منذ عرفته في العام 1975م وهو مهموم بالفكر والثقافة والمثقفين وبالكتب والقراءة، حديثه هو ذاته لا يتغير ويدور حول نفس الموضوعات العامة «الثقافة، الأحساء، التراث» وإن تغيرت الأساليب والتكتيكات من فترة لأخرى، وما بقي ثابتا لديه هو ارتباطه بالثقافة والكتب، إنه المهندس عبدالله الشايب من محافظة الأحساء، الذي لم تفلح الهندسة المعمارية التي أبدع فيها، في أخذه بعيدا عن الكتب وعالم التأليف والطباعة.

فبعدما قام بطباعة عدد من كتبه في شبابه، التفت إلى أن هناك عددا من الشباب الذين لديهم بعض المؤلفات لكنهم لا يستطيعون طباعتها أو إنهم لا يعرفون آليات ذلك، وقد يضيعوا بين دوائر البيروقراطية في ترخيص أو طباعة كتبهم، لذلك فقد بدأ في احتضان من يتعرف عليه منهم واستلام مؤلفاتهم وطباعتها وتسليمها لهم وتوزيع عدد منها على المهتمين، وقد بلغ عدد الكتب التي قام بتبنيها وطباعتها بشكل كامل حتى اليوم 43 كتابا.

ولم يكتف مهندسنا القدير بهذا، بل إنه أخذ على عاتقه -وعلى سبيل تشجيع الحركة الثقافية والفكرية- أن يقوم بشراء نسخ من أي كتاب ينال إعجابه، حيث قام بهذا الأمر لعشرات الكتب التي اشترى مئات من كل منها، بل إنه قد يشتري جميع نسخ كتاب ما، وقام برفع شعار «الأحساء لا تتثاءب» الذي أصبح شهيرا، ليقرر بهذه العبارة أن الحراك والإنتاج الفكري والثقافي فيها لا يتوقف ويغطي على كثير من المدن الأخرى الشهيرة.

كما قام المهندس الشايب أيضا بتشجيع عدد من الشباب على التأليف وطباعة الكتب ونشرها، وكتب تقديمات لعشرات الكتب التي صدرت في المنطقة.

بلغ عدد مؤلفاته نحو أربعة عشر كتابا، وكتب في حقه ستة كتب وعشرات المقالات، ولا يخرج أي زائر لمكتبه الريفي خالي اليدين، بل محملا بعدد من الكتب لمؤلفين من الأحساء أو كتبوا عنها، معطيا بذلك درسا لرجال الأعمال الذين ربما لا يجدون الوقت لتدوين أو كتابة أفكارهم، لتشجيع الكتاب على طباعة كتبهم على الأقل.

ظل يجمع الكتب ويقرأها طول حياته وينفق عليها من حر ماله أينما حل أو ارتحل، حتى فاق عدد كتب مكتبته عشرة آلاف، لكل منها لديه حكاية، قصة الشايب مع الشباب والكتب هي واحدة فقط من قصصه الملهمة، وهناك جوانب أخرى عديدة تستحق الكتابة.