2020/10/31 | 0 | 1506
التقنية والتأثير على المجتمع
الطفرة التقنية والاختراعات والابتكارات المتزايدة بشكل يومي، بل في كل لحظة، أحدثت فجوة كبيرة في العلاقة ما بين الآلة والإنسان، ولم يعد من الممكن اللحاق بهذا الكّم الهائل من التطور التقني والتكنولوجي، بل أصبحنا مجرد أرقام، وعقولنا تمت برمجتها كالخوارزميات، وذلك لما تتطلبه الحياة في عصرنا الراهن.
الفرد الذي لا يمتلك وسيلة تقنية أيا كانت كالجوال أو الكمبيوتر أصبح يطلق عليه أميّا، ليس الذي لا يعرف القراءة أو الكتابة، بل أميّ لأنه لم يستخدم هذه الآلة أو تلك، ولأنه سيعيش بعيدا عما يجري حوله من أحداث وتطورات محلية أو عالمية.
بعض من الناس قد يعتبر هذا الأمر كماليا، وليس مهما أو بالضرورة الأخذ بالاعتبار به، ولكن في حقيقة الأمر الوضع تخطّى ذلك وأصبحت الأمور تترجم بالأرقام والتقنية، وكل بيت لا يخلو أفراده أو البيت كبناء من حاجات أساسية كالغسالة أو الثلاجة أو التلفزيون أو المصعد والميكروويف، وكذلك من المصعد في بعض حالات البيوت، كل هذه الحالات والتطورات ألقت بضلالها وتأثيراتها على المجتمع، وأحدثت خللا في العلاقات الاجتماعية والتركيبة الاجتماعية، ما استدعى قيام وتشكيل مدارس ومناهج في التفكير من أجل مواجهة وعلاج هذه الحالات، لأنها تحولّت إلى حالة إدمان صنّفت الحالة مرضيّة وتتطلب علاجا، حسب ما توصل إليه العلم الحديث، في اقتناء كل جديد على الصعيد التقني وإنفاق الكثير من الأموال من أجل الحصول عليها، وتحمّل العائلة الكثير من الأعباء المادية التي أصبحت تثقل ظهر ربّ الأسرة.
لو أخذنا مثالا اختراع المصعد الكهربائي شكّل ثورة هائلة في حياة البشر، لا تزال تتفاعل إلى يومنا هذا، فقد قضى نهائيا على شكل البيت أو العمارة اللذين استتبا منذ الآف السنين، فالناس في وقتنا الحاضر يبنون مدائنهم، وبلدانهم وقراهم، على أساس أن المصعد موجود، ومن الصعب تصّور الشكل الذي كان يمكن أن تكون عليه مدينة مثل نيويورك أو العواصم الذي تزدحم بالسكان، لولا وجود المصعد الكهربائي، إن ثلاثة أرباع ما نشاهده من أبنية ما كان ليوجد لولا وجود المصعد.
وكانت الأبنية التي تتألف من طابق أو طابقين وثلاثة هي التي تحدد شكل المدينة ومساحتها، فسكان المدن الحديثة لم يستطيعوا السكن في هذه العمارات الشاهقة المزدحمة لولا المصعد، وكذلك اختراع الهاتف بمختلف أنواعه، باعد بين الناس بدلا من أن يقربّهم، فحّل صوت محل الإنسان حتى في أحوال الصداقة، والسيارة قلّلت من حنين الإنسان للإنسان لأنها جعلت البشر أهدافا سهلة لبعضهم البعض، فبات الواحد منهم يزهد بالآخر وسريع الضجر منه.
أما التلفزيون فقد فرّق أفراد العائلة حتى أثناء احتشادهم في غرفة واحدة، وهكذا وصلتنا التقنية الحديثة وما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة بمختلف أشكالها، وأصبحنا روبوتات متنقلة من مكان إلى آخر ومن جهاز إلى آخر، لا نعلم إلى أين ستصل بنا هذه التكنولوجيا، فإن الآلات ماضية في التطور والازدهار، فيما الإنسان يتقهقر ويزداد وحشة.
جديد الموقع
- 2024-04-18 "ختام ملتقى موعود مع انطلوجيا القصة القصيرة السعودية"
- 2024-04-18 بر الفيصلية يقيم حفل معايدة لمنسوبيه .
- 2024-04-18 مختارات من الرسائل
- 2024-04-18 الأمير سعود بن طلال يرعى توقيع عقد إنشاء بوابة الأحساء
- 2024-04-17 أحدث إصدارات الشيخ اليوسف: «الإمام العسكري: الشخصية الجذابة»
- 2024-04-17 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 44 تنطلق في شهر صفر القادم 1446هـ بمكة المكرمة
- 2024-04-17 الطبيب أشرف العيسوي يرزق بمولود هاشم
- 2024-04-17 بعد أن تتعرض للإهانة اكتب مشاعرك على قصاصة ورق ثم تخلص منها وهذا من شأنه أن يحد من مستوى شعورك بالغضب
- 2024-04-17 التركيز رأسًا على فوائد الانتظار قد يساعد الناس على تحسين ضبط النفس
- 2024-04-17 الدراما المحلية بين المجتمع والتاريخ