم تجريم مضاجعة الاطفال و ادراج رياضة ممارسة الجنس العلني كرياضة تنافسية و اطلاق العنان للاشباع الغرائزي العلني في الاماكن العامة ك منتزه عام !!!
و شكل هذا التباين في الافكار و القيم بين المهاجرين المحافظين و اليسار الليبرالي المتطرف ميدان ساخن للتراشق تارة يستغله اليمين المتطرف للتشنيع بالحجاب و طلب التشدد في سن قوانين استقبال المهاجرين و تارة اخرى ينظم التيار المحافظ في ذلك البلد ، ان وجد تيار محافظ ، مع المسلمين المحافظين لتمجيد الاخلاق و البناء الاسري و تارة يتخذ بعض ابناء العرب المتنمرون على مجتمعاتهم العربية مطية الاضطهاد الجنسي في بلده الام لطلب حق اللجوء لتلكم الدول الغربية . و يكون الوضع شرباكة في شرباكة بسبب سوء استغلال شعار الحرية الجنسية و الحقوق . و كل يدعي وصلا بالحقوق و الحقوق اضحت مطية للأغلب الا ما رحم ربي . و لعل من الجيد ذكره هو ان فيلم التجربة الدنماركية بطولة عادل امام سلط بعض الضوء بقوالب كوميدية لما آل اليه الحال في مدارس الدانمارك من حرية جنسية .
يبدو ان حرب ضبط العلاقات المشروعة بين الرجل - المرأة هي الحرب الاخيرة و الاشرس بين بعض البرلمانات و الدول التي تبنت قوانين الشذوذ و التحول الجنسي و تعدد الجندر و البيدوفيليا ( متعددي الجنس ) و بين ابناء الديانات الملتزمين من المسلمين و المسيحين و الاسر المحافظة حول العالم للدفاع عن مفهوم الجنسين ( الذكر و الانثى) و البناء الاسري المعروف . و في حالة كسب هذه الجولة اصحاب فكر تعدد الجنس فان البشرية في بقاع متعددة ستدخل في نفق مظلم و تتحطم حينذاك حصون الاسرة التقليدية . و نهمس في اذن الصادقين و الاوفياء للقيم بالقول ان ضبط النفس و السلوك هما ركيزتان لتجاوز ترصد اهل الشر و اتباع الشيطان و حبالهم و عدم اليأس في محاولة اصلاحهم و ارجاعهم الى رشدهم و فطرتهم السليمة . الله يراقبنا حيثما كنا ، فقبل ان نخشى مراقبة بني البشر في الغرب او الشرق ، على جميع من يشتغل في مراكز دينية أو اخلاقية أو صحية أو تعليمية وجوب الالتزام بالانضباط المهني و الاخلاقي و الابتعاد عن مواقع الشبهة و كلمات الايحاء و استدراج الفاتنات و فخاخ الاغواء . و من المفترض ان يزيد مستوى ذلك الانضباط عند وجود الانسان في ديار غربة ( يا غريب كن اديب ) حيث أختلاف الثقافة و كثرة سماسرة الاعلام المُشيطن و تفنن الاختراق لعمل سبق صحفي و تعمد تشويه السمعة بفنون علم الكلام و عدم الاكتراث بمفاهيم مجاميع الاقليات و توظيف نشرات الجرائد الصفراء للتكسب أو التشويه او تعميق جذوة مفهوم الاسلاموفوبيا .
و الطبيعة الانسانية البشرية مختلفة : هناك نفس منضبط و هناك نفس شبه منضبط و هناك نفس منحلة مغلفة بالانضباط و هناك انفس تجيد اللعب بالبيض و الحجر ( منافقون ) و هناك انفس تقية ورعة فطنة . و يبدو لي ان بعض المراكز الدينية و التعليمية و الصحية يندس فيها منتحلي التقوى و ليسو باهلها فيقعون في المحظور و يشوهوا بافعالهم سمعة المكان الذي ينتسبون اليه و العرق الذي يشار اليهم به . و عليه لا بد من حسن انتقاء و تنقية و مراجعة دورية لكامل ملفات الاشخاص القييمين على اي مؤسسة ربحية أو غير ربحية في الشرق و الغرب لتاكد من الالتزام بقواعد مهنية و اخلاقية تنم عن روح المسؤولية .
ملحوظة العنوان مستوحى من فيلم Back to future و فكرة الرجوع للماضي عبر ساعة الزمن الافتراضية لتغيير احداث في الماضي بهدف تفادي مشاكل حالية .
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب