شخصيات عاصرتها وعرفتها

المرحوم الحاج عبدالله يوسف الحسن (ابو عصام ) رحمه الله

( عبدالله عبدالمحسن الجاسم )

مرت الايام وتصرمت السنين وكسبت العديد من المعارف وحظيت بمودة الكثير ممن حملوا صفات الاخلاق الرفيعة والوفاء والكرم والسماحة، ومنهم الاخ والصديق المرحوم عبد الله يوسف الحسن "أبو عصام " رحمه الله تعالى. ذلك الانسان المحب للمجتمع وصاحب التفكير العقلاني الحكيم في حديثه عندما تسمعه لأول وهله يجذبك نحوه اشبه ببلسم يداوي الجرح لما في كلامه من معان سامية وعبر ودروس.

سمعته الطيبة سبقت معرفتي به، منذ اقتراني بزوجتي لأنها من نفس الأسرة "الحسن " حفظهم الله جميعا. ومن خلال صداقاتي ومعرفتي بالأخ العزيز ابنه "ابو علي عصام "من خلاله تعرفت عليه رحمه الله ومن البداية كانت الابتسامة تعلو محياه وترحيبه الحار لي ومن يقابله كعادته، فوجدته رجلا متواضعا عليه ملامح الوقار والرصانة والهيبة والاخلاق العالية والتعامل الراقي.

شخصية متواضعة محبة للناس ومحبوبا لدى كل من يعرفه، فكان سموحا ومتواضعا في جميع علاقاته الشخصية. عظيم الهمة وشديد المراس في الحق مع الجميع. مهما دونت من كلمات وسطرت من حروف الاحزان فلن أستطيع رسم لوحته المشرقة والمشرفة بمواقفه وأعماله الجليلة التي جسدها بعيدا عن الأعين في الكثير من اعماله ومواقفة النبيلة المطرزة بالمعدن الثمين الاصيل.

مرت اياما وانا بقربه فوجدته قد سخر الكثير من حياته رحمه الله في مساعدة الاخرين. فوجدته يرسم لوحات انيقة مطرزة بالحب والمودة منظم في جدوله اليومي وزيارته وعيادته للمرضى وملبيا للدعوات تاركا خلفه السمعة الطيبة. كان رحمه الله رمزا للوفاء والصدق والكرم وطيب المعشر، فضلا عن انه كان صديقا للكل.

فمجالسته طيبة كالمسك، ومحبا لإل بيت المصطفى صلوات الله عليهم اجمعين حبا كبيرا. دائما يسعى لتخفيف آلام الاخرين بالخفاء يريد وجه الله، يسأل ويواصل في كل المناسبات يحضر ويقدر الكل، إنسان سماته الطيب والاخلاق.

رحمك الله يا (ابا عصام) فغيابك لم يكن سهلا، فقدانك خسارة كبيرة لكل من عرفك او سمع بك، لكن لا اعتراض على أمر الله سبحانه، وستبقى ذكراك العطرة محفورة في ذاكرتنا الى الأبد.. الى جنات الخلد مع محمد واله الطيبين الطاهرين.