شعر وأدب واندية ادبيه
2021/12/18 | 0 | 4917
فتاة يعرب
إلى سيدتي الفاتنة (اللغة العربية)
عــذراءُ مــا هـتـكَ الـزمـانُ حـجـابَها
إلاَّ لــيــفـتـنَ بــالــهـوى أحــبـابَـهـا
تـخـتـالُ مــن ألــفِ الـجـمالِ لـيـائهِ
تـرعى صـباها كـي تـصونَ شـبابَها
عــنـقٌ لــهـا يـعـلـو و صـــدرٌ نـاهـدٌ
و فـــــمٌ ، يــبــلُّ رحــيـقُـهُ آدابَــهــا
يـزهـو بـهـا زيـتُ (الـبلاغةِ) سـاهراً
حـــولَ (الـبـديـعِ) مُـكـحِّـلاً أهـدابَـها
لـــم يـعـهـدِ الـتـاريـخُ أنـثـىً مـثـلَها
أنـــثــىً تــبــزُّ بـحـسـنِـها أتــرابَـهـا
غـمـزتْ فـأيقظتِ الـصباحَ مُـسائلاً :
مــاذا أسـالَ مـنَ الـزهورِ لـعابَها ؟!!
وأتـــتْ فــراشـاتِ الــكـلامِ بـحـقلِها
تـشـكو الـخمولَ ، فـطيَّرتْ أسـرابَها
وبـخـصرها نـصـبَ (الـبـيانُ) خـيامَهُ
و أدارَ قــهـوتَـهُ ، و صـــبَّ شـرابَـهـا
لـم تـبقَ مـن خـيمِ الـفصاحةِ خيمةٌ
مـــا ثـبَّـتـتْ فـــي أرضِـهـا أطـنـابهَا
وسـعى لـها (الـتعبيرُ) فاتكأتْ على
كــتـفِ (الـمـجـازِ) و أبـهـرتْ كُـتّـابَها
(الـنـحـوُ) مــا وقـعـتْ بــهِ أحـمـالُهُ
فــوقَ الـشـفاهِ ، مـقـوِّماً (إعـرابَها)
و (الـصرفُ) لـم يـعثُرْ عـلى أعـتابِها
بــل راحَ يُـعْلي فـي الـنُّهى أعـتابَها
إعـجـازُهـا (الإيــجـازُ) دونَ رطــانـةٍ
تُـبـدي الـمـرادَ ، و تـتَّقي (إطـنابَها)
تـتـقـلَّـبُ الأفــكــارُ هـانـئـةً عــلـى
سُـررِ (الـخيال)ِ ، إذا دعـتْ أصحابَها
ثـقُـلتْ عـنـاقيدُ الـمـعاني فـانـحنتْ
كـــي يـجـتـني عـشَّـاقُـها أعـنـابَها
لـم تـطمسِ (الـفيزياءُ) لـمعةَ عنصرٍ
فـيـهـا ، تـشـاغـبُ بـالـبريقِ تـرابَـها
يـمشي بـها (الفعلُ المضارعُ) عابراً
ســكـكَ الـسـنينِ مُـخـلِّفاً أحـقـابَها
وعـلـى يـديها الـفجرُ يـلمعُ سـاطعاً
مـذ سلسلتْ في العالمينَ (كتابَها)
و بـدتْ تـشعُّ عـلى الـمدى ألـفاظُهُ
درراً تــــطـــرِّزُ لــلــحـيـاةِ ثــيــابَـهـا
كـبُـرتْ و مــا شـابـتْ جـدائلُ طـفلةٍ
راحـتْ تـداعبُ فـي الفضاءِ سحابَها
تُـدعـى بـسـيّدةِ الـلـغاتِ وحـسـبُها
أنَّ الــلــغـاتِ تــنــازعـتْ ألــقـابَـهـا
سـالـتْ فـراتاً فـي جـوانحِ (يـعربٍ)
فـمـضى يـرشُّ سـهولَها و هـضابَها
فـنـمـتْ زهـــورُ الـعـبـقريّةِ حـولَـهـا
مــلءَ الـحـقولِ ، و وزَّعــتْ أطـيـابَها
لـــلـــه ســاقــيـةٌ أدارتْ كــأسَــهـا
فِــكَـراً تــفـوحُ ، و رنَّــحَـتْ شُـرَّابَـها
سـارَ (الـخليلُ) على خُطى إيقاعِها
و مـضـى (ابـنُ جـنِّيٍّ) يـزورُ قـبابَها
و بِـها (الـنحاةُ) عـلى مقاعدِ درسِها
مـــذْ درَّسُــوهـا أصـبَـحـوا طُـلَّابَـهـا
و رنَــا لـها الـشعراءُ .. كـلٌّ يـشتهي
لــــو أنَّــهـا حــطَّـتْ لــديـهِ ركـابَـهـا
رفــعــوا مــــنَ الأوزانِ أُسَّ بـنـائِـها
ومـــنَ الـقـوافي شـيَّـدوا مـحـرابَها
و عـلـى (عـكـاظٍ) مـن روائـعهمْ يَـدٌ
كــانـتْ تُـقـيـم خـطـيبَها و خـطـابَها
يـشـدو (لـبـيدٌ) مـلءَ خـيمتِها الـتي
شــهـدتْ هــنـاكَ ذهـابَـهـا و إيـابَـها
لــغــةُ الـخـلـودِ و أيُّ كـــأسٍ لـــذّةٍ
لـلـشاربينَ إذا احـتـسوا أنـخابَها ؟؟
مــا عـابَـها طـولُ الـسُّرى أو شـانَها
لا شــيءَ فـيـها شـانَـها أو عـابَها !!
عـتـبـتْ عــلـى أبـنـائِها لـمـا انـثـنَوا
عـــن حـوضِـهـا مُـتـجاهلينَ عـتـابَها
ركـبوا الـهجينَ مـنَ الـكلامِ وما رعَوا
مــجـدَ الأصــيـلِ فـضـيَّعوا أنـسـابَها
لا حــزنَ أوجــعُ مــن مـناظرِ روضـةٍ
فــيـهـا اغــتـدى فـلاَّحُـهـا حُـطَّـابَـها
لا حــزنَ أوجــعُ مــن نــواحِ حـمامةٍ
إن كــانَ سـهـمُ الـحارسينَ أصـابَها
دعـنـي أُحـلِّـقُ فـي مـدارجِ صـوتِها
و أزورُ حــارتَـهـا ، و أطــــرقُ بـابَـهـا
و أظـلُّ أسـألُ فـي مـعارجِ حيرتي :
هــل أنــتِ أنـتِ ؟ و أسـتفزُّ جـوابَها
كــنَّـا مــعـاً يـومـاً ، وكــانَ يـقـينُنا ..
مـــاذا تـــراهُ أرابَــنـي و أرابَــهـا ؟؟
يــا أنــتِ يــا أمّــي الـتـي ضـيَّـعتُها
في الأمَّهاتِ ، و قد طمستُ خضابَها
عــودي فـمـا زالــتْ مـنـازلُكِ الـتي
غـادرتِـهـا يــغـزو الـحـنـينُ رحـابَـهـا
جديد الموقع
- 2025-01-25 رجال تمنيّتُ اللقاء بهم
- 2025-01-24 مركز بر حي الملك فهد يستضيف ورشة العمل المقدمة للمدراء
- 2025-01-24 افراح العمران والقطان في أماسي الجوهرة بالاحساء
- 2025-01-24 شكرًا للطاقم الطبي في مستشفي الموسى التخصصي على رعايته لابن الزميل الإعلامي زهير الغزال
- 2025-01-23 الاحتيال.. أنواعه وآثاره.
- 2025-01-23 حول تجربة التحديث في المملكة
- 2025-01-23 حول تجربة التحديث في المملكة
- 2025-01-23 م ق ج عن القراءة
- 2025-01-23 القارئ الماهر وأمين المكتبة
- 2025-01-23 ظاهرة "اليد الساخنة" و "مغالطة المقامر": لماذا تجد أدمغتنا صعوبة في الاعتقاد بالعشوائية