2023/04/26 | 0 | 2104
المايكرفون : استحواذ أم مشاركة فاعلة
في ايام مدارس الابتدائية، كنا نتهيب كطلاب من المشاركة في الاذاعة المدرسية . و كنا نعتبر من يشارك من زملاءنا الطلاب في الطابور الصباحي و يتحدث و هو ممسك المايكرفون امام جمهور طلاب المدرسة، بانه طفل شجاع جدا . قد يكون الشعور حينذاك لدينا بان الطالب المتحدث امام الحشود هو طالب شجاع . و قد يعود ذلك وجود رهبة مصطنعه في مواجهة الجمهور وهي تراكمات متخمة في اذهاننا . و التحدث عبر جهاز مكبر للصوت لعدة مرات يجعل من المتحدث الطالب الصغير اكبر من عمره و حجمه. طفولتنا البريئة كانت تقرأ الحدث في هذه الحدود الضيقة فقط.
جملة اعتراضية : شكرا لكل ادارة مدرسية اجادت صقل مواهب الالقاء لدى الابناء الطلبة منذ المراحل الاولى للدراسة.
كبرنا و كثرت منابر الميكرفون في حياتنا عبر التلفاز و في التجمعات و الاعراس و الاحتفالات و دور العبادة و الندوات . ففي مقاعد الجامعة كنا كطلاب نعتقد بان من يتحدث عبر المايكرفون هو الاكثر علما و الاكبر اطلاعا على موضوع الطرح و النقاش و نعتقد ضمنا بان لدى المتحدث القدرة على الحوار . و في دور العبادة ، كنا نعتقد بان كل من يتحدث عبر المايكرفون هو واعظ متمكن و زاهد و قد وصل مرحلة كبيرة من مراحل العلم و الالمام و اليقين بتفاصيل ما يود ان يوصي به للاخرين أو يقنع به المصلين .
الا اننا و بعد ان بلغنا عمرا عتيا من الزمن و مع زيادة معدل تفعيل خاصية التفكير الناقد critical thinking و بعد خوض عدة تجارب واقعية في عالم ادارة المايكرفون ، و جدنا بعض الحقائق المتناقضة و ان الصورة الفعلية ليست مطابقة للهالة الذهنية و التصورات التي نشأنا عليها في طفولتنا أو كما اسرد لنا بعض كبار السن . بل اننا وجدنا في بعض الاحيان ان هناك صراع على المايكرفون في بعض الاماكن . و انه في بعض الاحيان نرصد ان بعض الميكرفونات توظف كادة من ادوات المماحكة و السيطرة و الاحتكار و التسويق و النفوذ و الاستفزاز و الاستحواذ و المجاملة و التلميع و الاقصاء و التشويش و الانشقاق . لن اخوض في التفاصيل فكل من انخرط في العمل الاعلامي المؤطر بالتواصل الاجتماعي و حتى العبادي ك تلاوة القرآن و رفع الآذان و قراءة الادعية في دور العبادة بالمحافل العامة وجد في بعض الاماكن وجود تجاذبات معينة . و حيثما وجد مايكروفون فانهم عاينوا بام اعينهم في بعض الاماكن ما دار و يدور او سيدور خلف و امام الكواليس من تجاذبات و توظيفات متضاربة .
هنا نطلب من كل من يُعطى النفوذ و السلطة على ادارة اي مايكروفون سواء في دور عبادة أو دور علوم أو جامعة أو معهد أو تجمع أو احتفال أو مهرجان بضرورة احترام عقول الحضور و ذائقتهم الادبية و العلمية و الاجتماعية . و ضرورة احترام اوقاتهم و اتاحة الفرصة للكفاءات للمشاركة و تبريز الافضل . كما ننوه بضرورة ان يزهد العقلاء و ان كانوا الاكفاء عن منصة الالقاء و نبذ عشق البروز عبر المايكرفون ان كانت تولد اي حالة من حالات الرياء أو النفاق أو المفاخرة او الانتفاخ الكاذب أو التجاذبات الاستقطابية .
و نطلب في ذات الوقت من المستمعين ايصال رأيهم بطرق لبقة و موجزة و معبرة و واضحة لاصحاب الميكرفون و اصحاب المكان. و كذلك نؤكد على جزئية رفض الاستخفاف بالمستمعين أو إهدار اوقاتهم التي هي جزء من حياتهم أو فرض آخرين انفسهم على المستمعين .
ملحوظات :
١-ما تم كتابته عن المايكرفون ينطبق في بعض وجوه كل ادوات الاعلام الاخرى المسموعة و المرئية.
٢-نشكر كل من حسن في ادارة اي منصة او ميكرفون بالاهتمام بالمحتوى و ما يتفع الناس في الدارين و ادراج مشاركة اكبر قدر من ابناء المجتمع و ضمان تكافؤ فرص المشاركة
٣- نقترح تفعيل خاصية تدوير الادارة داخل كل ادارة لاي ميكرفون لكسر الاحتكار و ضخ دماء جديدة و صنع قيادات جديدة
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب